الفصل الثاني والثلاثون ( الجزء الثاني )

3.3K 162 12
                                    

الفصل الثاني والثلاثون ( الجزء الثاني )
" لماذا فعلتِ هذا ..؟! لماذا مزقتِ رسمتي ..؟!"
هتفت بها جيلان وهي تكاد تبكي وتلك الصورة التي قضت ساعات طويلة في رسمها تمزقت بكل بساطة ولا مبالاة أمام عينيها ..
" أووه أسفة حقا .. هل جرحت مشاعرك يا صغيرة ..؟! انا اسفة ولكن الرسمة بشعة .."
قالتها تقى بأسف مصطنع وملامح شديدة الإستفزاز ليصرخ مهند بقوة :-
" يكفي ..."
هبطت جيلان نحو الأرض وحملت قطعتي الورق تردد بدموع تساقطت فوق وجنتيها بغزارة :-
" رسمتي .. لماذا فعلت هذا ..؟!"
" اهدئي جيلان .."
قالها مهند بلطف لتتسع عينا تقى وهي تسمع تلك النبرة اللطيفة منه لأول مرة ليزداد اتساع عينيها وهي ترى مهند يحتويها بين ذراعيه يهدهدها مرددا :-
" لا تبكي من فضلك .."
صرخت بعدم استيعاب :-
" ماذا تفعل انت ..؟! انا هنا الغاضبة وليست هي .."
دفعته جيلان بعنف بعدما استوعبت إنها بين أحضانه وبدأت تبكي بصوت مسموع وهي تشير الى تقى مرددة :-
" انت لا يحق لكِ أن تفعلي هذا .. إنها رسمتي وتعبت فيها .."
" اصمتي أيتها الطفلة ولا تتحدثي مع الكبار .."
" اخرسي يا تقى ولا تتحدثي مجددا .."
صرخ بها مهند وقد نفذ صبره لتصرخ به بدورها :-
" انت تصرخ بي هكذا لأجل هذه ..؟! "
أضافت وهي تتقدم نحو جيلان تقبض على ذراعها مرددة بحقد :-
" تصرخ بي لأجل هذه التافهة .."
دفتعها جيلان مرددة بنفور :-
" ابتعدي عني ولا تلمسيني .."
هتف مهند وهو يجذبها بعيدا عن جيلان :-
" تعالي معي الى الخارج وانا سأعرف كيف أحاسبك .."
لكن تقى رفضت أن تتحرك وهي تشير الى جيلان بتحدي :-
" ألن تخبره من أنا ..؟! انا زوجته يا حلوة .. زوجته الاولى ..."
تمتمت جيلان بعدم استيعاب :-
"زوجته ..."
فهتفت تقى بقوة :-
" نعم زوجته .. زوجته بحق وليس على الورق فقط .."
جذبها مهند بعنف اكبر يدفعها خارج المكان مرددا بنزق :-
" تعالي هيا .."
اما جيلان فظلت تتأمل الرسمة لثواني قبل أن تدلف باكية الى الداخل لتقابل فيصل بطريقها والذي أوقفها يسألها بقلق :-
" لماذا تبكين يا جيلان ..؟! مالذي حدث ..؟!"
لم تجبه حيث إستمرت في بكائها ليجذب تلك الورقتين ويتأمل الرسمة مرددا بعدم تصديق :-
" من فعلها ..؟! "
نظر الى وجهها المحمر وشهقاتها الضعيفة :-
" مهند من فعلها .. كلا لا يمكن .. لا يمكن أن يكون سيئا لهذا الحد .."
في نفس اللحظة هبط راغب على درجات السلم متجها نحو الطابق السفلي ليجد جيلان تبكي بخفوت وفيصل امامها فتقدم يسألهما بقلق :-
" ماذا يحدث هنا ..؟! لماذا تبكين يا جيلان ..؟!"
إلتفت فيصل نحوه مرددا وهو يشير الى الرسمة :-
" انظر ... هناك من مزق رسمتها و .."
جذب الرسمة يتأمل صورة مهند قبل أن يردد بعدم تصديق :-
" هل مهند فعل ذلك ..؟!"
وقبل أن تجيب جيلان كان يندفع خارج المكان مرددا بغضب :-
" لقد تجاوز حدوده هذا الولد .. يبدو إنه يحتاج من يقف في وجهه بعد الآن بقوة ووضوح .."
أما فيصل فهمس لجيلان يحاول تهدئتها :-
" اهدئي من فضلك عزيزتي ولا تبكي .. راغب سيأحذ حقك منه .."
هتفت جيلان أخيرا بصوت ضعيف مبحوح :-
" ليس مهند من فعلها .. "
" حقا ..؟! إذا من ..؟!"
سألها فيصل بدهشة لتجيب بصوت متحشرج :-
" حبيبته .."
اتسعت عينا فيصل للحظات قبل أن يصيح على همسة التي هبطت درجات السلم بقلق فأشار اليها وهو يهم بالإبتعاد لاحقا براغب قبل أن يرتكب جريمة في حق أخيه :-
" اهتمي بها يا همسة فأنا يجب أن ألحق بزوجك .."
....................................................................
في الخارج وقف مهند امام تقى يصيح بها بعصبية شديدة :-
" هل جننتِ ..؟! كيف تفعلين هذا ..؟! ماذا جرى لك..؟! ما هذا الجنون ..؟!"
صرخت بشدة :-
" انت لم ترَ الجنون بعد يا بك .. تبتسم لها وهي ترسم وجهك ثم تواسيها وتحاول إحتضانها أمامي .."
أضافت بإنفعال :-
" انت كيف تفعل بي هذا .. هل تظن تلك الصغيرة إنها يمكنها أن تسرقكِ مني ..؟!"
" من تلك التي تسرقني منك ..؟!"
صاح بعدم تصديق قبل أن يردد بنبرة شديدة القوة :-
" اولا انا لست ملكك كي يسرقني أحدهم منكِ ... ثانيا والأهم جيلان لا تفعل ذلك لإنها أصغر وأبرأ من أن تفكر بهذه الطريقة .. انتبهى على حديثك يا تقى .. للمرة الأخيرة سأنهبك .."
" ماذا ستفعل ...؟! ماذا ستفعل أكثر من ذلك...؟! انت هجرتني أساسا ولم تعد تسأل عني .."
رد ببرود :-
" انت السبب يا هانم ولا تنسي إنك من إخترتِ ذلك بمحل إرادتك ..."
" انت من تخليت عني يا مهند .."
قالتها بجنون ليرد بإستفزاز :-
" انا لا أتمسك بإمرأة مثلك تضعني في خيار تعجيزي كي تثبت لنفسها إنها يمكنها أن تتحكم بي .. "
" انت .."
قالتها وهي تعتصر قبضتي يديها بقوة وقد توقفت عن حديثها وهي لا تعرف ماذا تضيف لتسمعه يهتف بحزم :-
" اخرجي من هنا حالا ولا تأتي مرة أخرى وإلا قسما بربي سأتصرف معكِ بطريقة لا يمكنك أن تتوقعيها .."
همت بالرد لكنها توقفت وهي تجد راغب يتقدم نحويهما بملامح مخيفة للغاية يصيح بكل قوته :-
" ماذا تفعل هذه هنا ..؟!"
التفت مهند نحوه بصدمه من وجوده قبل أن يجيب بسرعة مصطنعا الهدوء :-
" ستغادر حالا .."
توقف راغب أمامهما مرددا وهو يشير الى تقى ببرود :-
" إذا عشيقتك هي من مزقت رسمة زوجتك المسكينة .."
هتفت تقى بتحدي :
" انا زوجته ولست عشيقته .."
رد راغب بضحكة مستفزة :-
" الزواج العرفي غير معترف به قانونا ولا شرعا .. "
" انا زوجته غصبا عنك .."
قالتها تقى بتحدي ليلتفت نحوها مهند ينهرها بقوة :-
" تقى اصمتي انتِ .."
هتفت تقى بجنون :-
" ألا ترى ما يقوله ..؟! إنه يقول عني عشيقتك ..."
قال راغب ببرود :-
" ألستِ كذلك ..؟! هل تظنين إن تلك الورقة التي بينكما تعني إنكِ زوجته ..؟! تلك الورقة مزقيها وإرميها في سلة المهملات لإن لا أحد سيعترف بها سواكِ .."
قالت تقى بتحدي :-
" يكفي أن يعترف أخيك بها .. مهند كل ما يهمني .."
قاطعها راغب بإستفزاز :-
" من الجيد أن يكون حقا كل ما يهمك مهند فهذا يجعل الأمر ممتعا أكثر بالنسبة لي ..."
" يكفي .."
قالها مهند بقوة قبل أن يشير الى تقى :-
" ألم تسمعي ما قلته .. ؟! غادري فورا .."
توقفت سيارة توليب أمام المكان والتي هبطت تهتف بصدمة من وجود تقى امام راغب ومعهما بالطبع مهند :-
" ماذا يحدث هنا ..؟!"
رددت تقى بتهكم :-
" ها قد جائت صديقتي السابقة ..."
" لا تجلبي سيرة أختي على لسانك .."
قالها راغب بحذير شديد لترفع تقى حاجبها مرددا بتهكم :-
" اختك تلك كانت صديقتي لأعوام أم إنك نسيت ذلك يا بك ..؟!"
رد راغب بسخرية :-
" كانت صداقة غبية وأختي ببراءتها لم تدرك قذارة تلك الصديقة ولكنها تعلمت خطئها بعدما كشفت حقيقتها الحقيرة .."
" اخرس أيها الحقير .."
صاحت به لكنها توقفت على صفعة مهند وهو يصرخ به بقوة :-
" إلا راغب .. إياك أن تتجاوزي حدودك معه يا تقى .."
ابتسم راغب لمهند بهدوء رغم غضبه منه رابتا على كتفه مرددا :-
" سلمت يداك يا أخي .. "
أضاف يشير لتقى بصرامة :-
" غادري فورا يا تقى وإلا سأطلب من الحرس في الخارج أن يخرجونك بأنفسهم ويرمونك خارجا يا حلوة ..."
" ستندمون جميعا .. والله ستندمون .."
قالتها تقى بحقد وهي تتطلع فيهم ثلاثتهم ثم اندفعت خارج المكان وهي تبكي ليلتفت مهند نحو راغب مرددا بعصبية :-
" انظر الي .. أنا صفعتها لإنها شتمتك وأنا لا أرضى هذا عنك كونك أخي والكبير أيضا لكن هذا لا يعني أن تتحدث عنها بهذه الطريقة فهي .."
قاطعه راغب بعصبية :-
" هي ماذا ...؟! مجرد عاهرة منحتك جسدها بورقة زواج لا يعترف بها أحد .. هل تدافع عنها حقا ... ؟! انظر الى تلك المسكينة التي إنهارت من شدة البكاء بسبب تصرفات تلك الحقيرة ..."
أضاف بقوة :-
" برأيي أن تهتم بتلك المسكينة بدلا من دفاعك عن تقى هانم .."
" تقى زوجتي .. لا تنسى هذا .."
قالها مهند بقوة ليرد راغب بتحدي :-
" انت فقط من تعترف بها كزوجة لك أما لا أحد غيرك يعترف بذلك .."
هم مهند بالرد لتهتف توليب بترجي :-
" يكفي أرجوكما .. حقا يكفي .."
تطلع مهند نحو راغب بملامح مشدودة قبل أن يدفعه بجسده عن قصد وهو يندفع بعيدا عنهما لتهمس توليب بعدم فهم :-
" كيف تجرأت وجائت الى هنا ..؟!"
هتف راغب بقوة :-
" أنتِ آخر من يتحدث ... بسببك تلك الفتاة دخلت الى العائلة و لولا ذلك ما كان ليحدث كل هذا ..."
همست توليب بقهر :-
" كالعادة منذ أعوام وأنت تحاسبني على ذلك .. ما ذنبي أنا بتصرفات أخيك المجنونة ..؟!"
اندفعت متجهة الى الداخل بعيدا عنه ليزفر راغب أنفاسه بضيق قبل أن يرتدي قناع الجمود ويندفع خارج المكان متجها الى عمله بينما توقف فيصل مكانه والذي وصل متأخرا بعدما أخذ يبحث عنهما ليرى راغب وهو يغادر بعد مغادرة توليب ومهند الذي مر جانبه بلا مبالاة ليتأفف بضيق من مشاكل عائلته التي لا تنتهي ..
....................................................................
فتحت عينيها على صوت منبه هاتفها فسارعت تجذبه وهي تطفأ المنبه بتعب قبل أن تتراجع الى الخلف بإرهاق ما زال يسيطر عليها وآثار ليلة البارحة أرهقتهت بشدة ..
مواجتهما كانت صعبة ولم تفِ بأي غرض والنتيجة كالعادة مبهمة ولا حل وسط يناسب كليهما ..
زفرت أنفاسها بتعب وهي تتذكر ما حدث بينهما البارحة بعدما أخبرته بوضوح عن حقيقة زيجة ليلى وعمار ...
عادت بذاكرتها الى الخلف وهي تتذكر تفاصيل المواجهة بحذافيرها :-

حبيسة قلبه المظلم ( الجزء الأول من سلسلة ضباب الروح ) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن