الفصل الثاني عشر

3.7K 189 18
                                    

الفصل الثاني عشر
" من تلك الفتاة وماذا تفعل هنا ...؟!"
صدح صوت ليلى يتسائل بحدة عن هوية حياة التي تذكرتها بالطبع لكنها تعمدت أن تسأله عن هويتها ...
وجدته يلتفت نحوها بملامح بدت متشنجة وعينيه تحملان نظرة غريبة لم تفهمها ..
نظرة تحمل مزيج من الضيق والحيرة وعدم الراحة ...
نظر إليها متأملا ملامحها المحتدة بوضوح فهتف يسألها بعدم إكتراث متجاهلا سؤالها هي :-
" هل إنتهيت مما تريدين قوله أم هناك المزيد ..؟!"
تجهمت ملامحها وهي تعاود سؤاله بإصرار :-
" ماذا كانت تريد تلك الفتاة منك ومن أين تعرفها ..؟! "
زفر أنفاسه بضيق ثم رد ببرود متعمد :-
" أعرفها منذ مدة .. "
" وماذا كانت تفعل هنا ..؟! لماذا جائت الى شقتك ..؟!"
أجابها بضيق :-
" لا أعلم .. "
" لا تجعلني أجن .. مالذي يجعل تلك الفتاة تأتي الى شقتك ..؟! هل علاقتكما قوية الى هذه الدرجة ..؟!"
سألته بعدم تصديق ليحدق في وجهها للحظات قبل أن يجيب بهدوء متعمد :-
" نعم هي كذلك .."
" هل أنت مهتم بتلك الفتاة ..؟!"
سألته بإنكار وتوجس ليجيب بإقتضاب :-
" هذا ليس من شأنك يا ليلى ... من الأفضل أن تذهبي الآن فحديثنا انتهى منذ قليل ..."
اعتصرت قبضة كفها وهي تهتف بعدم تصديق :-
" أنت حتى لا تنفي ما قلته ... لا تعترض عليه ..."
هزت رأسها تهتف بإستنكار :-
" أنت تهتم بتلك الفتاة ..!! لا أصدق ذلك .."
كز على أسنانه وقال منهيا هذه المحادثة التي أرهقته بشدة :-
" لا تتدخلي فيما لا يعنيك يا ليلى ..."
صاحت وقد فاض الكيل بها :-
" أنت كلك تعنيني ..."
أضافت أمام ملامحه المتجهمة :-
" أنت بالطبع لن تفعل ذلك بنفسك وبي .. أنت لن تفعل بنا هذا ..."
أردفت بعدم تصديق :-
" ابنة البواب يا نديم .. هل وصل بكِ اليأس الى هنا ...؟!"
احتدت ملامحه بشكل واضح وهو يصيح بها بقوة وتحذير شديد :
" لا تتجاوزي حدودك معي يا ليلى .. وتلك الفتاة التي يبدو وإنك تسخرين منها هي أفضل فتاة رأيتها في حياتي .. وكونها ابنة الحارس فهذا شيء لا يعيبها أبدا يا ليلى هانم .."
اتسعت عيناها بعدم إستيعاب لما تسمعه على لسانها وذلك الدفاع الشرس عن حياة يجعلها تدرك مكانة تلك الفتاة عنده ..
مالذي يحدث بالضبط ..؟! لقد وصفها بإنها أفضل من رأى في حياته ..!!
" أنت تمزح .. قل إنك تمزح .."
سألته بملامح شحبت كليا ونبرة متحشرجة ليعاود الجمود يسيطر على ملامحه وهو يأمرها بحزم :-
" اذهبي يا ليلى .. وجودك هنا معي في شقتي أمرا غير مقبول .. "
ضحكت تردد بسخرية :-
" وماذا عن وجود تلك الفتاة في شقتك...؟! أمرها مقبول بالنسبة لك ..؟!"
رد بجمود :-
" تلك الفتاة حرة .. ليست متزوجة .. ليست زوجة لرجل من المفترض أن تحترم إسمه الذي تحمله وتحافظ على سمعته وسمعتها أيضا .."
إبتلعت غصتها داخل حلقها وقالت ببحة متألمة :-
" ماذا تقصد ..؟! "
ضغط على أعصابه بقوة كي لا يتفوه بما قد يجرحها أكثر فقال بصوت صارم :-
" اخرجي حالا يا ليلى ولا تعودي مرة أخرى .. انا لا أرغب بجرحك أبدا فلا تجبريني على القيام بذلك .."
عبرات عينيها جعلته يشعر بالقليل من تأنيب الضمير والألم داخله لكنها لم يظهر ذلك لها ..
سمعها تقول بصوت ساخر مرير :-
" لقد جرحتني يا نديم .. لقد جرحتني بالفعل ..."
ثم تحركت تخرج من الشقة وهو يتابعها بأنظاره حتى إختفت تماما ليغمض عينيه بتعب قبل أن يفتحها مجددا ويتجه بأفكاره نحو حياة التي رحلت بطريقة أزعجته للغاية دون أن تسمح له بتفسير ما يحدث هنا ..
...................................................................

حبيسة قلبه المظلم ( الجزء الأول من سلسلة ضباب الروح ) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن