١_مَرِيضَةُ قَلْبٌ: إِتِّفَاقٌ

403 28 10
                                    

إستعمو 💜✨
_____________

بخطوات ذابلة أخدت خطواتها حيث المقهى الذي تعمل به بدوام جزئي.

مصروفها اليومي لا يكفيها لإعالة أخيها دان
و مرحلتها الدراسية لا تساعد، فهي في عامها الأخير بالثانوية.

"الأمر بات مرهقا، لكن من أجل دان سأفعل المستحيل"

دان يكون أخاها التوأم، إعتنق عادة التدخين في سن الرابعة عشر و بشكل مفرط، ما جعل من الجزء العلوي لرئته اليمنى أن يتضرر، و دام تشعر بالذنب لأنها لم تكن مساندة له في أوقات حزنه، فقد كانت تبحث عن لقمة عيش متناسية أن لها أخا في بداية مراهقته!

مسحت وجهها بخفة تحاول نسيان ما آلت لها الأمور بسببها فهي على وشك فقدان ما تبقى لها من أسرتها الصغيرة، فوالداها أخدتهما المنية بسبب حادث سير، و أخاها على وشك فقدان حياته بسبب سرطان تخلل رئته اليمنى نتيجة عدم مبالاتها.

عيناها إمتلأت دموعا، و قلبها خفق تتذكر ما قاله الطبيب منذ أسبوع، فقد أخبرها أن حالة أخاها في طريق التدهور، و إن لم تدفع المبلغ المحدد لعلاجه فستتخلا عنه الحياة.

توقفت متجاهلةً دموعها حين سمعت أنينا مصحوبا بسعالٍ حادٍّ قادم من الزقاق القريب، فأسرعت نحو مصدر الصوت لعلَّ أحدهم يحتاج المساعدة.

و فور أن وصلت إلى المكان المنشود و إذ بها شابة تجثو على ركبتيها تسعل دماءا بينما تإن بتألم مع ذرفها للدموع.

"يا آنسة! أنتِ بخير؟"
تساءلت دام بشهقة باكية لمنضر الشابة أمامها، فتبدأ بنوبة بكاءٍ تملأها شهقاتها الطفلولية، فالآنسة أمامها ذكرتها بدان و حالته اليومية منذ ما يزيد عن النصف عام.

إستندت على الجدار تشهق بصوت عالٍ طفولي، واضعة كفاها على وجهها، الشابة كانت النقطة التي أفاضت الكأس، و دام الآن تخرج ثِقلَ ما يزيد عن السنتين، أي منذ وفات والديها.

إقتربت منها الشابة التي لطخت الدماء شفتيها، و الدموع خديها، و السعال الحاد لزال يلاحقها.

"مهما كان الذي أبكاكِ أيتها الفتاة، فأنا آسفة"
قالت بصوت باكٍ هي الأخرى فتحتضنها دام فجأة مكملةً جولة شهقاتها المسموعة.

"أخي سيرحل، سيتركني وحيدة وسط عتمة مجتمعٍ لا يرحم، أنا خائفة"
أردفت دام متمسكة بفستان الشابة التي عبست بحزن لحال الأصغر منها، فمهما كان ما تعايشه، رؤية عزيزٍ يموت أمامك و أنت تناضره مكتوف اليدين لا تقوى على فعل شيئ من أجله، من أصعب المواقف.

نُطفةٌ مِن أُخرَىWhere stories live. Discover now