الفصل الثلاثون

Start from the beginning
                                    

-ابنك نفسه يشوفك، بس ماتخيلش إنه يلاقيكي بالشكل ده.

لم تطق افتراءه الموحي بفساد أخلاقها، وصاحت مدافعة عن نفسها بضراوة المقاتل الشرس:

-أنا متجوزة يا "مهاب"، سامع متجوزة، مش ماشية على حل شعري.

ثم رفعت إصبعها أمام وجهه لتحذره:

-فبلاش تعبي دماغ "أوس" بكلام مش مظبوط عني.

ضرب إصبعها الموجه إليه بكف يده ليخفضه، وقال في جفاءٍ:

-أنا مش فاضي للرغي بتاعك...

كزت على أسنانها حنقًا، باذلة كل الجهد لتمنع نفسها من تصعيد جدالهما لأقصاه. أبصرته وهو يدس يده في جيب سترته ليخرج منها رزمة من النقود، ألقاها في وجهها وهو يأمرها:

-خدي دول، مش عاوز ابني ينقصه حاجة.

شهقت متألمة من الضربة القاسية وغير المتوقعة لحزمة الأموال، ورمقته بنظرة غاضبة، همَّ بعدها بالمغادرة فتبعته لتخاطبه في صوتٍ محموم ومهدد:

-"مهاب"، قبل ما تمشي، يا ريت تبعد عن "ممدوح"، وتسيبنا نتهنى بحياتنا سوا.

توقف في مكانه دون أن يلتفت نحوها، فأكملت من ورائه بتعصبٍ:

-احنا مش عايزين منك حاجة.

أدار رأسه قليلًا، وأخبرها في سخطٍ متهكم:

-إنتي مفكرة إن "ممدوح" بيحبك، خليكي عايشة في الوهم.

اشتاطت غضبًا على غضب من تشكيكه في مشاعر زوجها نحوها، وهتفت مدافعة عنه باستماتةٍ:

-أيوه، بيعشقني، وميقدرش يستغنى عني.

استدار كليًا نحوها، ورمقها بنظرة استحقارية شملتها من رأسها لأخمص قدميها، قبل أن يقصفها بوابل عباراته النارية:

-هو دوره كان مجرد كوبري، اتجوزك بأوامر مني، وقبض التمن، ده طبعًا على اعتبار لو فكرت أرجعك...

رأى كيف اِربد وجهها بحمرة حانقة للغاية، فأزاد بقوله المؤلم لها:

-بس ده كان أحسن قرار عملته، إني أتخلص منك.

غلت الدماء في عروقها، وفارت في ثورة هائجة، أوشكت على تعنيفه:

-إنت...

لكنه انقض على فكها يعتصره بين أصابعه القوية، تأوهت من الألم القارص، فحذرها بلهجةٍ قاتمة، وغير متسامحة:

-أحسنلك تاخدي بالك من "أوس" كويس، وإلا هحرمك منه، ومعنديش مشكلة أنسيه وجودك أصلًا.

ثم دفعها بعدئذ في قسوة للخلف، فكادت تفقد اتزانها وتُطرح أرضًا؛ لكنها تماسكت في اللحظة الأخيرة، انتفض كامل جسدها عندما قصف الباب بعنف من خلفه بعدما خرج من البيت، بصقت في غيظٍ وهي تنعته:

رحلة الآثام - الجزء السابع - سلسلة الذئاب -كاملةWhere stories live. Discover now