« 37 : الأحـداث الـمـتـنـاقـضـة »

752 94 19
                                    

.
°
.
°
.
°
.
°
.
°

< 30/6/143 R, Hr 05:00 PM >

« فتح الباب بحذر، وهناك وجد زوجتـه واقفـة أمامـه بابتسامة بريئة على وجهها، فتجمد للحظة، ثم اندفـع نحوها بسرعة بقلبه الذي يتراقص بشدة من السعـادة.

أمسكها بيديه بحنان وتفاجئ، ثـم بعدهـا ارتمـت فـي عناق طويل، وهو يبكي من الفرحة، والحنين المطول.

امتزجت دموعه وصوت شهقاته مع ضحكاتها كصوت موسيقي في لحظة من التواصل العميق حيث تلاشى الألم والفراق بلحظة، وكأنه عناق يجمع شتات الروح الضائعة وفي هذه اللحظة -تماما- كما استعاد زوجته، استعاد قلـبه النابـض براحـة وبهـجة لا مثيل لها، وهو يتأمل وجه حبيبته الذي بدا لامعا بالسعادة، والـدفء.

حاوط وجهها بكفيه، ثم قبل وجهها بسعادة، ونظر لها مجددا بفرحة، عانقها بعدها، وقال: حبيبتـي، اشتقـت لك كثيرا، هممم أين كنت كل هذه المدة؟ أين كنت؟

كان يشهق، وهي من كثرة شفقتها، وحزنها عليه، بكت أيضا، وهي تعانقه بقوة، تخبره إنه لم يكن بإرادتها مـا فعلته، ابتعد عنها وحاوط وجهها ثانيةً، فمسكت يديه ونظرت لعينيه التي لا تبتعد عن النظر لخاصتها، نظـر لشفتيها، ثم قبلها، ولصق جبهته بجبهتها: اشتقت لك.

ابتسمت وقالت: عندي مفاجأة لك تعال لأريك إياها.

فقال مقتربا: الجوهرة ! فلتذهب للجحيم، أنا أريـدك أنت حياتي اممم ألم تشتاقي لي؟ جئت لأجلي صح!

فضحكت قائلة: شيء أهم من الجوهرة أوليڤر تعال.

فمسك يدها، وقال: لا شيء أهم منك حياتي، لاحقـا.

أبعدت يده عنها ومسكتها متجهة للباب وهي تضحك: فقط قليلا، وستعرف حينها إنه مهم، بسرعة أوليڤر.

فذهب معها لغرفة هارلي التي في نهاية الممر، فتحت الباب، وأخذته للسرير، ثم تركت يده، ونظـرت لوجهـه الذي حمل تعابير التعجب عندما رأى طفل صغير نائـم على السرير، نظر لها، ثم اقترب ليراه وقال: من هذا ؟

فابتسمت باتساع، وقالـت: ألم تعـرف ؟ أقتـرب أكثـر.

ابتسم متعجبا، ثم أقترب؛ لينظر لوجهه بسعادة، نظـر لآرينا باستغراب ثم نظر للطفل وقال: إنه جميل جدا.

فجلست على السرير، ونظرت لـه بابتسامـة: يشبهـك.

اقتربت؛ لتهمس بصوت خافت بأذنه: إنه أبنك أوليڤر.

فتغيرت تعابيره كليا للصدمة، كأنه لم يستوعـب بعـد، ثم نظر للطفل مجددا بتعجب أكثر وقال: كيف ذلك ؟

لكنه لم ينتظر إجابة سؤاله، بل عانقهـا بقـوة شديـدة، يعبر عن سعادته التي لم يستطع وصفها: أحبك كثيرا

« مَا وَرَاءَ اَلسَّاعَةِ »Where stories live. Discover now