الفصل الخامس عشر - الجزء الأول

4.8K 361 28
                                    


معذرة لكون الفصل قصير نظرًا لانشغالي طوال الأسبوع بتدريب يخص شغلي ..

شكرًا على تفهم حضراتكم ..



الفصل الخامس عشر – الجزء الأول

(حيرة)

كل ما سيطر عليها في لقائها المنفرد به بالقرب من مقر عمله هو التأكد من إقناعه بالموافقة على ما قررته بشأن ابنة شقيقتها، غير مبالية بجريرة ما ستتعرض له هذه المضطهدة على نفسيتها، المهم ألا تمس سمعة العائلة بسوء. أصرت "أفكار" على المجيء بمفردها، فإذ ربما مع الضغط والحرج تتراجع شقيقتها، وتصبح في موقف عسير، لذا تجنبت كل ما قد يفسد خطتها، وأطلعته عليه كأنها مسألة عادية مفروغ النقاش فيها! لولا كونهما في الشارع، وحولهما عموم الناس لصرخ "عوض" استنكارًا وتنديدًا على ما أفصحت به. اشتعل وجهه بحمرة الغضب، ورمقها بنظرة حادة مدمدمًا في استهجانٍ متعاظم:

-إيه الكلام ده يا خالة؟!!

ببرودٍ مناقض له أخبرته بلهجة الذي يقرر مصائر البشر:

-ده اللي المفروض يتعمل.

أبدى رأيه صراحةً، ودون رهبة منها:

-أنا مش موافق عليه...

حدجته بنظرة منتقدة له، فتابع مشددًا بنفس الاستهجان:

-ده ما يرضيش ربنا نهائي.

خشيت أن يزيد إلحاحها من عِناده، فحاول اللجوء لحيلة المسكنة، فخاطبته في صوت هادئ، على أمل أن تمتص غضبته المندلعة:

-بس الناس آ...

استفزته بكلامها الأخير، فقاطعها قبل أن تنهي ما بدأته:

-وأنا مالي ومال الناس، بقى عاوزاني أغضب ربنا عشان أرضي الناس؟

ضغطت على شفتيها في امتعاضٍ، فسألها في شيءٍ من الاستعطاف:

-والغلبانة دي ذنبها إيه تتعرض لحاجة زي كده؟

زرَّت عينيها بتدقيقٍ، فتابع على نفس النبرة المتسائلة في حمئةٍ:

-وهي أصلًا موافقة على ده؟

هتفت فيه بهجومٍ:

-الذنب من الأول ذنب أخوك، واحنا بنحاول نلم الدنيا.

أحس بموجاتٍ من الضيق تغمره، فهي لم تخطئ في إلقاء اللوم على عائلته، ابتلع غصة مريرة في حلقه، وظل مركزًا نظره معها وهي لا تزال تكلمه:

-ومتقلقش، احنا مطمنين من بنتنا، بس يهمنا سمعتنا وشرفنا قصاد الغُرب.

جاهد لإثنائها على رأيها، فاستطرد بزفيرٍ محموم:

رحلة الآثام - الجزء السابع - سلسلة الذئاب -كاملةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن