« 24 : الـمـلـكـة الـفـضـولـيـة »

903 115 14
                                    

.
°
.
°
.
°
.
°
.
°

< 6/10/142 R, Hr 05:00 PM >

« في ذلك القصر الفارغ، لا يوجد سوى ملكـة جالسـة على كرسي، تقرأ كتابا باليا بين يديهـا، وتـزداد تعابيـر الدهشة ظهورا على وجهها -كلما قرأت أكثر- وتحولت تعابيرها لأخرى مصدومة عندما وقفت وقالت بصراخ منزعج: ماذا ؟ أين الباقي ؟ يوووه، أريـد أن أعـرف.

كانت تلك الأسئلة تسيطر على عقلها، وما زالـت تفكـر بمخيلتها تريد تفسيرا لما قاله ذلك الكتاب، تفكـر بـإذا كان يقصد الملك أوليڤر، والأمير هيراكليس، وأنهـا لـم تكن سوى مجرد لعنة، فعلها لهما أمير؛ لينتقـم لأخيـه.

ثم تذكرت ما قاله لها عندما كان يمزح بأنها تلعنه وهو يريد التخلص من لعنته، وضعت الكتاب على الطاولة، وذهبت؛ لتجمع جميع الورق الذي على الأرض، نظـرت لأول ورقة، ولكنها لم تفهم شيئا منها؛ فأول كلماتها لم تكن ظاهرة، ظلت ترتب الورق بيدها، ووضعته بداخل الكتاب ناوية قراءتها مع أوليڤر فهو من علمها القراءة ذهبت؛ لتأخذ كتابا آخر على الرف لعله يفيدها بشيء.

وضعته مكانه فور قراءتها لعنوانه والذي كان ' عقرب بنهاية الطريق ' ظنت أنها قصة، ففعلت، شيئـا عـاديا أن تجد الكثير من القصص في تلك المكتبة الضخمـة، ولكن أن تجد قصة وسط تلك الكتب القليلة المبعثرة، التي تحتوي على أسرار لا شيء آخر أمر غريب للغاية

لذلك تعجبت قليلا، لكنها لم تهتم للأمر، وأخذت كتابـا آخر، فوجدت به دائرة مركزها بارزا، وللحظة ظنت أن هذه هي الساعة التي يبحث عنها أوليڤر، الساعة التي بداخلها الجوهرة، ابتسمت ونظرت لها بعمق تفكر، إذا كانت الساعة، فبالتأكيد يجب أن توجد عقـارب، ثـوان وتذكرت عنوان الكتاب الآخر، فذهبت بسرعة وأخذت الكتاب، لكن عندما فتحته وجدت صفحاته فارغة، ثم ظلت تبحث عن وجود العقارب بين صفحاته فلم تجد

غضبت كثيرا، ظانة أن من وضع اللغز يتلاعب بها، ثم وضعت الكتاب مكانه، وأخذت الكتاب الآخر؛ لتحـاول فتحه، لكن غطاءه الجلدي قد غط الأجناب بقوة: ااه.

وضعت الكتاب فوق الكتاب الآخر ثم ظلت تبحث عن شيء، ولكنها كلما أخذت كتابا تجده لا يفيدها، قعدت على الكرسي لتستريح، وبعدها، وقفت لتبحث عن أي شيء آخر في القصر: هارلي، يجب أن أعرف قصتك.

صعدت الدرج، واتجهت ليسارها، فوجدت بـاب غرفـة مفتوح قليلا، ذهبت له، وفتحته بسرعة، فصدمت مما رأته، فضولها فقط ما دفعها لتفعل ذلك، لكنها تمنت لو لم تفتحه، منظر الدماء -في كل مكان- جعلهـا ترتعـش رعبا، هياكل عظمية كثيرة مرمية على الأرض وبعضها مستندا على الحائط، وبعضهـا تبعثـر، تقدمـت بخـوف تنظر حولها لذلك المكان الملء بالدماء الجافـة، تفكـر، لا يعقل أنهم سكان القصر، فمكانتهم العاليـة لا تسمـح بتحللهم هنا دون دفنهم، ذهبت باتجـاه هيكـل، عندمـا سمعـت صوتـا، فظلت تنظر له، وجدت أصبعه يتحرك، فصدمت، قربت يدها منه، ومسكته فشعرت به يمسك يدها بقوة، فسحبت يدها، وارتعشت أكثر بخـوف، ثـم اتجهت مسرعة؛ لتنزل الدرج، حتى أنها كادت تقع منه لكنها قد ثبتت توازنها وأكملت بحذر بعدما تخيلت أن يكون هناك فخ آخر هنا، وقفت تتنفس بسرعة، وتفكر فيما حدث، تقنع نفسها إنها تتخيل، وكل ما حدث، لـم يكن حقيقة، شجعت نفسها ألا تخاف، ثم ابتعدت مـن الغرفة، اتجهت لتخرج من القصر وعندما حاولت فتح الباب، لم يفتح، نظرت حولها، فوجدت شكل يد غائرة للداخل، فوضعت يدها بها، وسرعان ما تتغير تعابيرها الخائفة لأخرى متعجبة، عندما وجدتها مقاسها تمامـا، وقد فتح الباب، اتجهت بعدها للخارج مسرعة وعندما داست على الدرج، قفل الباب ورائهـا مجـددا، ركضـت للخارج: ما زال الوقت مبكرا، سأبحث عـن العقـارب.

« مَا وَرَاءَ اَلسَّاعَةِ »Where stories live. Discover now