الفصل الخامس والثلاثون

3.5K 272 27
                                    


نذكركم بانطلاق فاعليات معرض بورسعيد السادس للكتاب واستمراره حتى الأول من أغسطس..

يسعدني تواجد حضراتكم فيه للاستفادة من العروض والخصومات المقدمة على كافة الأعمال

كذلك تتوافر رواياتي الورقية في جناحنا إبداع، ويقام حفل التوقيع الخاص برواياتي يومي الخميس والجمعة في تمام الساعة الثامنة والنصف مساءً


>>>>>>>>>>>>>>>>>>د


الفصل الخامس والثلاثون

(وهم الهوى)

بمعاونة اثنين من الممرضات، انتقلت من على فراشها الطبي، وسارت بتؤدة وخطوات متمهلة نحو الحمام الملحق بغرفتها. نُزع عنها رداء المشفى، وأصبح جسدها مكشوفًا، لتقوم الممرضتان بتنظيفه وإزالة آثار الدماء العالقة ببدنها جراء عمليتها الجراحية الحرجة. لم تتمكن "ناريمان" من رؤية الجرح لكونه مغطى بالضمادات الطبية؛ لكن ذلك الشعور الغريب بالخواء ناوشها بقوة، فما مرت به لم يكن هينًا، ولا زالت في انتظار تبعاته الخطيرة.

مجرد التفكير بشكلٍ تشاؤمي جعل أعصابها تتلف، وأطرافها ترتجف، ما لبث أن امتلأت حدقتاها بالدموع، وباتت في حالة من الهياج، لذا صرخت في الممرضتين بعصبيةٍ عجيبة:

-إنتو بتعملوا فيا إيه؟

تبادلت الاثنتان مع بعضهما البعض نظرات حائرة، وبادرت إحداهما بالكلام في أدبٍ:

-احنا بنساعد حضرتك.

لكزتها "ناريمان" في ذراعها، ورفضت الاستناد عليها، ليظل صوتها يصرخ فيهما:

-سيبوني، مش عاوزة حد يمسكني!

وراحت تنهال عليهما بألفاظ مهينة، فاندهشت الممرضتان من تصرفها العدائي نحوهما، وهما لم ترتكبان أدنى خطأ يستحق ذلك الانفعال الكبير أو حتى التوبيخ المسيء، ومع ذلك لاذت كلتاهما بالصمت، وحاولتا التعامل معها بتعقلٍ وثبات انفعالي إلى أن انقضت مهمتهما، وعادا بها إلى الغرفة لتتمدد على الفراش الذي تم تغيير أغطيته. تحدثت إحداهما إليها في ودية لا تخلو من الرسمية:

-ارتاحي يا هانم عقبال ما أنادي على دكتور "مهاب" علشان يشوف حضرتك؟

بقيت نبرتها أقرب للصراخ وهي تعلق عليها بتشنجٍ:

-خليه يجي بدل ما أنا مرمية هنا وسط بهايم بيتعبوني وبس!

ابتلعت الممرضة مرارة الإهانة، وهزت رأسها في طاعة، لتنصرف بعدها، بينما ظلت الأخرى مجاورة لها حتى تراقبها وتلبي طلباتها إن احتاجت شيئًا، خاصة أن الأوامر كانت صريحة ومحددة بشأن رعاية هذه المريضة الهامة، ومخالفتها تعني التعرض للعقوبة، وربما الطرد الفوري من هذا المشفى الاستثماري الضخم.

رحلة الآثام - الجزء السابع - سلسلة الذئاب -كاملةWhere stories live. Discover now