رواية قدر حياة 🔐

الاخيرة

بعد مرور عامين

تمر الايام و تتبدل الأحوال ... هناك من يولد و يبصر الحياة و هناك من يودعها تاركا دار الباطل ... و يتوفاه الله

تقف تلك الجميلة تنظر أمامها بشرود و قطرات خفيفة من المطر تسقط فوقها و لكنها كانت بعالم موازي ... لتفيق من شرودها عندما شعرت بتلك اليد الدافيئة التي احتضنت كفها و تلك المظلة التي حماتها من الأمطار التي بدأت بالازدياد ... لتنظر بجوارها و تجد عيناه الدفيئة التي تشبه أنهارا من العسل الخالص تشع دفئ و حنان خاص لها فقط

ليترك يدها و يضم كتفها إليه

علي : مش يالله ؟

لتمتلئ عيناها بالدموع و هي تعود النظر لذالك القبر أمامها

حياة بخفوت : استني شوية

علي : معلش يا حبيبتي مرة تانية يكون الجو احسن عشان خاطر متتعبيش و لا بنوتي تتعب

انهي حديثه بيده التي وضعها على بطنها المنتفخة في أواخر شهور حملها

حياة : هما وحشوني اووي ... ليه كلهم سبوني كدة

علي : استغفر الله متقوليش كدة ... دي سنة الحياة و الموت علينا حق

حياة : استغفر الله ... ( لتلتفت و تنظر له برجا ) انت مش هتسبني صح؟؟! ... مش هتسبني يا علي

ليحتضنها و هو ينظر لعيناها الدفيئة

علي : مادام في نفس و ربنا عطيني عمر مستحيل اسيبك يا حياتي أو ابعت عنك سواء انتي أو بنوتي ال جاية ... نمشي دلوقتي

لتؤمي له و هي ترتسم براحة علي كلماته التي تبث الدفئ و الامان بقلبها و تغزي بروحها بالسكينة

حياة : مع السلامه يا ماما و يا بابا ... سلام يا جدو

لتغادر برفقة زوجها الحبيب علي و الذي كان يحاوط كتفها بحب شديد متجه ناحية سيارته متجهين لقصر العابدين حيث تجمع الجميع بعد دعوة زين له احتفالا باسبوع طفله عمر

داخل قصر العابدين

تنتشر معالم الفرحة بعد أشهر مليئة بالحزن و النسيج و الفراق علي كبير العائلة ... ها هي تعود الفرحة مجددا بعد مولد اصغر أفراد العائلة الي الان عمر ابن زين و نسمة ... التي حارب الكثير للحصول عليها خاصه بعد تاكده من حبها المتبادل له و لطفلتها حياة

في غرفة باحدي الطوابق

يعلو صوت الصغير حديث الولادة ... بينما تحاول والدته تهدئته و هي تهزه بالفراش ليستكبن تدريجيا عائدا للنوم من جديد ... لترتسم ابتسامة انتصار و إنجاز سرعان ما تضمر و تشهق بعنف عند شعورها بتلك الذراعان القويان التي حاوطتها باحتواء ليس غريب عليها

نسمة : زين !!... حرام عليك خضتني

زين بهمس بجوار أذنها : سلامة قلبك من الخضة يا قلب و عقل زين كلو