الفصل الأربعون

4.8K 306 55
                                    


تحذير

يحتوي الفصل على مشهد حـــــاد ...

>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>


الفصل الأربعون

(الطامة الكُبرى)

في لحظة تجلي عابرة، لا تذكر تحديدًا متى حدثت؛ لكن حامت خلالها المشاعر والرغبات الإنسانية، فأطفأت ظمأ الجسد لما يرويه، أتت النتيجة غير متوقعة بالمرة، بل صادمة على كافة الأصعدة! ضربت "فردوس" على رأسها عدة مرات، وهي تكاد لا تصدق ما سمعته من جارتها كتفسيرٍ منطقي لما تمر به، أعادت عليه سؤالها لتقطع الشك باليقين:

-إنتي متأكدة ياختي من كلامك ده؟

هزت "إجلال" رأسها بالإيجاب وهي توضح لها:

-أيوه، إنتي شكلك حبلى، ولو تفتكري ده كان نفس حالك أيام "تقى".

خفضت من يدها لتلطم على صدغها وهي شبه تنوح في تذمرٍ كبير:

-يادي المصيبة اللي مكانتش على البال ولا على الخاطر!!

نظرت إليها باستغرابٍ، و"فردوس" لا تزال على ندبها المستنفر:

-هو أنا هلاحق على إيه ولا إيه؟

ردت عليها قائلة بعتابٍ خفيف:

-ده رزق من ربنا، ماتقوليش كده.

زمت شفتيها في اعتراضٍ ساخط، فتساءلت جارتها في فضولٍ:

-المهم هتعرفي سي "عوض"؟

أخبرتها بنفس التجهم العابس:

-مش لما نشوف الدكتورة الأول، بعد كده أبقى أقوله.

ظلت على تبرمها وهي تنظر إلى رضيعتها بنظرات غير راضية، فاستمرت تهمهم في لهجة شاكية:

-أل كانت ناقصة حَبَل من تاني!

................................................

في طرفة عين، سلبته الحياة جوهرتيه، وتركته يعاني ويلات الفراق، وألم الخسارة الموجع. ظن "ممدوح" أن ما حدث مجرد كابوس لحظي، سينتهي فور أن يستفيق من غفوته الفجائية؛ لكن الحقيقة المريرة جعلته يدرك أن ما فُقد لن يعود مهما فعل. حاول "مهاب" مواساته في فجيعته، وقال وهو يربت على كتفه بتعاطفٍ واضح، أثناء جلوسهما في الردهة المجاورة لحجرة المشرحة:

-مش عارف أقولك إيه، بس ده قضاء ربنا.

نظر إليه كالمذهول، تتحجر في عينيه العبرات، لا يجرؤ على البكاء، وكأنه يخشى إن ذرف الدموع فإنه يقر بذلك بوفاة غاليتيه، سأله في تعابير ذاهلة، وصوت أجوف:

-إزاي ده حصل؟

وكأن في سؤاله اتهامًا خفيًا له، حاول رفيقه مواراة ذلك التوتر الذي اعتراه، ففرك طرف ذقنه بحركة سريعة، وأجابه متجنبًا التحديق في عينيه، لئلا يكتشف تورطه المتعمد في هذه الجريمة النكراء:

رحلة الآثام - الجزء السابع - سلسلة الذئاب -كاملةWhere stories live. Discover now