مشهد لطيف ثاني

1.9K 97 15
                                    

هل هناك شخص ما يستحق المغامرة بمشاعرك لأجله ..؟!
هكذا سألت نفسها وهي تجلس بجانبه في سيارته الجديدة تنظر إليه بنظرات خلسة قبل أن تتجه بأنظارها مجددا بإتجاه النافذة تتطلع الى الشوارع الشبه مظلمة والهادئة نوعا ما في هذا الوقت من المساء حيث تجاوزت الساعة الواحدة صباحا ورغم هذا خرجا سويا كما أراد هو ..!!
وجدته يصف سيارته أمام أحد المقاهي الراقية عندما إستدار نحوها يسألها بإهتمام :-
" هل نهبط من السيارة ..؟!"
هزت رأسها موافقة عندما هبط كلاهما من السيارة فوجدت يده تعانق كف يدها بتملك باتت تشعر به في كافة تصرفاته الأخيرة عندما سارت جانبه حيث دخلا الى المقهى وإختارا إحدى الطاولات التي تقع بعيدا قليلا بجانب نافذة واسعة تطل على الحديقة الخارجية والتي تضيئها إنارة خافتة تمنح المكان في الخارج جوا حميميا مميزا ...
" هل أعجبك المكان ..؟!"
سألها مهتما عندما اومأت برأسها وهي تجيب بصدق :-
" إنه رائع ..!!"
إبتسم بهدوء عندما أشار الى النادل الذي تقدم نحوهما يسألهما :-
" ماذا تحبان أن تتناولان ...؟!"
نظر إليها بتساؤل لتجيب بجدية :-
" شراب الحليب بالشوكولاتة من فضلك .."
قال نديم بدوره :-
" وأنا أريد قهوة معتدلة الحلاوة .."
ثم سألها مجددا :-
" ماذا تريدين أن تتناولي الى جانب المشروب ..؟!"
ردت بهدوء :-
" لا شيء .. لا أشعر بالجوع ..."
" هذا فقط ..!!"
قالها نديم الى النادل الذي إبتسم بلباقة وهو يغادر عندما هتف منتبها:-
" أصبحت لا تتناولين القهوة أبدا كعادتك ...!!"
إبتسمت مرددة بحذر :-
"  أحاول التقليل منها فهي ليست صحية ..."
" معك حق .."
قالها موافقا عندما سألته هي بدورها :-
" ماذا ستفعل بشأن مقترح غالية ..؟!"
رد بحيرة :-
" حتى الآن لا أعلم ولكنني بكل الأحوال لن أخطو أي خطوة واحدة بخصوص هذا الأمر في الفترة الحالية ..."
قالت بتردد :-
" هل أخبرتك غالية إن زوجة عمار حامل ...؟!"
رد بعدم إكتراث :-
" نعم ... "
حل الصمت المطبق بينهما ... جاء النادل ووضع المشروبات أمام كليهما وكلاهما يلتزمان الصمت حتى بدئا بتناول المشروبات ...
رددت حياة وهي تضع كوبها فوق الطاولة مجددا :-
" سأقول شيئا ولكن لا تتضايق مني .."
قال بصدق :-
" انا لا يمكن أن أتضايق منك يا حياة وحتى إن فعلت فإنني لا أتضايق منك سوى قليلا ثم سرعان ما يتبخر ضيقي فورا ببساطة مغيظة ...!!"
مطت شفتيها تردد :-
" مغيظة ..." 
ابتسم مرردا بجدية :-
" نعم مغيظة .. عندما لا أستطيع مخاصمتك ليوم واحد حتى بينما أنتِ تخاصمينني لأيام بكل برود فهذا يجعل الأمر مغيظا بالنسبة لي .."
قالت بسرعة تدافع عن نفسها :-
" انا لم أخاصمك لعدة أيام إلا مرة أو مرتين ..."
هز كتفيه مرددا ببساطة :-
" لإنني أسارع لمصالحتك في كل مرة نتخاصم فيها أما أنتِ .."
توقف للحظة ثم قال بنظرة خرجت مؤنبة رغما عنه :-
" لا تحاولين مصالحتي أبدا ولا تهتمين أبدا عندما نتخاصم .."
قالت بسرعة :-
" يتهيأ لك .. انا طوال فترة خصامنا أحترق غضبا وحزنا ... ربما لا أظهر هذا لك متعمدة لكنني أصبح أتعس شخص على وجه الأرض عندما نتخاصم ..."
ابتسم يسألها بمشاكسة :-
" حقا ..؟!"
منحته إبتسامة واسعة أبرزت غمازتيها عندما حملت كوبها ترتشف مشروبها الدافئ بتلذذ ...
سمعته يسألها :
" ماذا كنت ستقولين منذ قليل ..؟!"
" نعم تذكرت .."
أضافت :-
" لقد قابلت شيرين .. زوجة عمار ..."
نظر لها بإنصات لتضيف بحذر :-
" تبدو لطيفة جدا ..."
هز رأسه مرددا :-
" نعم .. هي كذلك بالفعل .."
قالت بخفوت :-
" صحيح كنت قد نسيت .. أنت تعرفها أساسا .. "
هتف متجاوزا هذه النقطة التي وصلت إليها :-
" شيرين إنسانة جيدة .. لا أفهم حتى الآن كيف تزوجت بشخص مثل عمار .."
قالت حياة :-
" بالتأكيد تحبه .. "
" الحب ليس كافيا أبدا لكي تتغاضى عن كل أفعاله وتتزوج به .."
قالها بحزم لتعانده ببرود :-
" المشاعر أسوء ورقة ضغط قد تستخدمها إتجاه شخص معين .. هي مشاعرها تحكمت بها .. هكذا فقط .."
ردد ببرود هازئ :-
" سنرى كيف ستنقذها مشاعرها عندما تسقط في قاع عمار الدنيء المليء بالمصائب والأحقاد التي لا تنتهي ..."
قالت بخفوت :-
" ربما مشاعرها من تنقذ كليهما من هذا القاع ...؟!!"
رفع حاجبه مرددا بعدم إستيعاب :-
" انت تمزحين بالطبع .."
" لماذا ..؟!"
سألته بصوت متحشرج ليرد ببرود :-
" إنظري يا حياة .. أكبر شخص مغفل في هذه الحياة هو من يظن إن المشاعر تستطيع فعل المعجزات .. "
سألته بوجوم :-
" أين المعجزة فيما قلته ..؟!"
رد بنفس البرود :-
"ما تقولينه معجزة فعليا يا حياة ... عمار سقط قي ظلماته بلا أمل في أن يخرج منها يوما .. حتى لو أراد هذا فما فعله حتى الآن وكمية الأذى الذي تسبب به لغيره لن تمنحه الفرصة لذلك ..."
منحته إبتسامة حزينة خافتة وهي تردد :-
" معك حق .. المشاعر مهما بلغت قوتها لا يمكن أن تنتشل الفرد من ظلماته .. "
هز رأسه غير منتبها لنبرتها الحزينة وملامحها التي بدت بائسة جدا عندما أكمل ثرثرته معها حتى مرت أكثر من ساعة على جلوسهما فقررا مغادرة المكان والتوجه الى البحر حيث جلسا على إحدى المصطبات أمامه كما إعتادا أن يفعلا ..
كان حياتهما تمشي بشكل جيد منذ مدة وهما يعيشان كزوجين حقيقين ويتشاركان الحياة بشكل هادئ مريح ورغم هذا هي لم تكن سعيدة ولكنها تخفي ذلك بمهارة ..
أحيانا تشعر إنها طامعة لإنها في الوقت الذي تعيش به مع رجل محترم ولطيف ومهتم كنديم ما زالت تفتقد السعادة لأسباب تدركها جيدا وتفشل في تجاهلها مهما حاولت ...
شعورها هذا يضاعف من آلامها وهي في كل مرة تبقى في حيرة بين رغبتها في الهرب بعيدا من جهة وإدراكها حقيقة إنه لا يستحق أن تتخلى عنه من جهة أخرى وهو الذي يعاملها بأفضل طريقة ممكنة تتمناها أي إمرأة ولكن تبقى نقطة واحدة تشكل حاجزا قويا داخلها ...
كلمة واحدة تفصل بينها وبين سعادتها التي تتحطم كلما تمر ليلة عليها وهي تدرك إنها تمثل له كل شيء عدا الحبيبة المنشودة ..!
" بم تفكرين ..؟!"
أفاقت من أفكارها على سؤاله فردت بإبتسامة خافتة :-
" لا شيء ... "
" لا تكذبي .. أعلم إنك تفكرين بشيء ما .. شيء مزعج أيضا ..."
رفعت حاجبها تردد بعدم تصديق :-
" في الفترة الأخيرة أصبحت أشعر إنك تقرأ مشاعري و ..."
قاطعها وهو يركز نظراته عليها :
" أنا لا أقرأ مشاعرك يا حياة .. انا فقط أشعر بك وأفهم عليكِ من نظرة أو تقطيبة بسيطة ... "
نظرت له بدهشة ليضيف وهو يجذب كف يدها يقبض عليه بكفه :-
" ألم تدركِ بعد إنني أصبحت أحفظك كخطوط يدي فأشعر بك عندما تحزنين أو تقلقين ..؟! أفهمك من لمعة عينيك عندما تفرحين ومن إختفاء بريقهما المتوهج عندما تحزنين ومن تقطيبتك الواضحة عندما تحتارين ..."
شعرت بمشاعرها تتوهج كليا ومعدتها تتخلص داخلها رغما عنها فترمي بجسدها داخل أحضانه بعشق يتملكها دون رحمة ليحاوط جسدها بذراعيه مقربا وجهه من شعرها يتنفس عطرها الدافئ بينما تغمض عينيها بإستسلام وكفي يديها يمتدان نحو بطنها حيث تمكث تلك القطعة الصغيرة التي تخصه داخل رحمها فتشعر برغبة شديدة أن تخبره في هذه اللحظة تحديدا بوجود طفله القادم هنا ..!!
رأيكم ..؟! ❤️
#نديم_حياة

؟! ❤️#نديم_حياة

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.
حبيسة قلبه المظلم ( الجزء الأول من سلسلة ضباب الروح ) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن