انتِ لو تمشين على التراب تنبت الدنيا ورا ظهرك زهور

الفصل الـ 45

تنهدت بتعب صار لها حول الـ ١٢ ساعه ويدينها مربطين على فوق عشان ماتهرب وجهت انظاره نحو الباب اللي انتفح ودخل منه جسار والذبول يكسو ملامحه قرب منها بخطوات هادئه وكنه هدوء ما قبل العاصفه اللي راح تعصف فيها عصف قرب لحد ما تخالطت انفاسهم وابتسم بذبول : اسف
عقدت حواجبها وناظرته بغرابه لين ما كمل جملته اللي حطمت قلبها قبل لا ينطقها تمنت الموت ولا تسمعها منه "
اسف لنفسي
اسف لـ قلبي اللي حبك
اسف لـ ثقتي اللي عطيتك ياها
اسف لـ حياتي اللي دخلتك فيها
اسف لك لحضه ضيعتها معك
امتلت عيونها بالدموع ونطقت بضعف : جسار لاتسوي كذا
جسار رفع حاجبه : لا اسوي كذا قولي لي انتِ وش خليتي هدمتي ثقتي فيك انتِ خربتي كل شي عذرك ابدا مو مقنع
روينا ناظرت عيونه : اذبحني رحيني وريح نفسك انا راضيه بالعقاب اللي تبيه لو موتي يشفي غليل قلبك خلصه مني اذبحني وش تنتظر
قرب تجاه اذنها وانفاسه الحاره تضرب بـ عنقها : هه ماراح اذبحك بس راح اعذبك راح اصير عذابك راح اخليك تندمين على كل شي يـ بنت علي راح اخليك تتمنين الموت وما تلقينه هذا اللي ابيه يـ روينا
حست بنقباض قلبها من كلامه مو خايفه منه لانها غلطانه بس جرحها كثير غلطها الوحيد انها خافت عليه ابوها هددها فيه كانت تبي تكمل حياتها طبيعبي بس ابوها خرب كل شي عليها اهه يـ علي وش سويت بـ وحيدتك.
_
رفع معصم يده وانظاره على ساعته ، تنهد بقهر من تاخر ابوه : وينه طول
فراس باستغراب : شفيك انت مستعجل
معن تنهد : ابي موقع بيتهم بقرب وقت
فراس : وليه تبيه اخوك مجنون واحتمال ياذيك
معن ابتسم : مو عشانه ودي اشوفها انت اكثر واحد عارف كيف انا متلهف لـ شوفتهاا
فراس تنهد : ان شاءالله ربي يكتب لك شوفتها
...
كان ساند راسه على الكرسي الموجود في الممر والتعب اهلكه بس يبي خبر بسيط عنها ، قرب منه نديم وتنهد بضيق على حال صاحبه : عَنان خلاص ارجع بيتك ولو صار شي جديد بخبرك
عَنان بغصه : ليتني ما طلبت شوفتها شوف وش صار فيها من تحت راسي والله اذبحح نفسيي لم ركبه له وتكور حول نفسه وصار يهز بكامل جسده الهزيل ويردد نفس الجمله
نديم توسعت عيونه وعرف انه رجعت له الحاله قرب من وهو يحاول يفكه : عَنان اسمعنيي ماراح يصير لها شي بس اهدا انت ولاتسوي كذا ارجوكك
طفح الكيل معه وطلب من الممرضه تساعده اخذ لـ غرفه خاصه واعطاه منوم لجل يرتاح تنهد بتعب وناظر الممرضه : انتِ المسؤوله عن حالته لو صار له شي اعتبري نفسك مفصوله فاهمه
الممرضه هزت راسها بخوف : تمام
_
فتح فمه بينطق بس سرعان ماسحبها لـ صدره وصرخ بصوت عالي على دخول وليد : زوجتيي موجوده
وليد اللي ماكان منتبه لهم فز ونطق بتوتر : اسف عيوني كانت بالجوال ولا انتبت
ليث رمقه بحده وهو يخفي عذوبته بين احضانه : المرهه الجايه ناظر طريقك زين
وليد : اعتذر وطلع بسرعه
بعدت عنه وناظرته بقهر : عورتني
ليث : ارجعي غرفتك
عذوبه : لا اصبر
ليث تنهد : وش تبين
عذوبه بتوتر : بشوف اخوك
ليث تجمعت شياطين الانس والجن فوق راسه وشد على قبضه يده ونطق : ليه
عذوبه رفعت حاجبها : خليني اشوفه وتعرف ليه
ليث بهدوء : انتِ حامل وهذا اللي رادني ما اذبحك
عذوبه قربت منه : وش بتسوي بتضربني بالحزام زي قبل ولا وش بتسوي
ليث ناظر عيونها واللي فيها لمحه الخوف : اتقي شري وبعدها عنه وطلع.
...
توسعت عيونها وتسارعت انفاسها وصارت تهز راسها بالنفي : لا مستحيل اكيد غلط
دخل غرفه اللي موجوده فيها واستغرب من الهدوء اللي سكن الغرفه وسرعان ما لمحها قاعده عند دولابه وبيدها ورقه وترجف ودموعها على خدها همس بصوت مسموع : راحِيل ، فيك شي
رفعت عيونها له و وقفت قدامه ورفعت الورقه : هذي وش
بتار عض شفايفه بقهر من عرف الورقه اللي بيدها : راحِيل اسمعـءء قاطعته بنبره هادئه : ليه
بتار بتبرير : اناءء
راحِيل بغصه : تزوجتني عشان قلبها داخل جوف صدري
بتار عقد حواجبه من تفكيرها : وش هالتفكير يـ راحِيل
راحِيل بهدوء : ليه ما قلت لي ، وكملت بنفعال ، ولمه سالت امي مين تبرع لي قالت الورقه ضايعه يعنيي الكل كان يعرف بس كذبتو علي صح
بتار هز راسه بالنفي بسرعه : لا مو كذا محد يعرف غيري وانا اخذت الورقه عشان ماودي احد يعرف
قربت منه وضربت صدره بعنف : لاتكذبب عليي ليه ما ودك احد يعرف ليه ولا عشانها حبيبتك خايف احد يجرحني وينجرح قلبها اللي بداخليي
بتار مسك يدينها بقهوه ونطق بحده : وش هالتفكيرر يـ راحِيل مستحيل انا افكر كذا وانا نسيتها اصلا
هزت راسها بالنفي وهي تحاول تفك نفسها من قبضه يده : بعد عني بعد مابييي اشوفكك ، دفته بس ماتحرك بسبب بنيه جسده العريضه ، غمض عيونه بصبر ونطق : والله ماتزوجتك لذا السبب راحِيل انا حبيتك من كل قلبي
تنفست بهدوء ونطقت : قلبك يحبها مايحبنيي
ارخى يدينه من قيده وفكها اما هي استغلت الفرصه وبعدت عنه بسرعه وصارت تركض تجاه الباب طلعت من الغرفه ولبست عبايتها المرميه على الكنب باهمال ، اهم شي تبتعد عنه لان عقلها مو مستوعب شي ، طلع من الغرفه وهو ينادي بـ اسمها بس وقف باستغراب من شافها واقف وتناظر المكان بضياع ، ناظرت حولها وعقدت حواجبها بالم وحطت يدها على قلبها وانمكشت وطاحت غائبه عن الوعي ، ارتعش جسده بخوف من شافها طاحت مايدري كيف رجوله ساقته لها رفع راسها له ترتعش بخوف من فقدانها.
..
ابتسمت بمكر وهي تقوم من كرسيها وتقرب منه لحد ما تخالطت انفاسهم ونطقت : وابي اكون مساعدتك الخاصه
رفع حاجبه من حركتها : لا
نوف بعدت عنه : ليه
الفيصل : لاني مستحيل اسمح لك تشتغلين بمكان فيه رجال وانا واخوك مو مقصرين معك بشي وش له داعي الشغل وقله الادب
ناظرته بهدوء ورجعت جلست وميلت شفايفها : اممم يعني ادور شركه غير شركتك استاذ فيصل
عقد حواجبه بنزعاج : الفيصل
نوف : وش قلت
الفيصل بصبر : بكرا ابدي داوم
نوف توسعت ابتسامتها : تمام وذيك المايعه مابي اشوفها
الفيصل وقف قدامها ونطق باستغراب : مين
نوف وقفت قدامه : مساعدك الخاصه
الفيصل رفع حاجبه : ومين انتِ
قربت منه وحاوطت عنقه وابتسمت : زوجتك يـ روحي وحلالك يعني حلالي وكل شي لك يعني لي
الفيصل ناظرها بصمت من ثقتها اللي فعلا بمحلها لان لو تبي حياته يعطيها بدون نقاش تنهد ونطق بهمس : وش نيتك من هالجيه يـ نوف
نوف شدت على عنقه : امم معي شهاده على الفاضي قلت اغير جوي شوي
الفيصل بهدوء : ليه احسك كذابه
نوف قربت لحد ما لامس شفتها شفاته وكانت بتسوي الاعظم بس قاطعهم دخول لانا المستعجل واللي فزو منه هم الاثنين ، لانا ناظرتهم بتوتر ونطقت : استاذ
الفيصل ابتسم بغصب : هلا
لانا : عندك اجتماع بعد ثلاث دقايق استغربت انك ما اتصلت احسب نسيته
الفيصل سحب الملف وناظرها : شوي واجي
لانا : تمام وانسحبت
الفيصل صغر عيونه ونطق : دام انا ما اعلنت عن زواجي عند الكل ياليت تكونين بس مساعده وانا افضل محد يدري بهالزواج لين يجي الوقت المناسب وطلع
شدت على قبضه يدها بعنف من كلامه ونطقت بحقد : صدقني بخليك تندم على اللحظه اللي كسرتني فيها
..،