١٤_إِخْلَاصٌ: جَنِينٌ.

143 13 7
                                    

إستمتعوا 💜✨
_______

حدقت بوجهه مشدوهة مما يقوله، فرفع بكحليتاه نحوها بعد أن كان يتأمل عشب الأرضية الرطب بسهوٍ.

"ما الذي تقصده؟"
أنبست سوهيون متجاهلة إرتجاف أطرافها إثر كلام أخيها الذي كان وقعُه كالصدمة عليها، فمنذ متى كانت رفيقة روحها مريضة قلب و هي لا تعلم؟

"كانت تعاني يا سوهيون، تخبرني أنها ستذهب لإحدى صديقاتِها بينما كانت تذهب للطبيب لتتعالج، لم أستطع تركها تعاني لعذر كعدم حبي لها"
أردف قابضا على كفه بشدة، فلو تدارك الأمر مبكرا، لإستطاع مساعدتها.

"تتبعتها ذات يوم نحو المستشفى، فسألتُ الطبيب المكلف بحالتها عن سبب علاجها، فأخبرني أنها مريضة قلب على مشارف الشفاء، كان الخبر كصعقة لي، فمنذ متى هانيول تخفي عني الأسرار؟"
قال برعشة في صوته، فاهتز بؤبؤ عيناه لشدة الحزن الذي يشعر به، و الألم بخافقه لم يكن هينا، فتمالك نفسه كي لا يبدو ضعيفا أمام أخته أكثر.

"إعتنيت بها لفترة طويلة، كان ذلك قبل أن تخبرني عن رغبتها في الإنفصال، و حين أخبرتني أنها تريد الخلاص مني رقضت، لأنها من ملأت روحي فضحت روحي، و هل للمرء ترك روحه العزيزة؟"
أخبرها مبتسما، هي التي أفلتت شهقاتها الساجية مرتميةً داخل أحضانه، فقد ضنت به سوءا، بكونه أنانيا لتمسكه بصديقتها فقط كي  يملأ الفراغ الدي خلفه والديهما في نفسه، إلا أنه كان قد خشي تركها تعاني فتموت لشدة القهر و التعب، فإنفصاله عنها، لن يكون بالسهل بعد أن أحببته بكامل حواسها.

"بعد شهر ضننت انها شفيت، لأنها بدأت تخرج عن إكتآبها و أوقفت العلاج كما أخبرني طبيبها، و أكد لي على أنها شفيت،و لم أكن أعلم أن حالتها ميؤوس منها فتقبلت حقيقة مرضها الملازم، و أنها ستموت"
أردف آخر كلامه بخفوت، مشددا الوثاق حول أخته الصغرى، و التي لم تكف للحضة عن البكاء.

"لو علمت يا سوهيون أنها ستموت، لأفديتها روحي، لو فقط لم يكذب الطبيب علي يومها، عن كونها شفيت، لكنت برفقتها نصنع عالمنا الخاص كما كنا نفعل بعيدا عن ضوضاء العالم، رغم أن زواجنا لم يكمل السنة بعد، لكنني سأحتفل بذكرى زواجنا يا سوهيون، تخليدا لروحها الطاهرة"
قال نافثا سيلا من التنهيدات المثقلة بهمومه، فابتعدت عنه سوهيون ماسحة رطوبة خدها فيما تتأمل وجه أخيها الوسيم.

"رغم أنكَ لم توفر لها حبّ العاشقين، إلا أنكَ لاتزال مخلصاً لها"
أردفت مبتسمة بملئ أشداقها، فأومئ الآخر زاما شفتيه بأسى، فكل ما كنت تحلم به غاليته، أن يقع لها و يغدقها بكلمات الحب، لكنه خاف أن يدعي ذلك، فيغرقها بالأوهام.

رغم أن إنفصاله عنها كان محتما لعجزه عن الوقوع لها، إلا أنه لم يشئ تركها وحيدة بين براثن أخيها الذي لا يكف عن التعدي على جسدها الصغير، سواءا بلمساته القذرة، أو بضربه لها، و مرضها جعله مصرا على التشبث بها.

نُطفةٌ مِن أُخرَىWhere stories live. Discover now