دليلٌ حاسم

Start from the beginning
                                    

ابتسم لويس قائلاً:
-لم أكن لأوجه لكِ تلك الكلمات القاسية حكماً. كنتُ سأنهي زواجنا حالاً وبهدوء. لا حياة لي مع فتاةٍ أخفت عنّي أمراً في بالغ الأهمية كهذا الأمر ونحن لم يمضِ على زواجنا سوى شهر.

رفعتُ حاجبيّ بصدمة.

لكزته بقوة قائلة:
-يالك من مزعج. هل تظنّ أنّك تواسيني هكذا؟؟

ابتسم مجدداً وقال:
-صدقيني رين ملاكٌ متفهم مقارنةً بي وأنتِ محظوظةٌ به.
دراكوس علمتني ألّا أغفر خطأً أبداً مهما كان بسيطاً.
على الأقل هو اختار الابتعاد لبعض الوقت فقط.

لو أراد إنهاء زواجكما لما انتظر حتى الآن ولكنه يحبّك وسيعثر لكِ على مئة مبرر كي لا ينفصل عنكِ.

مجدداً شعرتُ بالقليل من الراحة. لويس لا يجاملني بل يخبرني برأيه حقاً ويمكنني الثقة بكلامه.

نقر جبيني بإصبعه قائلاً:
-ولكن عليكِ الاعتذار منه بصدق. لا داعي للتبرير كثيراً لأنّه يعلم جميع دوافعك مسبقاً ولكن الأمر يتطلب اعتذاراً فقط.

كما أنّ عليكِ الثقة برين أكثر. هو ليس مغفلاً وبالتأكيد لن يقحم طفلاً في وسط هذه الحرب إلّا إن كان يمتلك دافعاً قويّاً وضماناً لحياتكِ وحياته.

إن كنتِ قد فكرتِ مرة بأضرار الحمل بطفلٍ الآن فهو قد فكّر مئة مرة صدقيني.

وهو حتماً لم يفعل ذلك رغبةً بالحصول على طفلٍ بأسرع وقتٍ فقط. هو ليس سطحياً لهذه الدرجة ولن يتخذ أي قرارٍ أو خطوةٍ عبثاً أبداً.

دُهشت لكلام لويس. أنا لم أفكّر بهذه الطريقة أبداً. إصرار رين على إنجاب طفلٍ لم يكن عبثياً. هو لديه دافعٌ قويّ حتماً.

سألت لويس بدهشة:
-وما هو هذا الدافع برأيك لويس؟؟ هل لديك فكرة؟؟

تنحنح لويس قائلاً:
-ربما أملك فكرة ولكن لا أظنني مخوّلٌ لإخباركِ بها. عليكِ سؤال رين عن ذلك بنفسك.

حتى لويس يعلم عن دوافع رين أكثر منّي
كم هذا مخزٍ.

نظرتُ نحو لويس بترددٍ حينها قائلة:
-لويس...ماذا لو أخبرتك أنني لم أتناول تلك الحبوب حقاً وأنني كنتُ أرمي كلّ حبةٍ أخرجها من العلبة في سلة المهملات فقط لأنّ ذلك كان يشعرني بالقليل من الراحة...هل سيغيّر هذا شيئاً؟؟

حدّق بي لويس بصدمة وبتشكيكٍ شديد.

هذه هي النظرة التي كنتُ أخشاها. إن كان لويس الذي لا أملك أيّ مبررٍ للكذب عليه ينظر إليّ هكذا فكيف سيستطيع رين تصديقي وبالأخص بعد ما حدث.

-هل حقاً لم تفعلي؟؟

أومأت مؤكدة.

تنهّد قائلاً:
-ربما يكون هذا أفضل ولكن المشكلة في أن يصدّق رين ذلك. هو لن يثق بكلامك بسهولة بعد أن خذلته أوّل مرّة.

لحن الكاميليا || Camellia MelodyWhere stories live. Discover now