الفصل الحادي والثلاثون ( الجزءالثاني )

3K 181 14
                                    

الفصل الحادي والثلاثون ( الجزء الثاني )
( قبل القراءة / هذا الجزء الثاني من الفصل وعبارة عن خمس مشاهد طويلة .. للاسف ما قدرت اكتب اكثر لاني صاحية من الساعة ستة صباحا ولم أنم دقيقة واحدة ... الخمس مشاهد تخص الابطال الجدد غير نديم وليلى وحياة ، اللي حابب يستنى الفصل ينزل كامل يقدر يأجل قرائته حتى انتهي منه كاملا ، الفصل ليس قصير ابدا .. شكرا على تفهمكم ولكني حرفيا مجهدة ولم أنم لحظة وحدة اليوم ورغم هذا كتبت جزء مهم من الفصل ..)
كان يجلس في مكتبه يتحدث مع جيلان يطمئن على أحوالها فتخبره إنها بخير والجميع يعتني بها منذ وصولها الى قصر العائلة البارحة ...
أنهى اتصاله معها واسترخى في جلسته قليلا متذكرا حديثه مع ليلى التي لا تكف عن تصرفاتها تلك فهاهي تنهار مجددا بسبب مشاعرها الغبية متناسية إن هناك شركة ضخمة تنهار تدريجيا وبحاجة لإنقاذ سريع منها رغم وثوقه إنها لا تستطيع أن تفعل شيئا فمهما حاولت ستنهار الشركة لا محالة ..!!
انتبه على طرقات على باب مكتبه يتبعها دخول السكرتيرة التي تنحنحت قائلة :-
" مريم سليمان في الخارج .. تريد مقابلتك .."
تغضن جبينه بإستغراب من قدومها اليوم تحديدا رغم إنه كان ينتظر قدومها بل واثقا منه لكنه لم يتوقع أن تأتي بهذه السرعة ..
" عشر دقائق وتدخل .. لدي اتصالات مهمة أريد إنهائها أولا .."
قالها بصرامة لتهز السكرتيرة رأسها برسمية وتخرج فيعاود الاسترخاء في جلسته مرددا بإبتسامة متلذذة :-
" وها قد بدأنا اول خطوة رسميا في المشوار يا مريوم .. اليوم أتيتِ بنفسك كما كنت واثقا لكنكِ أتيتِ مبكرا عما توقعت .."
تنفس بقوة ثم قال وهو يبتسم بإنتصار :-
" كل شيء يسير كما أخطط له منذ اول يوم .. ولم يتبقَ سوى القليل .. القليل جدا وينتهي كل شيء وأنال ما أريده كاملا ..."
عاد برأسه الى الخلف مغمضا عينيه عندما فتحها بعد دقائق عندما سمع صوت الباب يفتح يتبعه دخول مريم بملامح جامدة ...
أغلقت الباب وتقدمت نحوه ترتدي ملابس رسمية قليلا لا تشبه ملابسها الشبابية المعتادة حيث بنطال جينز ازرق طويل فوقه سترة سوداء أسفلها قميص من الشيفون الأبيض ..
شعرها الأشقر الطويل منسدل على جانبي وجهها الذي تزينه مستحضرات التجميل بعناية ...
رائحة عطرها القوية إقتحمت أنفه لا إراديا فإرتفعت نسبة الأدرينالين داخل جسده بقوة ..
تأملها بتفحص وهي تسير نحوه بخطوات مترفعة قبل أن تلقي التحية بخفوت ثم تجلس على الكرسي المقابل له واضعة قدما فوق الأخرى بعدما وضعت حقيبتها السوداء الصغيرة على الطاولة أمامها ..
" زيارة مفاجئة إذا .."
قالها بهدوء لا يخلو من السخرية لترد وهي ما زالت ترتدي قناع الجمود :-
" هناك حديث بيننا لم ننتهِ منه على ما أظن .."
رد ببديهية :-
" أنا قلت ما عندي .. القادم يخصك ..."
أضاف موضحا :-
" القرار لكِ .. "
" انت تطلب مني شيء تعجيزي .."
قالتها بجدية وقد بدأ الجمود يختفي من فوق ملامحها والغضب ملأ عينيها ..
رد بهدوء ولا مبالاة :-
" أين التعجيز فيما أطلبه ..؟! هل الزواج مني أصبح طلبا تعجيزيا ..؟!"
ردت بحنق :-
" لا تتغابى الآن .. أنت تدرك جيدا ما أعنيه .."
همس بحزم وقد بدت ملامحه صارمة بشكل مخيف :-
" إضبطي لسانك يا مريم ولا تتجاوزي حدودك معي .. "
قالت بصوت قوي متجاهلة نبرته المغلفة بالقسوة وتهديده :-
" انت طليق أختي .. كيف سأتزوجك ..؟! ماذا سيقول الناس عني ..؟! وماذا سيقولون أنت عنك أيضا ..؟! "
أضافت بجدية :-
" الناس لن يرحمونا .. لا أحد سيرحمنا وانا لن أتحمل نظراتهم وأحاديثهم وإتهاماتهم ... "
" وانا لا يهمني الناس بكل أحاديثهم ونظراتهم وإتهاماتهم .."
قالها بعدم إهتمام لتصيح بحنق :-
" لكنني أهتم وأبالي بكل هذا .. يهمني منظري أمام الجميع ومنظر عائلتي أيضا ..؟! ماذا سيكون موقف عائلتي عندما أتزوج بطليق أختي ..؟! ماذا سيكون موقف ليلى مثلا ..؟! كيف سنبرر الناس ... ؟! انا وليلى لسنا مثلك انت ونديم كي يستوعب الناس كيفية زواجك من خطيبة أخيك فالجميع يعلم بعداوتكما وخلافاتكما بل قطيعتكما ومع هذا تحدثوا وكثيرا أيضا .."
" إذا أنتِ ترفضين طلبي لهذا السبب ..؟! بسبب كلام الناس وما سيقولونه عنك وموقف عائلتك ومظهرهم الإجتماعي ..؟!"
سألها فجأة بهدوء لترد وهي تبتلع ريقها :-
" بالطبع .."
" وانا لدي الحل المناسب لهذا .."
قالها وهو يبتسم ببرود لتسأله بإضطراب :-
" حل ..؟! أي حل ..؟!"
أجاب وإبتسامته تتسع ببطأ :-
" نتزوج سرا ... "
صاحت بعدم إستيعاب :-
" ماذا تقول انت ..؟!"
رد موضحا :-
" اهدئي اولا .. زواج سري لكن شرعي وفي المحكمة ..."
" ومالذي يجعلني أقبل بوضع كهذا ..؟!"
سألته بحنق ليرد ببرود :-
" موقف أختك الخالي ودخولها السجن لا محالة إذا لم تتزوجِ بي .."
" أنت أكثر شخص إستغلالي رأيته في حياتي .. كيف يمكنك أن تبتزني بهذه الطريقة ..؟!"
ضحك مرغما ثم قال :-
" أنتِ تتحدثين مع عمار الخولي يا مريوم .. ألم تستوعبي بعد من هو عمار الخولي ..؟!"
هتفت من بين أسنانها :-
" بلى إستوعبت .. للأسف إستوعبت منذ مدة طويلة .. إستوعبت إنني وقعت بين براثن ذئب حقير .. مسخ بشع لا يطاق .."
ضرب بكفيه على سطح مكتبه بقوة صائحا بتحذير عصبي :-
" الزمي حدودك يا مريم ولا تتجاوزيها .. لا تجعليني أتصرف معكِ بطريقة لا تعجبكِ  ... ما زلت مراعيا لوضعكِ وما تمرين به .."
" يا لك من شخص مراعي حقا ..."
رددتها بتهكم قبل أن تضيف بجدية :-
" ما تطلبه مستحيل يا عمار .. انا لا يمكنني الزواج سرا منك .. انا ابنة عائلة محترمة و.."
قاطعها بضيق :-
" هذا ما يناسب وضعك .. انت لا تريدين أن تتأثري أو يتأثر أيا من أفراد عائلتك بزيجتنا لذا دعينا نتزوج سرا ونحافظ على مظهر عائلتك المصون كما تريدين ..."
قالت بغضب :-
" هل تظن إن الأمر يتوقف هنا حقا ..؟! ماذا عني ..؟! ماذا عن مشاعري ..؟! انت تعلم إنني لا أحبك .. بل أكرهك .. انت لو تعلم كيف أراك بعيني ما كنت لتطلب شيئا كهذا .."
رد بقوة وهو ينظر مباشرة داخل عينيها :-
" لا يهمني كيف تريني يا مريم .. لا يهمني كل هذا .. أما مشاعرك فأنا أعلم جيدا كيف أجعلكِ تعشقينني حد الموت ولا ترين سواي .."
" انت مجنون .. لو كنت أخر رجل في هذا الكون فلا يمكنني أن أحبك أو أتقبلك حتى .."
قالتها وهي تنهض من مكانها تناظره بتحدي ليرد بتحدي أكبر :
" هل تراهنين ..؟!"
تأملت ملامحه الباردة المستفزة لتهمس بغضب مكتوم :-
" ألم أقل إنك مجنون بل مريض أيضا .."
حملت حقيبتها واندفعت خارج المكان بغضب تاركة إياه يضحك بقوة مرددا مع نفسه :-
" سنرى يا مريم كم سوف تستمرين في مقاومتك الغبية لي .."
.............................................................
كانت تتحدث مع احدى الموظفات بشأن احدى التقنيات الجديدة التي ستتبعها في نظام الشركة عندما سمعت طرقات على بال غرفتها يتبعها دخوله بملامح رغم هدوئها تحمل نوعا من الغضب خاصة داخل عينيه البنيتين ..
أشارت الى الموظفة بجدية :-
" اذهبي أنتِ الآن يا سمر .. سنكمل حديثنا فيما بعد .."
هزت الموظفة رأسها بتفهم وخرجت بينما عقدت هي ذراعيها أمام صدرها تسأله بغضب مكتوم :-
" كيف تدخل الى مكتبي دون إستئذان ..؟! أساسا كيف تجاوزت سكرتيرتي ودخلت ..؟!"
رد ببرود :-
" ربما لإن سكرتيرتك ليست موجودة أساسا .."
أضاف وهو يتأملها عن كثب :-
" مرت عدة أيام الى آخر لقاء جمعنا .. نحن بحاجة أن نتحدث سويا .."
أضاف بهيمنة :-
" سنذهب الى احد المطاعم القريبة فهنا المكان غير مناسب لتبادل الأحاديث .."
أكمل بصوت آمر وهو يتحرك أمامها نحو الباب مجددا :-
"اتبعيني .."
" توقف لحظة ..."
التفت لها بنظرات متسائلة لتجيبه بثبات :-
" انا لا أحب هذه الطريقة ..."
أضافت تحرك يدها أمامه :-
" طريقة إلقاء الأوامر ..."
أكملت ببرود :-
" انا لم أتلقَ الأوامر يوما من أحد وانت لن تكون إستثناء لذلك بالطبع .."
" المعنى ..؟!"
سألها بغضب مكتوم لتجيب بترفع :-
" المعنى هو ، إما أن تطلب مني بكل لياقة أن أرافقك وحينها سأفكر إذا سأقبل طلبك أو أرفضه أو تتفضل وتغادر المكان فورا لإن بطريقتك هذه لن أتحرك معك خطوة واحدة ..."
كز على أسنانه بغيظ وطريقتها وعجرفتها التي ظهرت بقوة إستفزته .. حاول أن يسيطر على غضبه الذي لا يجب أن يظهر أمامها الآن فينفرها منه ...
أخذ نفسا عميقا ثم قال من بين أسنانه مرغما :-
" هل يمكنكِ أن ترافقيني الى احد المطاعم القريبة لنتحدث سويا ...؟!"
هتفت ببرود :-
" هذه الطريقة المناسبة يا فراس بك .. انت تحتاج أن تتعلم كيف تتحدث مع النساء عموما وخاصة النساء أمثالي .."
رمقها بنظرات حانقة جاهد لإخفائها وهو يسأل مجددا :-
" إذا ما جوابك ..؟!"
ردت وهي تتجه نحو المكتب تحمل حقيبتها :-
" سآتي معك .. نحن بالفعل نحتاج الى التحدث ..."
سارت أمامه بخطواتها الأنثوية الأنيقة يتبعها وفي داخله غضب متفاقم قرر السيطرة عليه الآن فهو يريد أن ينالها بأي شكل وعليه يجب أن يتحكم بأعصابه جيدا كي لا يتسبب بأي شيء يبعدها عنه ..
بعد مدة جلسا على احدى الطاولات في احد المطاعم عندما تقدم النادل يضع أماميهما الماء البارد ...
هتف بعدما إبتعد النادل :-
" مبارك زواج أخيكِ ..."
أضاف بإبتسامة لم تصل الى عينيه :-
" مع إنني كنت أنتظر دعوة منك لحفل الزفاف .."
ردت متجاهلة جملته الثانية :-
" شكرا .. العقبى لك .."
صحح لها عن قصد :-
" العقبى لنا .."
أضافت يدعي التساؤل :-
" أليس من المفترض بعد زواج أخيكِ أن يأتي دورنا ...؟!"
ردت بجمود :-
" لا تكن واثقا الى هذا الحد يا فراس .. انا لم أوافق بعد أساسا ..."
" أيام طويلة وأنا أنتظر موافقتك يا غالية ولا أفهم حتى الآن متى ستمنحيني تلك الموافقة ..؟!"
ظهر القليل من الغضب في نبرته فردت بنفس البرود :-
" لو فقط تكف قليلا عن ثقتك المفرطة إنني سأوافق .. "
" ولمَ سترفضين ..؟!"
قالها بسرعة لتسأله بحنق :-
" ماذا يعني هذا ..؟! من الطبيعي أن أرفض مثلما من الطبيعي أن أقبل ..."
رد بجدية :-
" لكل شيء سبب محدد .. وبرأيي لا يوجد سبب يجعلك ترفضين .. لمَ ترفضين إذا ..؟!"
سألته بدورها وهي تجاهد للحفاظ على برودها :-
" ولم سأوافق برأيك ..؟! ما السبب الذي يجعلني أقبل بك ...؟! "
أكملت عن قصد :-
" يكفي وجود ابنك .. وجوده فقط أكبر سبب يدفعني للرفض ... "
هتف بتحذير :-
" ابني بالذات لا تتحدثي عنه بهذا الشكل يا غالية .."
ردت بقوة :-
" لم أقل شيئا خاطئا لكنني لا يمكنني أن أوافق على هذه الزيجة بوجود ابنك معنا بعد تصرفاته الأخيرة .. ليست هذه الحياة التي أريدها وأسعى إليها ..."
" اخرجي تميم من الموضوع نهائيا .. تميم مسؤولية والدتي أساسا ومسؤوليتي وانت لن يكون لكِ علاقة به فلا تخلقي حججا لا أساس لها كي ترفضي .. "
قاطعته بجدية :-
" انا لا أخلق حججا يا فراس .. أنا أتحدث بواقعية .. لماذا لا يعيش الطفل مع أمه ونحن نعيش بهدوء .. ؟!"
" أخبرتك إن هذا الأمر منتهي بالنسبة لي .."
قالها بقوة لتضيف :-
" ولكن هذا الأفضل لنا جميعا .. أفضل لتميم نفسه .."
" اسمعيني يا غالية .. لا تدخلي تميم بيننا .. واذا كان وجوده يزعجك فنحن سوف نسكن في فيلا مجاورة لفيلا عائلتي وهو سيظل مع والدتي ..."
" يا له من حل مثالي .. سنحرم الطفل من والدته ووالده أيضا .."
قالتها بتهكم ليرد بجمود :-
" انا لن أحرم ابني مني .. أنا أحاول الوصول لحل يناسبك ... وفي نفس الوقت أكون متواجدا دائما جانب ولدي .."
" ألهذه الدرجة تريد موافقتي يا فراس ...؟!"
سألته وهي تضحك بعدم تصديق ليهتف بجدية وعينيه الحادتين تتأملان وجهها بعزيمة :-
" أريد موافقتك كثيرا يا غالية بل إنها كل ما أسعى إليه قي الوقت الحالي .."
كان حصار عينيه والإصرار داخلها مسببا لشعور غريب بالخوف داخلها فمنحته إبتسامة جامدة لم تصل الى عينيها قبل أن يتقدم النادل ليدون طلباتهما فتجدها فرصة لإنهاء الحوار الذي شعرت به غريبا وغير مريحا لها أبدا ...
...................................................................

حبيسة قلبه المظلم ( الجزء الأول من سلسلة ضباب الروح ) Where stories live. Discover now