نُطفةٌ مِن أُخرَى

٢٢_تَائِهٌ: لَكِنّك أحْبَبتَهَا.

إستمتعوا 💜✨
________

"أعتذر يا سيدي، لكنه قانون المشفى"

"أيها السافل أخبرك أنني سأدفع لكَ أموالا طائلة و أنت تخبرني عن قوانين مشفاكم اللعين"
صرخ الغرابي بغضب منقضا على ياقة الطبيب ذو البطن المنتفخة، فقفز نامجون بفزع يحاول إبعاد صديقه الثائر عن العجوز اللذي يكاد يموت خوفا.

"سيدي أنتَ تقوم بإعتداء واضح، لدي كامل الحق بإستدعاء الأمن و رفع دعوىً قضائية ضدك!"
وبخ الطبيب بغضبٍ مشهرا سبابته نحو الغرابي بعد أن نجح صديقه في إبعاده، و اللذي بدوره حاول الإنقضاض عليه مرة أخرى لولا نامجون اللذي يمسكه.

"أيها الأحمق إهدأ...سيدي نحن نعتذر عن ما حدث و ما فعله الغبي اللذي بجانبي، لكن أرجوك، نحن بحاجة ماسّةٍ إلى تحليل الأبوة، الأم لن تستطيع تحمل الأمر إن أخبرها زوجها بذلك، ستضنه يشك بها، ذلك بعيدا عن حالتها النفسية اللتي شهدت عليها"
تكلم نامجون بحزن حاول إضهاره بشكل مبالغ، فوخز صديقه بذراعه حتى يمثل التأثر بحديثه اللذي كان حقيقيا نوعا ما.

"سيدي لما لا تفهم الأمر، التحليل بدون موافقة الأم غير قانوني، و لا يمكنني المخاطرة بعملي"
أنبس الطبيب كآخر حديث يقوله، و ما كاد ينصرف حتى إستوقفه جونغكوك بنبر مرتجف من الغضب.

"أيها العجوز الوغد"
كاد أن يتخطى كوك صديقه كي ينقض على العجوز لولا أن تدارك نامحون الأمر و تمسّك به، فأسرع الطبيب بخطواته حين أدرك أن الآخر إن أمسكه فلن يخرج سوى فوق تابوتٍ ذاهب نحو المقبرة.

"جونغكوك أيها الأحمق ألا تدري كيف تحل الأمور سوى بقبضتك؟؟"
أردف نامجون موبخا اللذي أخد يمسح وجهه بعصبية، فتمتم ببعض الشتيمات متخطيا جسد صديقه.

"توقف أيها السافل، يجب أن تحدث دام بالموضوع، هي أم الطفلة و من حقها أن تعلم، لما تصعِّب الأمور هكذا؟؟"
إستوقفه متشبثا بذراعه، فنفضها الآخر عاقدا حاجبيه بحزن

"أنت حقا لا تفهم، هي..هي سيخيب أملها بي أكثر، لما لا أحد يفهم الأمر"
ثم أطلق العنان لقدميه نحو المجهول.

_______

كانت تستند على السرير تشاهد سقف الغرفة الأبيض، شارذة بمخيلتها، و إبتسامة شاحبة مرسومة على شفتيها.

"ضننت لوهلة أنكِ فقدت القدرة على الإبتسام من دوني"
أنبس طويل القامة اللذي دلف مبتسما بمزاح، فبادلته الأخرى بحزن رغم صدمتها من تواجده.

"أنتَ سيئٌ في المواساة كما عهدتكَ، تاي"
بعد لفضها لإسمه، أسرع بخطواته معانقا إياها، هو يدري أن نفسيته مضطربة و خطيرة، خاصة بقربها، لكنه ليس مجنونا ليتجاهل حاجة دام لأخٍ بجانبها.