الفصل الرابع والعشرون

3.9K 330 62
                                    



انطلق منذ الأمس معرض أبوظبي الدولي للكتاب

تتوافر رواياتي الورقية هناك في جناحنا إبداع .. المعرض مستمر حتى 28 مايو .. لا تفوتوا فرصة اقتناء أحب الأعمال إليكم

>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>

ما طواه التامور وطمره


الفصل الرابع والعشرون

(حيل لا تنضب)

صوت احتكاك إطار السيارات والمصحوب بصوت تشغيل المحرك، أكد له أن والده قد غادر بالفعل محيط المنزل في هذه الساعة المتأخرة، تاركًا خلفه رفيقه المتطفل، ووالدته الحزينة. وليتأكد من ظنه انطلق "أوس" تجاه النافذة، أزاح طرف الستارة البيضاء، ونظر بعينين ضيقتين إلى البقعة الخالية بالأسفل. تأهبت حواسه فجأة، وكأن نداء الاستنفار سرى بها عندما سمع أصواتًا متداخلة تقترب من غرفته. في التو اندفع ركضًا تجاه فراشه، ثم استلقى عليه، وسحب الغطاء على جسده، مدعيًا استغراقه في النوم العميق.

في هذه الأثناء، وبهدوءٍ شديد الحذر، قامت "تهاني" بفتح الباب، وأطلت منه، دون أن تزيح يدها من على المقبض، كأنما تخشى إن فتحته أن توقظ صغيرها بطريق الخطأ. من خلفها وقف "ممدوح" يسألها بشيءٍ من المزاح الثقيل:

-إيه يا حبيبتي، إنتي هتباتي الليلادي عنده ولا إيه؟

أجابته بصوتٍ شبه مرتجف، كما لو كانت تتحرج مما حدث:

-كنت عاوزة أطمن عليه، صعبان عليا أوي اللي بيحصل معايا ومعاه!

اعترض عليها في نبرة جادة، مشوبة بالحقد، رغم خفوتها:

-ما هو كويس وبخير أهوو، ده ابن "مهاب"، وأبوه زي ما إنتي عارفة مستعد يجيبله الدنيا كلها تحت رجليه.

ما لبث أن تحولت نبرته للسخرية حين أكمل:

-ده في سابع نومة، مش دريان بحاجة.

ثم امتدت يده لتلتف حول خصرها لتطوقها منه، وطلب منها وهو يدنو برأسه بالقرب من أذنها ليخاطبها في همسٍ عابث:

-خليني أنا أبات في حضنك، ما تحرمنيش من قربك ده.

وقتئذ تشنجت عضلات "أوس"، وتحفز في نومته، فهذه العبارة لم تكن مريحة أو مقبولة له بالمرة، تحيرت أفكاره، وأصابه التخبط، فكيف لأمه أن تسمح لهذا اللزج بلمسها والتودد إليها؟ هناك أمر ما خاطئ يحدث وهو لا يستطيع تفسيره أو فهمه.

سحبها "ممدوح" للخارج، وتعمد تقبيل منحنى عنقها بطريقة ناعمة، مؤثرة، ومليئة بالإغواء، على مرأى ومسمع من الصغير الذي بقى متجمدًا في موضع نومه يشاهد بنصف عينٍ ما يدور باستنكارٍ جلي. سرعان ما استلت "تهاني" يدها من على المقبض، لتلتف تجاهه، وتنظر إليه باشتهاءٍ ورغبة، تعلقت بذراعيها حول عنقه، فدللها الأخير بإغراءٍ أكبر، ليجعلها تذوي، وتذوب، وتطلب المزيد. لم يكترث للحظة بمسألة ترك الباب الخاص بغرفة الصغير مواربًا، ولم يهتم إن استيقظ ورأى ما يفعله بأمه.

رحلة الآثام - الجزء السابع - سلسلة الذئاب -كاملةOnde as histórias ganham vida. Descobre agora