١١_مَزَاجٌ:إِشْتَقْتُكِ.

121 15 5
                                    

إستمتعوا💜✨

__________

تجلس بصمت أمامه، هي لم تنبس ببنت شفة، فاللذي أمامها عكر مزاجها أكثر مما هو عليه.

أفلتت عطسة خافتة، لتقوم بعدها بمسح ما إنسدل من أنفها بكمِّ قميصها الدافئ، و ذلك حاز على انتباه بنفسجي الخِصال.

ليحشر يمناه بجيب بنطاله، فيجدب منه منديلا حريريا مزينٌ بزركشات أرجوانية اللون.

"تفضلي"
أنبس بخفوت مقدما المنديل نحوها، فحملت أنضارها المتعبة نحوه، تراقب ملامح وجهه التي نضجت منذ آخر مرةٍ رأته فيها.

هو قد كان بريئ الملامح سابقا، أما الآن فقد ضحت ملامحه أكثر رجولية و حدِّة.

"لما عدت؟"
سألت فجأة بنبرةٍ باردة، متجاهلة كفه الممدودة، و التي سحبها زاما شفتيه بحرج.

و بذكر ما قالته دام، فهو حقا متوتر لهاد اللقاء الفِجائي الذي كتبه القدر ليضيف المأساة أكثر على حياة دام.

"لما عدتَ بعد أن جعل والدك من حياتي دمارا؟ أتعلم..أتعلم لولا ما فعلتموه لكان أخي على قيد الحياة؟ أتدري كم عانيت بسبب جشعكم الدفين؟"
إنفجرت صارخة في وجهه حين طال صمته، هو فرق شفتيه ليشرح الموقف، لكن كلماته خانته كعادة نفسه المتوترة في بعض المواقف.

"دام، أنا حق-"

"إخرج!"
أنبست بخفوت تراقب الباب بعيون كريستالية إثر دموعها التي تحبسها، فعقد الآخر حاحبيه بأسى علّ قلبها يرقُّ له و تتراجع عن حديثها، فتستمع لما سيقوله

أدارت بوجهها نحوه، و بحلقت بسيمائه بعيون حادة تخللها البرود، ما أخاف بوميغو
فمنذ متى كانت دام اللطيفة بحدة المزاج هذه؟
هو طبعا لا يعلم أن مزاج الحوامل قد يغير حديث المرأة أحيانا حتى!

"أخبرتك أن ت خ ر ج؟"
رفعت حاجبها بتساؤلٍ ضاغطة على آخر كلامها، فتنهد الآخر مستقيما على مضدد، فهي لم تعطِه فرصة للتبرير حتى.

أو أيحقُّ له التبرير بعد ما فعل والده بطفلان يتيمان؟

إستقامت مغلقة الباب بقوة خلفه، فأخدت تمسد ما بين حاجبيها بإرهاق للصداع الذي بات يفتك رأسها.

أخدت خطواتها نحو المطبخ لتبلل ريقها بكأس من المياه، فلم يعد لها مزاج لتجلب دواء الزكام من الصيدلية، وجه بوميغو كافٍ ليقلب مزاجها رأسا على عقِب!

جلست على الكرسي التابع لمائدة الطعام تراقب الباب بشروذ  متذكرةً ما فعله من يدعى "عمها" قبل سنتان.

نُطفةٌ مِن أُخرَىWhere stories live. Discover now