الفصل التاسع عشر

4.4K 357 88
                                    


مساءكم ورد، وكل سنة وإنتو طبيبن وبخير ..

رجعنا من تاني نكمل روايتنا بعد انتهاء الشهر الفضيل ..

في انتظار تفاعلكم الطيب ♥


الفصل التاسع عشر

(لا كرامة معه)

تحذيره المشروط بطردها من جنته الزائفة، وإقصائه عن فلذة كبدها إن أخطأت وعصت أوامره مهما كان كفيلًا بإخضاعها، وجعلها أكثر حرصًا على عدم إغضابه، وإن لم تكن راضية تمامًا عما يفعل. التزمت "تهاني" بكل شيء، وتخلت عن أحلامها في سبيل البقاء معه. تنهيدة عميقة خرجت من رئتيها، لتمنح بعدها رضيعها الذي تهدهده بلطفٍ ابتسامة صافية، النسمات الرقيقة في الشرفة وهي جالسة به جعلته يغفو بالتو، ضمته إلى صدرها، وانهالت على وجنته تقبله في عاطفة أمومية جياشة. همست له بالقرب من أذنه:

-عشانك أنا مستعدة أتحمل أي حاجة، المهم ماتبعدش عني.

رغمًا عنها طفرت دمعة متأثرة من طرفها، مسحتها بسبابتها، وواصلت القول:

-إنت أغلى ما في حياتي.

احتوته في أحضانها الدافئة، وأغمضت عينيها مستمتعة بهذه اللحظات الثمينة، سرعان ما تبدد ذلك الهناء النفسي، وانتفضت في قدرٍ من الفزع عندما جاءها صوته المنفر:

-"تهاني"!

استدارت برأسها ناحية مصدره دون أن تنهض، وردت في صوتٍ مطيع:

-أيوه.

رأت زوجها مقبلًا عليها، ومن خلفه بمسافة بسيطة لمحت واحدة غريبة، تجهل هويتها، تقف في وقفة رسمية، وترتدي ثياب الخادمة. قرأ "مهاب" تساؤلها المحير في عينيها دون أن تنبس بكلمة، ومع ذلك أمرها:

-سيبي "أوس" للمربية بتاعته وتعالي.

كررت كلمته باندهاشٍ متعجب:

-مربية!

أتى تبريره وقحًا ومهينًا في نفس الآن:

-أيوه، أومال مفكرة هخلي واحدة زيك جاية من الحواري تربيه؟ تفهمي إنتي إيه في أصول التربية!

ابتلعت مرارة الإهانة قسرًا، وقالت مدافعة عن نفسها بألمٍ محسوسٍ في نبرتها:

-أنا أمه يا "مهاب"، مافيش حد هيخاف عليه ولا يحميه من الهوا الطاير زيي.

رد عليها بتصميمٍ:

-واللي جايبها فاهمة شغلها كويس، وعارفة هتتعامل معاه إزاي.

عفويًا تشبثت "تهاني" برضيعها في خوفٍ غريزي، وكأنه تخشى فقدانه بانفصاله عنها، حاولت إقناعه بالعدول عن رأيه، فرجته:

رحلة الآثام - الجزء السابع - سلسلة الذئاب -كاملةWhere stories live. Discover now