ذهبت في رحلة ظنت أنها ستنجني من ورائها مالاً كثيراً لكن فجأة وجدت نفسها أسيرة في أرضه بين شعبه حيث لا وجود ولا أمان لذوات البشرة البيضاء ،أسروها ... فحاولت الهرب لتجد نفسها أمام الملك شخصياً....ماذا ستفعل وماهو مصيرها ؟
جلس مقابلها على طاولة الطعام يبتلع طعامه بتلذذ وعيناه لا تكف عن النظر لها، أبتسم يتخيل ...... ولما لا؟
لما لا يمتلكا بيت دافئ وطفل يشبهما، وجبة غداء دسمة وقيلولة بعد الظهيرة.
حتى لو لديها طفل، لما لا سيصبح شقيق أكبر لأبنه.
لكنها قطعت سلسلة تخيلاته بصوتها : -علا أجازة النهاردة ليه؟ ماتعرفش؟ -لأ -خسارة..كنت عايزه أعرف رأيها النهائي في السفر..دي هي إلي مشجعاني. -سفر إيه؟ -أصل أنا معروض عليا أسافر أشتغل في فرع الشركة الي في دبي وبصراحه محتارة.
ضحك على مزحتها وتفكيرها ثم قال: -بجد والله ههههههه..طب ويس ومدرسته. زمت شفتيها وقالت ببساطة: -أكيد دبي فيها مدارس يعني.
ضحك ساخراً وهو يقطع اللحم بشوكته ثم قال بمزاح: -يبقى يالا نسافر وانقل أنا كمان شرطة دبي بيقولوا الهنود عاملين هناك شغب جامد ،بيني وبينك أنا مليت من شغل الداخلية هنا هههههههه.
أختتم حديثه بضحكة مدوية، لكن روز لم تضحك....
يبدو أن أحدهم نسي شئ ما مهم .... مهم جداً.
رفع سيف رأسه يطالعها، كانت وكأنها تنظر له بتساؤل لما يعد ويحسب حسبته ويربطها بظروفه، تهز كتفيها ورأسها برتابة...روز وضعت بأعتبارها كل شروط زواجهم إلا هو.
كانت لحظة مضيئة، لحظة أيقن فيها الصياد، غاوي الصيد أنه وقع في الفخ الذي عده بيده.
لقد دارت الدنيا دورتها،و أصبح هو الفريسة .
ألقى شوكته وسكينه من يده على الطاولة ونظر لها كالمجنون..مجنون بما وصل إليه..روز لا تضعه أو تضع زواجها منه بحسابتها، جنونه الأكبر هو .... كونه مهتم.
بوضع أخر ما كان ليهتم، سيف لا يتمسك ابداً بشخص يفرط فيه.
ومع روز تدرج في التنازلات حتى وصل لهنا...هي لأ مشكلة لديها بتركه وهو أضحى غير قادر على بعدها.
وقف عن كرسيه رويداً يسأل ببطء مثير: -مالك بتبصيلي كده؟ زي ما تكوني متفاجئة من كلامي.. أو زي ما يكون مثلاً معتبرة أنك مش متجوزة أصلاً... أنتي رتبتي وفكرتي في كل حاجة إلا أنا....إلا أنك متجوزة وعلى ذمة راجل ممكن يمنعك أصلا من السفر.
وقفت هي الأخرى تردد: -ماتعيشش يا سيف... أنت عارف ظروف جوازتنا وأنت إلي حطيت شروطها بنفسك.. جاي دلوقتي تنساها؟ ولا أنت بتفتكرها بمزاجك و تنساها بمزاجك؟
ناظرته بقوة تقرر أنها ستقف نِد له، لن تسير الدنيا على مزاج جنابه فأكملت بإقرار: - وأنا نويت أسافر.
أهتزت شفتيه بغضب،مُستفز منها لأقصى حد،هز رأسه بتوعد و رفع إحدى حاجبيه يقول: -مافيش سفر.... أنتي مراتي وانا حر فيكي..ومافيش سفر.
ضربت سطح الطاولة بيدها وقالت بغضب: -يعني إيه هتمنعني؟! مش هتقدر.
ضحك بملئ فيه ثم قال بخبث وتهديد: -بجد والله....همممم..طيب ولما جدة يس تعرف أنك إتجوزتي.
أتسعت عيناها مصدومه من حديثه وهو زم شفتيه وردد بأسف مبتزل: -تؤ تؤ تؤ...دي كارثة.. كده هتطلب ضم حضانة الولد ليها، ويا عالم إيه إلي ممكن يحصل تاني.
تحدثت بذهول: -أنت بتهددني يا سيف؟!!
رد ببرود رغم الخراب المستعمر داخله: -بالظبط..ومش بس كده....
