الفصل التاسع والثلاثون

3.7K 303 29
                                    


نذكركم باستمرار معرض راس البر للكتاب حتى 16 أغسطس ..

يمكنكم الحصول على أحدث رواياتي الورقية وكذلك السابقة من جناحنا إبداع بالمعرض المقام في منطقة اللسان بجوار فندق النصر


................................


الفصل التاسع والثلاثون

(ما لا يمكن الاحتفاظ به)


كان اليوم مشحونًا منذ مطلع النهار، خاصة مع اعتذار المربية عن القدوم اليوم لممارسة مهامها المعتادة في رعاية الصغار، لهذا اضطرت "تهاني" لاصطحاب أطفالها معها وتركهم بالمكتب، ريثما تنتهي من جدول أعمالها المزدحم. نهضت من خلف مقعدها بعدما جمعت الأوراق المطلوب إرسالها لمعمل التحاليل، وابتسمت لصغيرها قائلة في صوت حنون لكنه لا يخلو من الحزم:

-حبيبي، خد بالك من إخواتك لحد ما أرجع، أنا مش هتأخر، هما 5 دقايق بس.

اكتفى بهز رأسه وهو يدير رأسه لينظر إلى شقيقتيه التوأم بنظراتٍ جادة، ليعاود التحديق فيها فوجدها تتحرك صوب باب الغرفة، قبل أن تضع يدها على المقبض لتفتحه وجدت زوجها يسبقها، تبسمت لرؤياه، وقالت في سرور لا يمكن إنكاره:

-"ممدوح"! إنت مش كان وراك آ...

قاطعها قبل أن تتم جملتها متسائلًا بوجه جاد التعبيرات، ونبرة أقرب للجدية:

-البنات معاكي؟

عقدت حاجبيها مجيبة إياه:

-أيوه.

سار نحو الداخل متابعًا كلامه، ونظرة مزعوجة سددها نحو "أوس":

-طيب، أنا اتصرفت في مربية معرفة حد من زمايلي، هي هتيجي البيت دلوقتي تقعد بيهم، أنا هاخدهم.

مدت يدها لتستوقفه من ذراعه وهي تسأله:

-و"أوس"؟

انتشل يدها من على ذراعه متعللًا في وجومٍ، وكأنه يرفض بشكلٍ غير مباشر أخذه:

-ما إنتي عارفاه، مابيسمعش الكلام، ولا أنا بقدر أسيطر عليه.

تساءلت في تحيرٍ:

-والعمل؟ هسيبه هنا لواحده؟ ده صغير وآ..

قاطعها للمرة الثانية مرددًا:

-بصي هكلم أبوه يتصرف، وهو عنده بدل الخدامة عشرة!

استحسنت اقتراحه، وقالت في تأييد:

-أوكي، يكون أحسن برضوه.

تقدم "ممدوح" نحو رضيعتيه ليجر العربة التي تضمهما، بعدما منحهما قدرًا من الحب والاهتمام، ليلقي بعدها بنظرة كارهة إلى الصغير "أوس"، قبل أن يميل برأسه عليه ليهمس له في شيء من الحقد:

رحلة الآثام - الجزء السابع - سلسلة الذئاب -كاملةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن