61

3.5K 65 6
                                    

بارت:598
.
.
لقد ثبتت في القلبِ منكَ محبّةٌ
كما ثبتت في الرّاحتيْنِ أصابعُ
.
.

رمش بلال بربكة فادحة وهو يردف بتشتّت وخوف من زعلها الشين: لا لا والله يا معازيفه ، ماهو كذا
ابتلع ريقه وهمس بضيق مكوّم على صدره: بس دخيل ربّك ، انتي قبالي حقيقه ولا رسم اوهام؟
ولا من قلبي اللي متشفّك لضمّك صار يجسدك قبالي؟
ابتسمت عزوف وهي تردف بنبره يحبّها: انا قبالك يادخيل هالعين
التفتت لصينيه الشاي وابتسمت لمّا شافت كاستين
اخذت نفس وقرّبت له
شالت العود من وسط حضنه وهي ترتكز بيدّها على صدره جهة قلبه وهمست وانفاسها الحارّه تلفح على ملامح وجهه العرقان : مو كانّه حدس قلبك صدق؟ حطيت كاستين وكانك حاس بجيّتي؟
ابتلع ريقه من قُربها الشديد والمسافه العقيمه مابينهم
همس برجفه وهو يتامّل بحرها اللي هو مرساه وميناه: دخيل ضلوعك العوج،روفي بحالي وظمّيني
والله ان قلبي من الوله يابس ، والله ان صدري بغيابك صحاري قاحله ترتجي من قربك روية ضما
ماردّت معازيفه وهي تحاوط عنقه وترتكز بحضنه بكامل جسدها الهزيل عند ضخامته الرحِبه
غمّض عيونه بقوّه وهو يدفن وجهه مابين خُصلها
ويحاوط ظهرها بكفوفه بتملّك شديد شديد شديد
ماودّه يفكها من يدينه هاللحظه ولا ودّه تبعد وتروح وترجّع سيناريو الغياب الطويل من جد وجديد
فزّ وفزّ كل مافيه من قلب وعروق وخلايا واورده وشرايين لمّا حسّ بفوران الماء على النار وكانّه يصحّيه من حلمة العذب باللي فيه
رمش بعيونه وهو يناظر للقوري وللنار اللي طفت نصّها من فيضان الماء عليها
ابتلع ريقه وهو يحس بالبرد يحاوط ضلوعه
نزّل انظاره لحضنه وابتلع ريقه وهو يشوف عوده بنفس مكامه
ومعازيفه مختفيه
قام وطلع من بيت الشعر بخطوات مضطربه
ابتلع ريقه وهو يتلفّت يمين وشمال
حاوط بكفوفه راسه بتوهان وهو يشوف الصبح بيّن
والقمر غاب عن ناظريه
غمّض عيونه بقوّه وهو يتامّل كل جزء وزاويه من الحديقه
ويحاول يستوعب ان اللي عاشه قبل لحظات ماهو الا حلم عذب زاره بلحظه غفله منه
غمّض عيونه من حديد وهو يحاول يرجّع النوم لجفونه ويرجع نفس الحلم ويزوره
لكن ما استجاب له النوم زي كل مرّه
عانده وانزاح عنّه ، لكنّه بلالنا كان مُصرّ على النوم
لحد ما حس بقطرات الغيث نازله من السماء على ملامح وجهه وكانها قادره تحيي روحه من جديد
وتكون بمثابه المُواساة الربانيه له
انحنى على ركبه على العشب وهو يرفع يدينه للسماء ويناجي ربّ السماء بدعوات خالصه من قلب انضام من لوعة الحب وتجرّع اطنان كبيره من الحزن في حياته
دعاء ربّة وهو يرتجي الفرج القريب بلقاء معازيفه وحضن يروي يباسه
بارت:599
.
.
على عيْنَيكِ ألمَحُ برقَ دمعٍ
أحالُكِ يا حبيبَةُ مِثلَ حالي؟
.
.
اما عند معازيف صاحبنا الصامته
كانت هذي نهايتها من صلاة الفجر
طوت سجّادتها وسحبت شال خفيف تتذرّا فيه عن بروده بدايات الصباح الدافيه
طلعت من غرفتها لناحيه المطبخ وهي تسوي شاهي ك عادتها الصباحيه
حطّته بصينيه فور إنتهائها وحطّت كاستين بجوف صينيتها
رغم ان الكل نايم ، لكنها حطّتهم
يمكن يحنّ عليها طيف بلال هالمره ويزورها مثل ماطيفها حنّ وزاره
طلعت للحديقه اللي اعتادت تجلس فيها بهالوقت من الصبح برفقة شاهيّها
جلست هالمره هلى الارض وهي تسند ظهرها على التكّايه
وتصب لها شاهي وتتامّل السماء والغُيوم الملبّده فوق بعضها وهي تهمس : ليت سماك ماطرة يابلال وتضمّني بين دعواتك
علّ وعسى يستجيب ربّي لرجُل صالح مثلك ويجمعني فيك على خير وحبّ
جاهله معازيفنا ان سماه ماطره ، وتجهل انه احرق نفسه من الدعاء والرجاء لربّ العالمين لجل تضمّينه بس ياعزوف
مايدري ان ربّ العالمين اكرم..وممكن يلطف بحاله ويعطية اكبر من ماتمنّى واحتاج ورجى
ضحكت وضحك قلبها وروحها وهي تتحسّس قطرات الغيث الرقيقه الخفيفه اللي لامست طراوه خدّها
قامت وهي فاتحه يدّينها ومبتسمه بعُمق وإنشراح وهي تحس بالمطر يشتدّ غزاره
واخذت تحتضن اسم بلال بين دعواتها بكل ذرّه وحب داخلها
..

 ياعزوف القلب في عز الظروف ، ياضياء هالكون في حزة عتم⚜️Where stories live. Discover now