١٠_قَلَقٌ: أُمٌ سَيِّئَةٌ.

124 12 0
                                    

إستمتعوا 💜✨
____________

مرت الأيام، فضحت أسابيع لتختبئ خلف شهر.
مدة كافية ليتوارا خلفها الحزن و الكربة، حتى يضحى الخافق ينبض كما كان قبل فراق العزيز.

إلا أنه لم يكن كذلك على دام، فلازالت وفاة دان تقرع طبول الحزن داخلها، و لزالت تشعر بمرارة الفراق بعده.

كانت تجلس على مقعدها المعتاد بالفصل، تناضر الفراغ دون أفكارٍ زائرة، هي فقط كانت شارذة الروح و العقل.

قد أهملت نفسها، صحتها و الجنين داخلها، حتى الدراسة التي كانت كل طموحاتها باتت تمقتها لأنها تذكرها بذكرياتها برفقة من كان وحيدها.

تنهدت برجفة حين ندهت عليها المعلمة بنضرات حزن، فمن لا يعلم قصة دان بالمدرسة؟

الكل ضحى يعلم أنها يتيمة الأبوين، و أن كل ما تبقى لها منهما قد لحق بهما لتضحو وحيدة.

رفعت عسليتاها الذابلة نحو المعلمة، لتسألها الأخيرة ما إن كانت بخير، فأجابتها مومئة أن نعم، و نضرا لوجهها الشاحب و شفتيها البيضاء، فقد كانت تدعي ذلك فحسب.

و بالفعل، دام لا تشعر أنها بخير منذ مدة، صحتها تدهورت، غثيان و تقيئ دائم يراودها، نضرا بكونها تأكل إلا نادرا، إضافة إلى أن أفكارا إنتحارية باتت تصاحبها، فتحاول النوم لتردعها بذلك!

كما أن جونغكوك قد إختفى منذ عاد بها للمنزل، و قد سمعت عن طريق الصدفة أن لوالده شركة أزياء، و قد ذهب لتفقد أحوالها كون والده متعب، لينتهي بها الأمر تنام بحصته كونه غائب، فهي قد تعبت من إنتضار عودته بالفعل.

لا يهمها سوى من بداخلها، لأنه ليس لها، و هي فقط تنتضر ولادته علها تشعر بالراحة قليلا، فقد بات حملا ثقيلا عليها.

إستقامت مرتجفة الأطراف حين شعرت برغبتها بالتقيؤ، فسارعت بخطوات متمايلة خارج الفصل متجهة نحو دورة المياه، بعد طلبها الإذن من المعلمة اللطيفة.

إستخرجت ما لم تأكله يوم أمس، و قد كان قيؤها مجرد رغوة تعبر عن تعب معدتها من بحثها عن الطعام.

إستفرغت بتعب، و حينما إنتهت، فرت الدموع من حدقتاها يليها خروج شهقاتها الساجية المتعبة.

بكت كثيرا، كما إعتادت أن تفعل، فقد ضحى البكاء عادة من عاداتها.

دام حقا متعبة، و كل ما تفكر فيه هو النوم، و المزيد من النوم
لكنها فقط ستنتضر مجيئ من تحمله، و حينها ربما قد تودعه بقبلة، ثم تلتقيه يوم الفناء.

نُطفةٌ مِن أُخرَىOnde histórias criam vida. Descubra agora