البارت الثالث وثلاثون

836 35 0
                                    

رواية جعل مني وحشاً
البارت الثالث وثلاثون
دونت سيلا الأرقام وأخذت تنتظر الإجابة وقامت بتشغيل مكبر الصوت ،بعد دقائق جاء الرد من الطرف الآخر وكان عبارة عن صوت أنثوي رقيق
المرأة: هاي
سيلا : هاي ممكن أعرف مين معايا
المرأة : حضرتك إلي متصلة ؟
سيلا : أيوه دا رقم هاجر صح ؟
المرأه: لا الرقم غلط
ثم أغلقت في وجهها
سيلا بغضب : الله يحرقك يا شيخة والنعمة قليلة الذوق
رنا بحزن : شكلو رقمها ؟
سيلا : إنتي مالك زعلانة كدا لي إنتي مبتحرميش؟؟
رنا : لا أبدا لازعلانة ولا حاجة أنا قائمة أنام شوية علشان مصدعة
رغدة : مش هنشوف الرقم التاني ؟
رنا : مش مهم شوفو انتو
خرجت رنا من الغرفة أما مسك فنهضت
مسك : وأنا قايمة بردو ورايا حاجة مهمة هخلصها وأرجع
ثم خرجت هي أيضاً
سيلا بتريقة : الحب ولع في الدرة فعلا
رغدة بضحك : تعالي يا اختي نكمل الرقم التاني
ذهب أنس إلى حيث أخبرته تلك الفتاة ووجد شعر إحداهن يظهر من خلف تلك الشجرة وعندما اقترب ..
أنس بإستغراب : نيمو؟
أدارت مسك وجهها
أنس: إنتي بتعملي إيه هنا ؟
مسك : جاية أقابل حد
أنس بحنق : مين دا ؟
مسك : يخصك !
أنس وهو يدير وجهه لكي يرحل : لاء
شعرت مسك بسكين تطعنها في قلبها ولكن تماسكت وظلت مكانها
فابتعد أنس عندها مسافة كبيرة بعض الشيء واخرج هاتفه وقام بالإتصال على تلك الفتاة ..
أنس وهو مازال يدير وجهه : إنتي فين ؟
مسك : في المكان إلي اتفقنا عليه
أنس بغضب : إحنا هنستعبط أنا هناك أهو وإنتي مش موجودة
مسك :ما أنت لسة شايفني ؟
أنس: لا مشفتكيش طب مشيتي ليه ارجعي تاني
مسك : لف وشك وهتشوفني
أدار أنس وجهه ولكنه لم يرى سوى مسك تجلس على جزع الشجرة وبيدها هاتفها
أنس بغضب : مفيش هناك غير ...
قطع أنس حديثه عندما شك في أمرا ما ..
أنس بصدمة : نتي مسك ؟
وضعت مسك رأسها في الأرض
أنس بغضب : جاوبيني ؟؟
مسك وهي تنهض وتغلق الهاتف وأخذت تقترب منه حتى تقلصت المسافة بينهم وتقول بقوة
: أظن الجواب وصل مش محتاجة اجاوب
أنس: إنتي بتكلمي جد ؟
مسك بدموع : ايوه أنا البنت إلي كنت بتكلمها
أنس وهو يكاد يبكي : ليه؟ليه عملتي كل دا ؟ خدعتيني؟
مسك بدموع : مكنتش اعرف إنك هو
أنس بجمود: عرفتي أمته ؟
مسك : بعد ما رجعتو بأسبوع
أنس: لي معرفتنيش؟
مسك : كنت خايفة
انس: من أي؟
مسك : انك تبعد لأني عارفة انك مش بتحبني
أنس: تقومي تخدعيني!
مسك : مليش ذنب دا قدر ربنا إلي كتب إننا نتقابل بالطريقة دي ..
أنس بسخرية : وايه إلي خلاكي تقولي دلوقتي ؟ايه ضميرك صحى فجأة ؟
مسك ببكاء : لاء بس معدش قادرة اخبي اكتر من كدا ..
أنس بسخرية : يا عيني دا على أساس إني أهبل والمفروض اصدقك صح ؟
مسك : لاء مش صح إنت مش مجبر تصدقني وأنا أصلا محتاجة انك تصدقني لأن معدتش تفرق أنا بس كنت حاسة إني شايلة حمل تقيل على قلبي وكنت عاوزة أرتاح
أنس: وكدا ارتاحتي صح ؟
لم تجب مسك وادارت وجهها كي ترحل ولكن وجدته يمسكها من معصمها بقوة : إنتي راحة فين ؟ إنتي عملتي كل دا علشان تنتقمي مني صح ؟ كنتي عاوزة تعلقيني بيكي وتجرحيني زي ما بجرحك على طول صح ؟
كانت مسك تبكي في صمت ولم تجيبه حتى أكمل هو
:عمري ماكنت أتخيل إنك تبقي بالجحود دا
مسك : إنت قولت إنك هتقبلني زي ما انا مهما كنت مين صح ؟
ظل أنس ينظر لها بصمت ثم تركها وغادر دون أن يتحدث ..
كانت منال جالسة تقرأ وردها اليومي ومنه بجانبها تلهو بهاتفها حتى دخل عليهم رجل ما
الرجل : اذيك يا أمي
ما إن رأته منال حتى قامت بفرحة 
منال وهي تحتضنه : إيهاب.. إنت رجعت أمته ؟
ايهاب وهو يبادلها الابتسامه: لسة دلوقتي
منال : ألف حمدالله على سلامتك يا غالي
إيهاب: الله يسلمك يا أمي ثم نظر لمنه : اذيك يا منه ؟
منه وهي تعانقه : بخير يا ايهاب وإنت؟
إيهاب: الحمد لله كويس ثم أخذ ينظر للأرجاء بلهفة : آمال الولاد فين ؟
قامت منال بمناداة الجميع ماعدا أنس فلم يكن في القصر بأكمله وقام إيهاب بالتعرف عليهم ورحبو به
دخل أنس وجد الجميع يجلسون سويا ومعهم والده فأخذ ينظر إليه مطولا دون تحدث
إيهاب: إيه يا بني مش هتسلم عليا ؟
أنس: معلش آثار الصدمة
إيهاب : مصدوم من إيه؟
أنس: يعني شفتك جاي من غير مراتك
إيهاب تحت أنظار الجميع: أطلقنا
أنس  : امممم بجد مبروك
نظر الجميع له
أنس: إيه يجماعة ماانتو اكيد مش متوقعين مني أزعل أو أروح أعيط زي العيل أو أجري على حضنو مثلاً
عاصم بلوم : إيه الكلام دا يا أنس دا أبوك عيب كدا
إيهاب: سيبو يا عاصم سيبو يقول إلي في قلبو
أنس : لو على إلي في قلبي فهو كتير أوي أوي لو قعد من هنا لبكرة احكيه مش هيخلص معلش منا هحكي إيه ولا إيه ؟هحكي عن أبويا إلي عايش في بلد تانية وسايبني أنا واخويا علشان خاطر مراتو ولا أحكي على كل مرة حسيت فيها إني مليش ضهر ولا أحكي على كل إلي حصلي بسبب مراتو ولا إحساسي إني يتيم وأنا أبويا موجود ثم وجه كلامه لإيهاب: إنت عمرك ما كنت جمبي ولا موجود أصلا في حياتي على طول بعيد عمري ما احتاجتك ولقيتك ولا عمرك فكرت تتصل بيا تسأل عني أو تشوفني كويس ولا لاء ؛ كنت دايما لما أشوف ابن مع باباه بزعل من جوايا إلي هو ليه انا ؟ ليه معنديش أم أو حتى اب ؟عمري ما لقيت حد جمبي غير عُدي وصُهيب إلي لولاه مش عارف كنت هعيش إزاي كان قايم بدور الأب والاخ والصاحب فلو حد يستاهل بجد إني أحترمو فهو صُهيب وعُدي وإسلام وأسر وكل شخص في القصر دا بردو صحيح أول ما جيت هنا مكنتش حابب حد منكم وكنت حاسسكم غُرب مني بس لقيتكو بتعاملوني أحسن معاملة ودايما واقفين جمبي وكفاية انكو محسسني إني منكم ..
ثم نظر لوالده بلوم : كنت فين إنت في كل دا ؟
إيهاب: أنا آسف يا بني أنا عارف إني غلطان بس أنا ندمت سامحني
أنس: ولو سامحتك هتعرف ترجعلي إلي ضاع مني وأنا بدور ليا على حد يكون ضهر وسند حقيقي ؟
أخذ أنس ينظر لهم جميعاً وقد ظهر عليهم الحزن والشفقة على ذلك الشاب
أنس : حتى فيكم يقولي إيه إلي يجبرني أسامحو ؟؟
لم يستطع أحد أن يجيب
ألقى أنس نظرة على مسك ثم خرج وجلس على جذع تلك الشجرة
أما إيهاب فجلس على الأريكة بحزن
عاصم وهو يواسيه: متزعلش يا إيهاب أنس لسة صغير ومش قصدو حاجة
إيهاب: لاء قصدو أنا غلطت كتير في حقو هو وانت يا عُدي
عُدي محاولا أن يهون عليه : أنس بس زعلان شوية من الصبح مش عارف ليه علشان كدا تلاقيه لخبط في الكلام
شعرت مسك بالخوف عليه فتركتهم وخرجت وجدته جالس على جزع تلك الشجرة وينظر للأرض بحزن فجلست بجانبه في صمت متوقعه منه أن يخرج من صمته ويصرخ بها مثل كل مرة ولكن لم ينظر إليها حتى ..
مسك : باباك بيحبك على فكرة
إبتسم أنس بسخرية وظل ينظر للأسفل
مسك : عارف عرفت منين ؟
نظر إليها أنس في صمت فأكملت هي : على الأقل فاكرك حتى لو كل فترة بس أهو فكرك احمد ربنا
أنس : احمد ربنا ! هو في أب في الدنيا بيفتكر ولاده كل اسبوعين تلاتة
مسك : أحسن من إلي مش بيفتكرهم خالص
نظر أنس بإستغراب : مش بيفتكرهم خالص ؟
مسك بحزن لاحظة أنس: عارف أنا عندي ٢٠سنة تصدق إن عمري ما كلمتو ولا شوفتو
أنس : علشان متوفي دا مش بإيدو
مسك وقد تجمعت الدموع بعينيها : بس هو مش متوفي ..موجود
أنس بصدمة : موجود!
مسك وقد هبطت دموعها بغزارة : ايوه بس مش معانا زي ما تقول كدا عايش لنفسه وبس عمرو ما فكر يحاول على الأقل يشوفنا ولا كأننا بناته مش بعيد يكون ناسي فعلا إن عندو بنات ؟
مسحت مسك دموعها ثم قالت : عرفت بقى أنا ليه بقولك احمد ربنا إنو موجود حتى لو اسم بس ..
شعر أنس بالأسى بداخله على تلك الفتاة فيبدو أنه ليس من يعاني بمفرده في تلك الحياة فجميعنا نعاني ولكن بطرق مختلفة .
أنس وهو يضع يده على كتفها : متزعليش إحنا كلنا موجودين 
مسك وهي تتصنع الإبتسامة : لا عادي مش زعلانة أنا متعودة على كدا
أخذ أنس ينظر لها فيبدو أنها عاشت ألاما كثيرة يصعب على مثلها تحملها ولكن مع ذلك تحاول أن تواسيه وأن تخفي ما بداخلها ..
مسك : أنس
أنس: نعم
مسك : أنا آسفة على كل حاجة
أنس : متتأسفيش أنا إلي المفروض أتأسف أنا غلطة في حقك كتير وأهانتك مع أني مكنتش أعرفك لسة سامحيني ..
مسك : هسامحك بشرط
أنس: أي؟
مسك : سامح باباك
أنس بتنهيدة: حاضر
دخل أنس إلى القصر وجد الجميع مازال جالسا ماعدا أسر
أخذ أنس ينظر لمسك بتردد
فنظرت لمسك للجميع وقالت : طب يجماعة نقوم إحنا ونسيبهم يتكلمو سوى
نظر أنس إليها بإمتنان فإبتسمت وغادرت ولم يبقى سوى إيهاب وأنس وعدي ..
مسك بتشجيع : يالا
أنس : أنا.. أنا آسف
إيهاب: إنت عندك حق في كل كلمة قولتها صحيح أنا ظلمتكو بسبب الحية إلي كنت متجوزها ومعرفتش حقيقتها غير من يومين لما لقيتها متفقة مع المنافس بتاعي في الشغل عليا بس صدقني انا ندمان بجد وناوي اعوضكو عن كل حاجة
لم يستطع أنس أن يقول شيء فقط ذهب إلى أنس وقام بإحتضانه واخذ يبكى وذهب عدي أيضاً واختضنه وهو يبكي مثلهم
#يتبع
#گ: ولاء محمد ثابت "لولي"

جعل منى وحشاًTahanan ng mga kuwento. Tumuklas ngayon