٧_نَدَمٌ: عِنَاقٌ.

152 15 3
                                    

استمعتوا 💜✨
______

"بحق الرب أفلتني"
صرخ تايهيونغ على الحارس الذي يتمسك به من أكتافه، فقد إشتد الشجار بينه و بين كوك الذي إستسلم لضرباته دون الدفاع عن نفسه، فإضطرت إدارة المشفى حينئذٍ لإستدعاء حراس الأمن.

حمل جونغكوك عيناه الناعسة نحو الآخر، و الذي لم يستطع تمييز وجهه كما البقية، و لولا ملابسه التي لم يغيرها لما كان تعرف عليه.

إستقام من على الأرضية ماسحا شفتيه، ثم أسند ضهره على الجدار بعد أن قام حراس أمن المستشفى بطرد تايهيونغ حتى يخمد ثوَرانه.

"سيدي يجب علي تعقيم جروحِك"
تقدمت منه شابة عشرينية ترتدي زي الممرضات، و سرعان ما أدرك كوك أنها ممرضة، لكنه أبى أن يذهب برفقتها؛ فلم يشأ التحرك من أمام غرفة دام، فإكتفت بتعقيم جروحه هناك.

جلس على مقعد الإنتضار منتضرا الفرج؛ و الذنب يأكل صدره، فقد أدرك للتو أن دام إقترفت ذنب خطئٍ لم ترتكبه، و كله بسببه.

و قد علم لتوه أنه أنقذها بإرادته في ذلك اليوم المشؤوم؛ و أنه أراد إنقاذ روحها الطيبة من الموت، فإتهمها بالذنب حين شاء القدر أي يؤدي به فاقدا لإحدى ميزاته، ضانا أنها هي السبب.

لكنه يعلم أنها ليست المتسببة في ذلك، و ثوران نفسه عليها ليس إلا نتيجة إرهاقه النفسي و ما مرت به روحه في الأيام الخوالي.

و بعد مدة من التفكير، بكونه المذنب الوحيد في القصة، أفسح المجال للنوم ليأخده بين أحضانه، فلربما النوم هو الدواء لداء تغلغل في نفسه.
____

فرقت جفنيها بإرهاق متأوهة للألم الذي غزى أسفل كِرشها، جالت حدقتيها بالغرفة لتدرك أنها داخل المقبرة التي باتت تكرهها.

إستقامت بهلع حين تذكرت ما حدث يوم أمس، فحملت زي المرضى الذي ترتديه، فقابلها شكل بطنها الشبه منتفخ، لتتنهدت بصوت مرتجف.

تزامن ذلك مع خروج غُرابي الخصلات من حمام حجرتها، لتفزع مستذيرة نحو الحائط محاولة تغطية كرشها الضاهرة.

إبتسم الآخر ببهوت للطافتها، لكن إبتسامته سرعان ما أختفت، حين إستدارت إليه دام بوجه متجهم بارد.

"دام، أنتِ بخير صحي-"

" و أين الخير في وجودك؟ عن أي خير تتحدث؟"
أردفت صارخة مقتربة منه، و بالكاد قد حبست دموعها من الهطول فسرعان ما إنسدلت قطرات الكريستال على وجنتيها.

"أتعلم مقدار الألم الذي يتغلغل في صدري الآن؟ أتعلم كم جرحتني منذ إهتممت لأمركَ؟ لذا-"
توقفت عن الكلام شاهقة بخفة إثر بكائها.

نُطفةٌ مِن أُخرَىWhere stories live. Discover now