اقتباس

5.3K 145 11
                                    

" يعجبني تفاؤلك يا حياة ..."
قالها بصدق ظنته تهكما فعقدت حاجبيها تسأله بصوت منزعج نوعا ما  :-
" هل تسخر مني ...؟!"
رد بصدق :-
" أبدا .. على العكس تماما أنتِ لديكِ تفاؤل في الحياة وما قادم فيها يثير الإعجاب .. "
هتفت بعفوية :-
" انا لست سوداوية ولا أحب أن أكون ..."
" هل تقصدين إني كذلك ...؟!"
" ألست كذلك ..؟!"
ثم إنتبهت لتجاوز حدودها معه فتمتمت بسرعة معتذرة :-
" أعتذر حقا يا بك .. لقد تحدثت بعفوية غير لائقة .."
قاطعها بجدية :-
" لا تعتذري يا حياة .. أنا كذلك بالفعل .. "
وقبل أن تتحدث أردف بعد تنهيدة صامتة :-
" لكنني لم أكن يوما كذلك ... الحياة من جعلتني هكذا يا حياة ..."
إبتلعت ريقها بصعوبة تحاول إخفاء شعور شفقتها نحوه فإبتسمت بصعوبة وهي تخبره :-
" لا تظن إن تفاؤلي هذا يعني إني شخصية خيالية .. إطلاقا لست كذلك .. انا شخصية واقعية وأعلم إن الحياة مليئة بالمشاكل والصعوبات .."
أردفت بتعقل :-
" لكن أخبر نفسي دوما إنني سأتجاوزها عاجلا أم آجلا .. لدي يقين بإن هناك رب سيقف معي وعزيمة ستدفعني لتجاوز كل الأزمات وعبورها بسلام ..."
كلماتها مسته لا إراديا فتغضنت ملامحه وهو يفكر بكل كلمة تخرج منها ..
هتفت متأسفة من جديد بسبب إندفاعها بالحديث معه :-
" أعتذر فيبدو إنني ..."
قاطعها :-
" لا تعتذري يا حياة ..."
وأكمل وهو يتأملها :-
" ولا تناديني بك أيضا ... أنا نديم ... نديم فقط يا حياة ..."
رأيكم وتوقعاتكم ..؟!

حبيسة قلبه المظلم ( الجزء الأول من سلسلة ضباب الروح ) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن