البارت الثالث

1.8K 64 3
                                    

فى مطبخ القصر :
كانت زينب تتحدث مع الخدم ومن ضمنهم شهد
زينب بحزم : مش عايزة غلطة إنتو فاهمين ثم تنظر لشهد : وإنتٍ يا ست الحسن
شهد بتأفف: نعم ؟
زينب : نعم الله عليكى يااختى مش عايزين انهاردة مصايبك انتٍ فاهمة ؟
شهد : مصايبي؟
زينب : اه يااختى مانتى من ساعة ماجتي وجيبالنا معاكى المصايب
شهد : نفسي أعرف إنتٍ مش بتحبينى ليههههه؟
زينب : أهو كده اهو لله في لله مش ساعات لما بتشوفي حد بتحبيه من نفسك اهو أنا بقي بكرهك كده من نفسي !
قالت جملتها وغادرت
شهد لنفسها : على أساس انتٍ فى حد بيحبك؟
بعد ما يقارب الثلاث ساعات
وقفت سيارة سيلا أمام باب القصر فإنتظار البواب حتى أتى
البواب بفرحة  : حمدالله على السلامه يا ست هانم
منه : الله يسلمك يا عم عبده أخبارك ايه؟
عبده : الحمد لله كويس يا هانم ،البقاء لله فى البيه ربنا يرحمه كان رجل طيب
منه: ربنا يرحمه .
ثم إنطلقت سيلا بالسيارة إلى الداخل.
هبط الثلاثة من السيارة وتوجهوا لداخل القصر
منال بفرحة: حمدالله على السلامه يا حبايبي
منه وهيا تحتضنها : الله يسلمك يا ماما
منال بعتاب: كده يا منه متحضريش عزا أبوكى
منه بتبرير: غصب عنى ياماما والله مكنتش عارفه أجى
منال وهيا تنظر للفتيات بفرحة : مشاء الله يا حبايبي كبيرتو وبقيتو زى القمر
مسك وهيا تحتضنها: تسلمى يا تيتة
أما سيلا فكانت لا تكترث لما يحدث
منال وهيا تنظر لسيلا : أخبارك ايه يا سيلا؟
سيلا ببرود : كويسة
فى ذلك الوقت أتت زينب وإحتضنت منه : أخيرا شفناكى
منه : معلش الشغل بقي وكده
زينب وهيا تنظر لمسك : مشاء الله القمر دى بنتك ؟
منه : أيوه مسك
زينب وهيا تحتضنها: مشاء الله أكبر عليا إيه الحلاوة دى؟ أمال سيلا فين مجاتش ليه معاكو؟
تنظر لمنه لأمها بحرج ويحل الصمت عليهم
سيلا ببرود : أنا هنا أهو
زينب بصدمة : هنا إيه إنتٍ مين يا إبنى ؟
سيلا : أنا سيلا
زينب وهيا تنظر لحماتها وأخت زوجها : بتهزرو صح ؟
منال : سلمى على سيلا يا زينب
زينب ومازالت تحت تأثير الصدمة : حمدالله على سلامتك يا سيلا ،أنا هروح أشوف الخدم خلصوا الأكل ولا لسة
سارت زينب فى إتجاه القصر ومازالت بصدمتها من منظر سيلا حتى إرتطمت بجسد شخص ما
أسر: ماما..مالك؟
زينب بصدمة : ها ؟
أسر : مالك سرحانة فى إيه؟
زينب : شفت إلى أنا شفتو ؟
أسر : شفتى إيه؟
زينب : حاجة مكانتش تخطر على البال ولا على الخاطر .
أسر بملل : ايوه إلى هي إيه يعنى ؟
زينب : البت بنت عمتك سيلا
أسر : سيلا مالها هيا إجت !
زينب: أه يا أخويا لو تشوف شكلها مش هتصدق
أسر: هيا فين؟
زينب: مع نينتك بره 
خرج أسر مسرعاً إلى غرفة المعيشة .
أسر لمنه بإبتسامة : عمتى حمدالله على نورتينا
منه بإبتسامة: أسر حبيبي اخبارك ايه؟
أسر: الحمد لله تمام إنتو اخباركو إيه؟
منه : الحمدلله يا حبيبي ثم نظرت لمسك وسيلا : ده أسر بن خالكو عاصم 
مسك بإبتسامة: اتشرفت بمعرفتك
أسر : الشرف ليا ثم بحث عن سيلا فلم يجد سوا شاب معهم ولكن يشبه سيلا كثيراً حتى فى لون عينيه فعلم أنها هي !
مد أسر يده لكى يصافحها : أخبارك ايه يا سيلا؟
أما هي فظلت تنظر له بكره وحقد كبير ولم تمد يدها لمصافحته وقالت ببرود : كويسة ثم نظرت لجدتها : رنا فين ؟
منال وقد لاحظت أن هناك شئ : فوق فى أوضتها
سيلا وهي تغادر: أنا طلعلها
صعدت الدرج وخلفها مسك وتركت أسر يشعر بالحرج أمام عمته وجدته ولكنه يقدر موقفها فما حدث معها لا يغتفر
منه لتبرير موقف سيلا: متزعلش يا أسر هيا بس تعبان من الطريق وكده .
أسر : لاء عادى يا عمتو أنا مش زعلان ولاحاجة تعالو نقعد إحنا هنفضل واقفين كده كتير تعالو نقعد
جلس الثلاثة معاً يتسامرون ،أما عند رنا فكانت تمشط شعرها أمام المرأه فدخلت سيلا عليها
سيلا : رنوش
لتقف رنا من شدة الفرح
رنا بفرحة : سيلا
سيلا وهيا تحتضنها: وحشاااااانى كتيرر
رنا بفرحة : وإنتى كمان يا ليو والله ثم تحتضن مسك : نيمو اخبارك ايه يا حبيبتي
مسك بإبتسامة: بخير يا حبيبتي وإنتى
رنا وهيا تجلس بجانبهم على الفراش: الحمد لله كويسة المهم إنتو ؟
جلسوا الثلاثة يتحدثون على حياتهم وما يحدث بها .
أما شهد فدخلت غرفتها وأغلقت الباب بالمفتاح ثم ذهبت لشباك الغرفة وأغلقته ثم فتحت تلك الحقيبة التى أخذتها من ذلك الشاب ،لتجد بتلك الحقيبة ثياب وبعض الأوراق أزالت كل ذلك ووجدت فى الأسفل بها بعض الأكياس الصغيرة وبها شئ كالدقيق فى لونه الأبيض ولكن ليس دقيق!
أمسكت بكيس وسكبته على ورقة وأمسكت ورقة ملفوفة بيدها وقربتها من أنفها وبدأت تستنشق ذلك الشئ التى أدمنته منذ فترة وعندما إنتهت قطعت ذلك الورق وفتحت الشباك وألقته منه ثم وقفت أمام المرأه تتأكد من هيأتها ثم خرجت لتكمل عملها .
على الجهة الأخرى كان أسر  يتحدث فى الهاتف مع شخص ما
أسر بحزن : طب وبعدين هنعمل ايه؟
أسر : يعنى إيه مش هنعمل حاجة ؟ ثم لمح شهد وهيا تقف فى حديقة القصر
أسر : طب خلاص خلاص لما تيجى نبقي نكمل كلامنا
ثم أغلق الهاتف وأخذ ينظر إليها عسي أن يرى ملامحها جيداً لأنه حتى الأن لم يرى ملامح وجهها كيف تبدو ؟
بعد ثوانى وجد هاتفها يعلن عن إتصال فظل واقف مكانه
أجابت شهد : ألو ها عملت إيه ؟
على الجهة الأخرى كان شاب قصير القامة أبيض البشرة صاحب شعر أسود مجعد
الشاب : الحُكم إتأجل بتاع القضية
شهد : يعنى إيه الكلام ده ؟ والقضية دى بقي هيتحكم فيها أمته ؟
الشاب: ممكن بعد ٣شهور
شهد بغضب : يوووووه لسة هستنى كل ده يا أمجد  ؟
أمجد : يا شهد إصبرى الموضوع مش سهل
شهد : صابرة يا أمجد والله صابرة بس الموضوع طول أوى
أمجد : هو صحيح طول بس إلى خلاكى تستنى كل ده يخليكى تستنى الكام شهر إلى لسة
شهد : ياخوفى بعد كل ده اللعبة تتقلب علينا إحنا وتخسر فى الأخر
أمجد بضحك : عيب عليكى مش أمجد إلى يخسر
شهد : طب متتغرش فى نفسك كده مبيقعش غير الشاطر
أمجد : ده الشاطر لكن أنا مش شاطر أنا أمجد ...
شهد : هنشوف يلا باى
أغلقت شهد الهاتف وتنهدت بقوة ولم تلاحظ تلك الأعين التى تراقبها بقوة وفضول لمعرفة ما تخفيه ..
أما أمجد وضع هاتفه على الطاولة التى أمامه وأخذ يراجع بعض الأوراق فهو يملك شركة كبيرة للإستيراد والتصدير بألمانيا وسلسلة مطاعم كبيرة بالقاهرة يملك من العمر 30 عاماً توفى والده وهو فى العشرون من عمره ليس لديه إخوه يعيش مع والدته فى نفس المنزل ،
وهي السيدة "نجلاء" تملك من العمر  عاما ٥٢وهى سيدة طيبة القلب تحب إبنها كثيراً .
فى غرفة رنا كانت تضحك بهستريا على ما قصته عليها مسك من مواقف سيلا مع بعض الشباب
رنا بضحك :هههه لاء بجد إنتى عملتى كل ده ؟
مسك: أيوه يا بنتى وأمر من كده  ههههه
رنا : يخربيتك عيلة مفترية
سيلا : يستاهلو هما إلى بيعصبونى قطيعة تقطعهم كلهم
رنا تمثل الجدية: لاء كلهم لاء
سيلا بتريقه: أه نسيت ماعدا المعتوه بتاعك
رنا وهيا تلكزها فى كتفها : معتوه فى عينك ده حتى قمر
مسك : هو مين ده ؟ إنتى بتحبي ولا إيه؟
سيلا : آه يا أختى حب الطفولة بتاعها
مسك بحماس : بجد مين ؟
سيلا : صُهيب إبن خالك  خالى مين ؟
رنا : إبراهيم
مسك هما كام خال بالظبط ؟
رنا : بصي يا ستى إبراهيم أبو صُهيب وعاصم أبو أسر وإسلام  وشريف عندو رغدة وفى إيهاب عندو عدى وأنس وفى بابا محمد بس .
مسك : مشاء الله كل دول وبس ! إنتى لسة عايزة كمان ؟
رنا بضحك : قولى مشاء الله
مسك : مشاء الله يا اختى بس أنا اشوف إلى بتحبيه ده هو فين ؟
رنا : مسافر هو وعدى وأنس فى لندن بس هيجوا بكرة
مسك : بجد
سيلا بوجه خالى من الملامح : هيجو أمته
رنا : على المغرب كدا
سيلا وهي تنهض: أنا راحة أنام ..مش أوضتى هي هياها بردو ؟
رنا : أيوه يا ليو هي
سيلا: أوكى..تصبحو على خير
خرجت سيلا وأجرت مكالمة مع شخص ما ؛أما مسك فظلت طوال الليل تتحدث مع رنا .
كان إسلام فى غرفته حتى سمع صوت طرق على الباب
إسلام: إدخل
أسر وهو يدخل : لسة صاحى
إسلام: أيوه يا صحبي  تعالى
أسر وهو يجلس على الأريكة: مخنوق وعايز أكلم معاك شوية .
إسلام: طبعاً يا عم قولى كل إلى عايز تقولو
أسر : المشكلة مش عارف أقول إيه؟بس كل إلى أعرفوا إنى مخنوق أوى
إسلام: رنا وصُهيب بردو
أسر : هو فى غيرهم ؟
إسلام: مش عارفه أقولك إيه ؟
أسر : متقولش حاجة أنا إلى كنت عايزو إن  أقول الكلمتين دول بس ،اخبار رغدة إيه؟
إسلام بحزن : معرفش عنها أى حاجة بردو
أسر بإستغراب : إزاى.. إزاى بتحب واحدة طول السنين دى متعرفش عنها أى حاجة حتى شكلها إزاى مش قادر أستوعب ! وإنت صغيرين حبيت شكلها ممكن لكن لما كبرت ممكن لما تشوفها متعجبكش؟
إسلام : لما بتحب حد مبتحبوش من شكلو  ولا من مركزو او من فلوسو  أو علشان أى حاجة معينة بالعكس إنت هتحبو كده وخلاص من غير أى سبب كل إلى هتعرف إنك بتحبو وبتحبو من روحو وطيبتها و حتى لو كان الشكل مش حلو عينيك هتشوفو جميل أوى فى عينك حتى عيوبو هتشوفها كلها مُميزات .
أسر بتفهم : عندك حق ودى المشكلة إننا مبنقدرش نكرهم لأننا مبنعرفش نشوف فيهم عيوب بنشوفهم إنهم ملايكة!
إسلام: إستحالة القلب يكره شخص عشقوا فى يوم ، الإعجاب ممكن يروح صحيح لكن الحب والعشق لاء .
....


أشرقت الشمس معلنة عن بدأ يوم جديد يوم ملئ بالأحداث
كان جميع الخدم يعملون بسرعة ونشاط فاليوم موعد رجوع أبناء تلك العائلة الذين غادروا منذ أكثر من ٦سنوات
هبطت سيلا ومسك الدرج وشعروا بالإستغراب مما يحدث فوجدوا منال تقف مع زينب
منال بإبتسامة : صباح الخير يا بنات
مسك: صباح النور يا تيتة هو فى أي انهاردة ؟
زينب : أصل الولاد جاين انهاردة وجدتكم عايزة كل حاجة تكون جاهزة
سيلا فى بالها : لدرجاتى فرحانين بيهم بس والنعمة ماهخليهم يتهنوا فى القصر ده دقيقة واحدة .
جاءت رنا بإبتسامة : إزيكو يا حلوين
منال : بخير يا حبيبتي بقولك ماتروحوا إنتو والبنات تتمشوا شوية وبالمرة تفرجيهم على البلد زمانهم نسوها
مسك بفرحة : ياريت
رنا : من عنيا طبعاً يالا بينا .
مسك : دقيقة واحدة أجيب الكاميرا بتاعتى .
سيلا: طب إحنا هنستناكى بره 
رنا : باى يا تيتة.. باى يا طنط
خرجت رنا وسيلا أمام باب القصر فى إنتظار مسك ولكن جاءهم صوت يعرفانه كثيراً
أسر بإبتسامة : صباح الخير
رنا : صباح النور أما سيلا فكانت تنظر ببرود
أسر : على فين على الصبح كدا ؟
سيلا : وإنت مالك إنت ؟
أسر : على فكرة أنا بكلم بنت عمى مش بكلمك إنتى.
سيلا بمغزة : بصفتك إيه ؟
شعر أسر بالحزن بداخله وفهم مقصدها ولكن لن يدها تصل لهدفها.
أسر وهو يتصنع الإبتسامة : بصفتى إبن عمها وكمان إحنا هنا عيلة واحدة
رنا : أسر عندو حق يا سيلا وبعدين ده زى أخويا
إبتسمت سيلا بإنتصار فى وجه أسر فها هي وصلة لغايتها أما أسر فشعر بغصة بداخله
نظرت رنا لأسر : إحنا هنتمشي شوية علشان يتفرجوا على البلد وكده ثم رأت إسلام فى سيارته ولكنه كان منشغل بهاتفه .
رنا بإبتسامة :إنتو إلى راحين فين ؟
أسر : هنجيبهم من المطار
رنا : تيجوا بالسلامة
سيلا : هتروحوا بعربية واحدة
إستغرب أسر سؤالها : أه
سيلا : روح ببتاعتك وإسلام ببتاعتو علشان يقضوا وكدا لأن هما تلاتة ولا إنتَ ناسي
رنا : فعلا يا أسر سيلا عندها حق
أسر بإقناع : فعلا أنا كنت ناسي الموضوع ده
أتت مسك وبيدها كاميرا بالون الوردى
رنا : هنمشي إحنا بقي مسك إجت .
أسر : تمام متبقوش تتأخرو .
غادر الفتيات القصر وذهب أسر إلى إسلام فى سيارته
أسر : بقولك أنا هروح بعربيتى وإنت روح بعربيتك علشان إحنا كنا ناسين إنهم تلاتة.
إسلام: عندك حق
إستقل أسر سيارته وإنطلق هو وإسلام إلى وجهتهم .
گ/ولاء_محمد_ثابت
رواية "جعل_ منى _وحشاً

جعل منى وحشاًWhere stories live. Discover now