الفصل الثامن عشر – الجزء الأول
(أَوْس)
بعد نجاح عملية الولادة القيصرية لها، تم نقلها إلى غرفة منفردة، لتقوم إحدى الممرضات برعايتها الرعاية اللازمة، ريثما تستفيق كليًا. كانت "تهاني" تشعر بآلام متفرقة في أنحاء عظام جسدها، وذلك كردة فعل طبيعية جراء اصطدامها العنيف والمتكرر على طول درجات السلم. تأوهت في صوت واهن، وهي تحرك رأسها للجانبين على الوسادة، تجمعت الدموع في عينيها، وراح صوت أنينها يرتفع بالتدريج، انحنت عليها الممرضة لتضبط غطاء شعرها البلاستيكي، وسألتها إن كانت تريد شيئًا، فأخبرتها الأخيرة بسؤالٍ، وبهمسٍ شبه مسموع:
-اللي في بطني عايش؟
أجابتها في التو، وبابتسامة مشرقة على محياها:
-أيوه، ما شاء الله ابنك بخير.
خفق قلبها بقوةٍ، وردت بصدرٍ ينهج:
-ابني!!
استغرقها الأمر لحظاتٍ معدودة لتخامر هذا الشعور الرائع بكونها قد أنجبت وصارت أمًا. بلهفة ممزوجة بالحماس هتفت تطلب منها رغم انخفاض نبرتها:
-عاوزة أشوف ابني.
ربتت الممرضة بحنوٍ على كتفها قائلة بنفس الوجه الباسم:
-اطمني، هيجيلك هنا كمان شوية.
أغمضت "تهاني" عينيها لهنيهة مستمتعة بذلك الإحساس الخلاب، لتظل تردد على لسانها بتنهيدة متشوقة:
-ابني.
راودتها ذكرى مشوشة للحظة سقوطها من على الدرج، فتنفست الصعداء لكونها قد مرت وانقضت على خير، تنبهت لصوت الباب وهو يفتح لتجد أحد الأطباء يلج منه مخاطبًا إياها بشيء من الودية:
-حمدلله على السلامة يا دكتورة.
نظرت تجاهه، وردت وهي تحاول الابتسام:
-الله يسلمك.
تفقد اللوح المعدني المدون عليه آخر الملحوظات المتعلقة بشأنها، والمتدلي من على طرف فراشها، ثم سألها مهتمًا:
-حاسة بإيه؟
تحسست جبينها، وأخبرته بإيجازٍ:
-تعبانة.
هز رأسه في تفهمٍ، وقال:
-متقلقيش، شوية وهترتاحي.
اقترب منها ليفحصها عن قربٍ، ثم أضــاف:
-أنا موصي الممرضة وهي هتقوم باللازم معاكي.
استمر في فحص أنبوب المحلول الموصول برسغها وهو يخاطبها:
YOU ARE READING
رحلة الآثام - الجزء السابع - سلسلة الذئاب -كاملة
Romanceالجزء السابع من سلسلة الذئاب .. -البداية- ما قبل اللقاء .. ملحوظة يمكن متابعة هذا الجزء منفردًا دون الحاجة لقراءة ما سبق .. فنقطة البداية (ما لم يسرد بين السطور) ستكون من هنا مواعيد النشر الجمعة والثلاثاء من كل أسبوع. في تمام العاشرة مساءً .. قد ي...