الفصل الأول

49.1K 1.6K 239
                                    

في غرفة ملكية مهيبة وقف من على الفراش الوثير رجل أسمر البشرة طويل الجزع عريض الجِرْم ولف حول جسده ملائه حريرية يولي ظهره للفراش ومن عليه حيث هنالك أنثى يافعة ذات عيون سوداء لامعه تنظر له بإنبهار وتمني.....تتمنى لو كانت نالت إعجابه...

رفع كأسه يرتشف ماتبقى فيه ثم ألقاه بإهمال وقال : -أذهبي.

تلاشت إبتسامتها المتمنية وحل محلها الصدمة لكنها لم تقوى على الأستفتسار بل وثبت مكانها لكن لم تقدر على الحراك، فلم يعجبه تأخرها...

لذا صرخ بصورت عاصف:
- كاكا.

وفي الحال دلف رجل أسود عريض عاري الصدر يخفض رأسه وعيناه أرضا وردد بخضوع:
-أمرك سيدي راموس.

ألتف راموس مرة أخرى ثم قال بفتور:
-خذها من هنا في الحال.

على الفور نفذ "كاكا" أوامر سيده "راموس" وأخلى الغرفة تماماً.

____________________________

-قصدك إيه يا منة بالكلام ده؟

قالها شاب في مقتبل الثلاثينات من عمره بحدة لتجاوبة صديقته التي تواجهه وهي ترفع حاجبها الأيمن وتكتف ذراعيها حول صدرها:
-قصدي إنك رايلت عليها أول ما شوفتها.
-منه خدي بالك من كلامك وماتنسيش إني مديرك، شكلك نسيتي قواعد الشغل.
-أنا أن كان عليا مش ناسية، لكن شكلك أنت إلي نسيت يا مدير، تقدر تقولي إزاي عيلة بنت أمبارح، حديثة التخرج وماكملتش ست شهور على بعض في الشركة هنا وحضرتك تحطها بالأمر في رحلة زي دي؟ إنت مش عارف العملية دي مصروف عليها أد إيه ولا جمالها وسحر عيونها نساك يا فهمي؟

وقف فهمي غاضباً وضرب سطح المكتب بكفه ثم ردد بحزم:
-أنتي تجاوزتي حدودك.. خدي بالك من كلامك وأعرفي أنتي بتقولي إيه، والعيلة بنت أمبارح دي شاطرة وسبق وأثبتت كفاءة ولا تحبي أفكرك بالي حصل في كامب السويس، أنا ماردتش أعيد وأزيد في الموضوع عشان مايبقاش بعد طول سنين ليكي في الشغلانة وتيجي عيلة بنت أمبارح زي ما قولتي بنفسك وتعلم عليكي .

إرتدت منه خطوة للخلف بصدمة وكأن كلامه كالطلقة التي ردت في صدرها قتلتها وبقت تتنفس بلهاث و غيظ ليردد بلا مجال للجدال:
- رنا فكري هتطلع معاكم رحلة جزيرة الدهب ...خلص الكلام..أتفضلي على مكتبك .

إلتفت بسرعة و گمد تتجه نحو الباب تفتحه لتغادر لكنه أوقفها بصوته أمراً:
-منه

إعوجت رقبتها تنظر له دون أن تستدير فقال بما يشبه التهديد:
- ياريت مايحصلش مشاكل..فهماني طبعاً..

صرت على أنيابها بعداوة ثم غادرت سريعاً و بداخلها نار متقدة .

____________________________

في حي شبرا

في أحد البنايات متوسطة المستوى وقفت فتاة معتدلة الطول، بجسد ملفوف، مصرية القوام، وشعر بني طويل تفتح حقيبة سفر كبيرة وتضع فيها ملالسها تغمض عينيها بقلة حيلة وهي تستمع لصوت بكاء والدتها فألتفت لها ليظهر وجهها المستدير وعيونها اللوزية بلون الزيتون الأخضر تبتسم لها تحاول تهدئتها قائلة:
- يا ماما كفاية حرام عليكي صحتك.
-أنا عارفة كان مالك ومال الشغلانة دي بس يا رنا بنتي .. ياما قولت لك ونصحتك أن البن....

فراشة في جزيرة الذهب Where stories live. Discover now