الفصل العاشر

5.1K 350 74
                                    



القراء الأحباء فصل اليوم تم نشره بدلًا من الغد نظرًا لتواجدي طوال اليوم بمعرض القاهرة الدولي للكتاب في جناحنا إبداع ..

في انتظار لقائكم الطيب ..


>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>

الفصل العاشر

(زواج أَمْ... ؟)

كان وجهه واجمًا، متكدرًا، ويظهر عليه الضيق الشديد، لم يستوعب كيف لشابة معدومة الخبرة مثلها أن تنجح في التحايل عليه ومراوغته لمجرد التسلية الفارغة، وهو سيد من يقوم بهذه الأمور اللئيمة ببراعة، وفي النهاية تترك كل شيء وراء ظهرها، وتتزوج بآخر دون أن ينال مبتغاه منها. خرج من المدخل مستاءً للغاية، تنطلق من عينيه نظرات الحنق، وزاد من إحساسه بهذا الشعور الناقم وجود "ممدوح" بالسيارة، حتمًا لن يمرره دون سخرية أو استهزاء، وهذا ما لا يحبذه مُطلقًا، فأحب ما لديه أن يتغذى بداخله شعوري الغرور والسيطرة، لا الانتقاص منهما. ما إن رآه الأخير ظاهرًا في مرمى بصره، حتى فتح الباب وترجل من السيارة ليهتف متسائلًا دون استهلالٍ:

-قابلتها؟

رفض "مهاب" الحديث بشيء، واتجه إلى موضعه خلف عجلة القيادة، فتبعه رفيقه بنظراته الفضولية وهو يعلق باستخفافٍ:

-شكلها ادتك الوش الخشب!

ثم أطلق ضحكة ساخرة منه ليستفزه أكثر قبل أن يتابع بنفس الوتيرة وهو يستقر مجاورًا له:

-وإنت الصراحة مش متعود غير على الحاجات الناعمة والطرية.

لم يطق تحمل سخافاته، فاستطرد بصوتٍ ثقيل وهو يدير المفتاح ليشعل المحرك:

-"تهاني" اتجوزت!

حملق فيه مندهشًا، ليعلق بعدها بنبرته الذاهلة:

-نعم، إنت بتهزر صح؟

رد في وجومٍ وهو يخفض الزجاج الملاصق لجانبه:

-لأ، زميلتها قالتلي كده.

مط "ممدوح" فمه متمتمًا:

-غريبة!

لم يضف "مهاب" أي شيءٍ، وانطلق بالسيارة بعيدًا عن المكان؛ لكن "ممدوح" واصل التعقيب الهازئ من الأمر برمته، فأردف ضاحكًا باستمتاعٍ مغيظ:

-كده احنا الاتنين طلعنا برا اللعبة .. وهي اللي كسبت يا باشا.

نفخ رفيقه بصوتٍ مسموعٍ، وحذره في غير صبرٍ:

-مش عاوز كلام زيادة.

مد "ممدوح" ذراعه، ولكزه في جانب كتفه بخفةٍ، كأنما يمزح معه، واستمر في تعليقه المستفز:

رحلة الآثام - الجزء السابع - سلسلة الذئاب -كاملةWhere stories live. Discover now