الفصل الثاني والثلاثون

Start from the beginning
                                    

-شايفة ابنك؟ بكلمه بالعقل بيعورني بالزفت اللي معاه.

في التو اندفعت تجاه زوجها لتتفقد موضع الإصابة، معتذرة منه عن سوء تصرفه، مما جعل دماء ابنها تحتقن، بصوت مرتفع ونظرة نارية صاح "أوس" في وقاحةٍ:

-اطلعوا برا.

تفاجأت "تهاني" من سلوكه غير اللائق، ونهرته في نظرة صارمة:

-"أوس"! إيه الأسلوب ده؟

رد عليها في تحيزٍ، وشرارات الغضب تنتفض في حدقتيه:

-مش عاوز الراجل ده هنا.

حذرته في جديةٍ:

-اتكلم كويس، ده في مقام بابا.

أخبرها باعترافٍ صريح:

-أنا بكرهه، مش بحبه.

لم يتحمل "ممدوح" طريقته المماثلة لأبيه، فلكز زوجته ليمر وهو يخاطبها باستياءٍ عارم:

-أنا تعبت مع ابنك، اتصرفي.

استوقفته قبل أن يخرج بكلامها الصادم:

-لأ يا "ممدوح"، احنا متفقين، اللي إنت شايفه صح اعمله.

وكأنه نجح مرة ثانية في نيل مآربه، فاستدار ناظرًا إليه بنظرة متشفية شامتة، ثم أطلق سلسلة أوامره المتشددة:

-الولد ده هيفضل محبوس، ومالوش أكل، لحد ما يجي يعتذر ليا.

في التو وافقته دون جدالٍ، وعيناها توجهان نفس النظرة المؤيدة لزوجها:

-تمام، طالما ده اللي يريحك.

غادر "ممدوح" منتشيًا بانتصاره الزهيد، في حين ظلت "تهاني" واقفة لهنيهةٍ قبل أن توجه أمرها لابنها بغير مساهلة، رافضة حتى الإصغاء إليه:

-اقعد مع نفسك وشوف غلطك، وأحسنلك تعتذر، لأنك غلطان.

سدد لها نظرة نارية قبل أن يحيد ببصره عنها ليواصل اللعب، وكأنه لم يفعل شيئًا، مما استفزها هي الأخرى، فانصرفت من الغرفة، قاصدة إغلاق الباب عليه من الخارج بالمفتاح، ليبقى حبيس غرفته حتى يدرك فداحة تصرفه، ويأتي للاعتذار، وهذا ما لن يفعله، وإن ظل هنا أبد الأبدين!

...............................................

تابعت من فرجة شباك منزلها حركة سير المارة، إلى أن لمحت إحدى جاراتها المقربات تدني من بيتها، لحظتها تحركت من موضع جلوسها، وأسرعت تجاه الباب لتستقبلها في الحال، فقد أوصتها في لقاءٍ سابق بها بإحضار إحدى هذه المواد الكاوية، تلك التي تستخدم في إلهاب الجلد، وحـــرقه، لتستخدمها في إلحاق الضرر الجسيم بزوجة ابنها، وذلك بعدما تنجح في إقناع "بدري" بتولي هذه المهمة، تأكدت المرأة من عدم مراقبة أحدهم لها قبل أن تلج للداخل، ثم نظرت إلى "أم عوض" بنظرات مرتابة وقلقة، فسألتها الأخيرة في صوتٍ خفيض حذر:

رحلة الآثام - الجزء السابع - سلسلة الذئاب -كاملةWhere stories live. Discover now