« 23 : الـمـهـمـة الـسـريـة »

936 102 6
                                    

.
°
.
°
.
°
.
°
.
°

< 6/10/142 R, Hr 05:00 AM >

« كان ينظر لها، ويتأمـل جمالهـا، إنها فتاتـه المفضلـة، وزوجته التي يحبها، ينتظر أن تتحدث، لكنها لا تفعل، لقد مل بالفعل؛ فقد أصبحت رحلة القارب هذه صامتة للغاية، وهو لا يحب ذلك، فاستغل الفرصة، وحاول أن يقترب منها، جلس بجانبها، وحاوط وجهها بحنان، لـم تفعل شيئا، لكنها كانت متعجبة، اقترب منهـا، وعندمـا كاد يلمس شفتيها، دفعته بسرعة فوقع في الماء، نظر لها بغضب مازح عندما خرج من الماء وأبعد شعره عن وجهه، فظلت تضحك بتلقائية على شكله، ابتسم ومد يده لها؛ لكي ترفعه، لكنها رفضت فقال: لا، لن أوقعك.

فمدت يدها بابتسامة، لكنه قد خالف كلامـه، وشدهـا؛ لتقع في الماء: لمَ فعلت هذا ؟ قلت بأنك لن توقعني.

قالت بضيق، بعدما خرجت من الماء، فقاطعهـا الآخـر: يا مشاغبة كيف تتجرئين علي دفع الملك في الماء ؟

تغيـرت ملامحـه للدهشـة، يستوعـب مـا قالـه، ولكـن، تغير تعابير آرينا، جعلته يمسكها بسرعة، عندما لاحـظ عدم توازنها، مسكت رأسها بألم فقال قلقا: آرينا آرينا.

كانت تشعر وكأن الأشياء تدور حولهـا، تتذكـر مشاهـد مشوشة صورتها، ولكن الصوت كان واضحـا بكفايـة '
يا مشاغبة كيف تتجرئين على دفع الملك في الماء؟'

رأت فتاة تضحك ' لن تستطيع إمساكي أيها الملك '.

ثم تخيلت صوت صراخه القوي، الذي آلم رأسها أكثر، عندما سمعته يناديها بهارلي، ويركض ' هل جننتِ ؟ '

تلك الذكريات لم تفارق ذاكراها ' جننت بسببك أنت '

مسكها من خصرها ليرفعها ' تتهربين مني -حبي- !! '

لكنها ما زالت تتذكر الآن ' ولمَ أهرب منك -حبي- ؟ '

أقعدها على القارب وقال: آرينا، آرينا ما بـك ؟ آرينـا.

وسط ذلك النهر، الذي عكس ضـوء الشمـس الصافـي، الذي دل على شروقها، تجلس هذه الملكة على القارب حيث تضع رجليها على الماء، بينما الرجل الذي أمامها ويمسك كتفيها قد ظهرت عليه ملامح القلق على تلك التي تمسك رأسها بقوة من الألـم، وسرعـان مـا تشعـر بالظلام يسيطر على رؤيتها، قبلما تفقد وعيها، مسكها الملك بقوة وصعد القارب، ثم جذبها؛ ليضعها عليه، ثم جدف ليصل لليابس، عندما وصل، ذهب له الحارسـان وملامح التعجب على وجهيهما: ماذا حدث جلالتك ؟

حملها الملك واتجه للعربة بسرعة دون أن يجيبه، فك لجام الحصان عن العربة ومسكه، ثم وضع آرينا عليه، وركب خلفها على الحصان، حيث أسندها على صدره.

ارتجل من الحصان بعدما وصل للقصر، وحملها متجها لغرفته، وضعها على السرير، ثم ذهب؛ ليجلب ملابـس ثقيلة لتدفئها، غير لها ملابسها، وجفف شعرهـا، بعدمـا نقلها للجهة الأخرى من السرير؛ فقد تـبلل السريـر مـن الماء، غير الغطاء، وسرح شعرها بمهل لكيلا تستيقظ، وعند انتهائه ربطه بشريطة، وتركه على صدرها، وضع كلتا يديها على بطنها، وغطاها بغطاء ثقيل، ابتسم لها ثم اقترب منها، وقبل جبهتها، واتجه للحمام؛ ليستحم ويغير ملابسه، ارتدى قميصا باللون الأبيـض، وبنطـال أسود، ثم أتجه إلى باب التراس، وفتحه؛ ليدخل، قفل الباب خلفه، واستلقى على العشب الأخضر، ثـم وضـع يديه خلف رأسه وظل ينظر لشروق الشمس ويتأملها.

« مَا وَرَاءَ اَلسَّاعَةِ »Where stories live. Discover now