الفصل السادس عشر

Ξεκινήστε από την αρχή
                                    

-مكانش لازم نعمل كده، كسرنا فرحة البت، وآ...

قاطعتها "أفكار" ببرودٍ مغلف بالقساوة:

-لأ ياختي، ده كان ضروري، أومال نسيب الناس تتكلم وتألف حوارات؟ أهوو كله كان على عينك يا تاجر.

ضاقت عينيها في استنكارٍ واضح، فهذه لم تكن أحلامها بشأن زيجة ابنتها، ومع ذلك لم تلقِ "أفكار" أي بالٍ لأحزانها، بل أضافت في زهوٍ مغيظ:

-ده إنتي حقك دلوقتي تحطي صوابعك في عين أي حد يفتح بؤه بنص كلمة عنها.

اعترفت لها وهي تمسح بطرف كم عباءتها المنزلية دموعها التي تملأ صفحة وجهها:

-صعبانة عليا أوي، حاسة إني كسرتها.

ضحكت في استهزاءٍ قبل أن تقول بابتسامة سخيفة:

-علقة تفوت ولا حد يموت...

ثم مالت ناحيتها، وغمزت لها في شيءٍ من المكر:

-دي زمانها غرقانة في العسل وجوزها مدلعها.

لم تبدُ "عقيلة" مطمئنة لهذه الدرجة، فالألم لن يمضي على خير كما تظن، خاصة ما يؤثر بالنفس. انتبهت مجددًا لشقيقتها الكبرى وهي تخاطبها بعدما نهضت من موضع جلوسها:

-بينا نعملها فطور العرسان.

تبعتها في خطواتٍ متعبة ولسانها يهمهم داعيًا:

-ربنا يهدي سِرك يا بنتي، ويريح بالك!

..........................................

كان من غير الطبيعي بالنسبة له، الذهاب هكذا ببساطة وتركه وهو لا يزال في هذا الوضع الصحي الحرج، قرر "مهاب" إرجاء سفره لمدة غير معلومة، وملازمة والده ريثما يتماثل تمامًا للشفاء، وكذلك ليُبقي عينيه على شقيقه الأكبر الذي على ما يبدو يكيد له بعض المكائد الخبيثة، لإفساد ما بينه وبين أبيه على أمل أن يحظى بمكانة عالية لديه، ويفوز بالكعكة كاملة ودون نقصان. راجع مرة ثانية ما لديه من أوراق وتقارير وهو جالس بالمكتب الذي تم تجهيزه له في هذا المشفى الاستثماري الضخم، ليكون خاصًا به خلال أدائه لعمله كطبيب متخصص في الجراحة هنا. قاطع انشغاله في كتابة بعض الملحوظات الضرورية اقتحام "سامي" للحجرة دون استئذان ليهاجمه كالعادة بالمستهلك على الأذن من عبارات التهديد السقيمة، لم يغلق الباب خلفه، وسار مختالًا ناحيته وهو يردف بسخرية مستفزة:

-ده أنا فكرتك حاجز أول طيارة ومسافر.

رفع "مهاب" بصره تجاهه، ثم نظر إليه شزرًا، ليعلق بعدها مستخفًا به:

-للأسف تخمينك مش في محله، أنا مش مسافر.

لم ينجح هذه المرة في استثارة أعصابه، بل بدا "سامي" هادئًا للغاية وهو يسأله في تهكمٍ:

رحلة الآثام - الجزء السابع - سلسلة الذئاب -كاملةΌπου ζουν οι ιστορίες. Ανακάλυψε τώρα