البارت السادس والعشرين

816 36 2
                                    

ذهب أنس بإتجاههم وصدم مما رأى ..
فكانت مسك تحتضن أسر وتبكي بين يديه
أنس بعصبية : مشاء الله يعني هناك واحد وهنا واحد وياترى لسة مين تاني ؟
ما إن سمعت مسك صوته حتى صعقت مكانها وابتعدت عن أسر
أسر بغضب : أنس إيه إلي بتقولو دا ؟
أنس: معلش يا ابن عمي أصل الحقيقة مُرة ماهي دي الرجولة يعني ملقتش غير خطيبة ابن عمك ولا اقولك ما العيب مش عليك على الآنسة المحترمة الي فاتحاها على البحري
أسر وهو يمسكه بقوة من قميصه : ولا أنا ساكتلك من الصبح علشان خاطر إنك إبن عمي بس لكن لو واحد تاني قسمابالله كنت دفنتو مكانو
أنس بغضب : إنت ليك عين تتكلم كمان داانا شايفكو بعيني .والصبح مع واحد تاني ..اه وامبارح الزفت الي كانت بتكلمو في الموبايل لما كنا في اسكندريه دا غير طريقه لبسها وطنشت كل دا وقلت مليش دعوة لكن توصل البجاحة إن يبقى في القصر قدام الكل ..
في ذلك الوقت علا صوت شهقات مسك
أسر : أنس أحترم نفسك وشوف إنت بتكلم عن مين إلي بتكلم عليها دي تبقى هي إلي..
قطعه صوت مسك : أسر بلاش
تمالك أسر نفسه ثم تركه ورحل
أما أنس فظل ينظر لها بإحتقار وكان سيرحل ولكن أوقفه صوتها الباكي
مسك بدموع : أنس
اقتربت منه ووقفت أمامه مباشرة : إطمن إنت مش مضطر تجوز واحدة بالأرف دا ثم على صوت شهقاته بس أنا عايزاك تعرف حاجة واحدة أنا مش كدا ولا عمري كنت ولا هكون كدا  ،وبتمنى إن يجي اليوم إلي تعرف فيه الحقيقة 
أنهت حديثه ثم غادرت بحزن تجر خلفها خيباتها وخذلانها من حبها الوحيد .
أما أنس فلم يعير حديثها إهتمام وجلس على الأرجوحة وأخرج هاتفه وفتح تطبيق الواتساب ليحادث تلك التي احتلت تفكيره والتي اشتاق لحديثها كثيراً ولكن وجدها غير متصلة منذ يومين فشعر بالحزن ..
في ذلك الوقت سمع صوت جدته
منال بصرامة : أنس
أنس : نعم
منال : إيه إلي إنت قولتو دلوقتي دا ؟
أنس: هي لحقت قالتلك ؟
منال : محدش قالي حاجة أنا كنت واقفة عند الورد وسامعة كل حاجة
أنس: والمطلوب ؟
منال : اطلع اعتذر لمسك فورا وراضيها
أنس: كمان يعني اعتذر واراضيها كمان ..
منال : أيوه لأما اعتبرب جدتك ماتت
أنس بحزن فلقد تعلق بمنال بشدة في تلك الفترة القصيرة
: لي الكلام دا بس
منال بصرامة : هو دا إلي عندي يلا روحلها
أنس وهو ينهض : طيب
منال : استنى ..اوعدني
أنس بحزن : وعد يا تيتة هشوف هي عايزة إيه وهعملهولها
كانت رغدة تتحدث مع إسلام في الهاتف فهي أصبحت تقضي معظم أوقاتها معه في الخارج أو في عمله أو تتحدث معه في الهاتف ولكن أنهت المكالمة عندما رأت مسك تجلس على السلم وعينيها حمراوتين من كثرة البكاء
رغدة وهي تجلس بجانبها: نيمو ..مالك
لم تجب مسك ولكن إحتضنتها وأصبحت تبكي في حضنها
أما رغدة فضمتها إلي حضنها بقوة وأخذت تدمع عينيها معها ..
  "عندما تبكي يا صديقي أبكي معك وعندما تضحك تضحك معك الحياة في وجهي ..
فتلك هي الصداقة الحقيقية ما أجملها!"
أمسكت رنا بيدها تلك الصورة فلقد عرفت منها نعم فهذا هو صُهيب في صغره ووالده الراحل
أخذت رنا تتأملها بحرقة فذلك لم يعد من أحبته في صغرها لا تعلم لما تغير هكذا أو كيف ولكن ليس بيدها شيء
تذكرت رنا شيئا ما فعادت إلي تلك الغرفة مرة أخرى وفتحت الخزانة وأخرجت تلك الصورة التي أراها صُهيب ايها بالأمس وأخذت تتطلع لها بإستغراب وخطر في بالها عدة اسألها من أهمها من هذه المرأة ومن أين يعرفها ؟
أخذت رنا تبحث في باقي الغرفة لعلها تجد شيئاً يخرجها من حيرتها
أخذ أسر يسوق سيارته بسرعة كبيرة وهو يبدو عليه الغضب تحت أنظار ذالك الجالس بجانبه
عُدي : ياعم قلل السرعة شوية هنعمل حادثة
أسر وهو يحاول أن يهدأ : ماشي
عُدي : قولي بس مالك حصل إيه ؟
أسر وهو يحاول تغير الموضوع: بعدين هحكيلك  كلمت صُهيب؟
عُدي وهو يحاول تخطي غضبه : موبايله مقفول
في الشركة بالقاهرة
كان الجميع يعمل بسرعة واجتهاد خوفاً من ذلك الغاضب الذي ظل يصرخ بهم على أتفه الأسباب منذ حضوره
كان صُهيب في مكتبه يراجع على الحسابات التي أمامه
صُهيب بغضب : إيه دا ؟
منى بخوف :في أي حضرتك ؟
صُهيب : الملف دا مش كامل لي ؟ فين الزفت موظف الحسابات إلي مراجع الورق دا ؟
منى برعب  : موجود ..
صُهيب وهو يمزق الأوراق التي بيده : يترفد فوراً هو ومدير الحسابات والورق دا يتعاد من أول.
منى : ح حاضر ..ثم ركضت بسرعة من أمام ذلك الوحش التي كانت تقف أمامه
وعندما خرجت صدمت في صابر
صابر وهو يلاحظ خوفها: أي يابنتي مالك ؟
منى : صُهيب بيه هنا من الصبح ومتعصب خالص
صابر : اه تلاقيه جاي علشان الاجتماع ،خلاص روحي إنتي واهدي كدا
منى : حاضر
بعد مايقارب ساعتان كان صُهيب يترأس طاولة الاجتماع وبجانبه على اليمين صابر
صُهيب:أظن كل حاجة واضحة كدا مش عاوز غلطة إلي هيغلط يعتبر نفسو ملوش مكان هنا
أماء الموظفين برأسهم خوفاً منه
:تمام كل واحد على مكتبو..
أنهى صُهيب الاجتماع بتلك الكلمات ثم نهض وغادر غرفة الاجتماعات
وقف صابر لكي يهدأ الموظفين الذي ظهر على وجوههم الخوف
صابر : اهدو ياشباب مفيش حد هيطرد ولا حاجة أهم حاجة تعملو إلي عليكو وخلاص والباقي على ربنا .
ثم ترك الغرفة وخرج وجدها واضعه رأسها على طاولة مكتبها ويبدو عليها التعب الشديد
شعر صابر بالخوف بداخله ثم اقترب منها ببطء وابعد بيده خصلات شعرها الذهبية التي بلون أشعة الشمس الساقطة على وجهها وبدأ في افاقتها.
صابر بقلق : منى ..منى ..منى
منى بتعب وهي تحاول رفع رأسها : نعم
صابر : إنتي كويسة ؟
منى وهي تجاهد لتخرج صوتها : ايوه
صابر : لو تعبانة روحي انهاردة
منى : لا طبعاً مينفعش لسة شغل كتير
صابر : روحي إنتي وأنا هخلي ميرنا تكمل بدالك
منى بموافقة فهي حقا تشعر بالتعب: حاضر
كاد صابر أن يغادر حتى سمع جملتها
منى : لسة مش تعرفوا حاجة عن شهد ؟
صابر بحزن : لا لسة
منى تحاول مواساته : إنشاء الله خير
صابر : يارب
في غرفة أمجد كان يقف في الشرفة عندما دخلت عليه شهد
شهد : إيه ياعم مالك لسة زعلان ؟
أمجد : لا عادي
شهد : عمري ماكنت أتخيل إنها رنا ؟
أمجد : فرحهم كلهم سوى صح ؟
شهد بحزن : أيوه
ليمأ برأسه بحزن
شهد محاولة تغير الموضوع: أخبار طنط إيه؟
أمجد : مكلمتهاش انهاردة والله ..بقولك أنا هرجع بقا
شهد : ترجع فين ؟
أمجد : القاهرة بقا معدش ليه لازمة وجودي هنا وكمان  ورايا شغل كتير هناك متعطل .
شهد : وهتسبني؟
أمجد : هكلمك على طول اطمن عليكي
شهد دون اعتراض : تمام ، قبل ما تمشي عرفني علشان صحبتي راجعة القاهره بردو ترجعوا سوى.
أمجد : ماشي
في مكتب صُهيب كان يجلس أمام الحاسوب يتابع شيئاً ما حينما دخل عليه أسر بوجهه الغاضب ومعه عُدي
أسر : رنا فين ؟
صُهيب بإستفزاز : التي بتدخل تقول السلام الأول يا أستاذ أسر
أسر وهو يحاول كتم غضبه: مفيش بينا سلام ياابن عمي واخلص وقول رنا فين ؟
صُهيب : أخلص ..اممم اعتقد دا شيء ميخصكش
أسر وهو يحاول أن يهجم عليه ولكن أوقفه عُدي..
أسر: لأخر مرة هسألك رنا فين ؟
صُهيب : وأنا إجابتي زي ماهيا دا شيء ميخصكش
أسر لعُدي : شايف أنا ساكت بس علشان خاطرك
عُدي : تعال معايا يا أسر
أسر قبل أن يذهب : ياويلك مني يا صُهيب لو كنت اذيتها أو عملتلها حاجة ..
ثم غادر مع عُدي .
صُهيب بشك لنفسه : ودا إيه إلي معصبو أوي كدا ؟
كان في غرفة مكتبة يتأمل ذلك البرواز الصغير الموضوع على المكتب بحزن وإشتياق
فتلك صورة "شهد "أخته الصغرى التي تصغره بسبع سنوات التي كانت تعيش بأمريكا لسنوات بمفردها وعندما
عادت كان في ذلك الوقت هناك بعض الخلافات بين عائلة والدهم بالصعيد وعائلة أخرى من كبار عائلات الصعيد
وتلك الخلافات اوصلتهم للمحاكم ورفع عدة قضايا من جهة الطرفين مما أدى إلي وصول بعض كبار البلد إلي اتفاق وهو
زواج أخته شهد من إبن تلك العائلة وهو من إبنتها ولكن لطالما كانت شهد متمردة لا تخضع لحكم أحد فرفضت الأمر بشدة ولكن لم يكن بيده شيء فإتجهت إلي الهرب والفرار من تلك الزيجة ومن ذلك الوقت وهو يبحث عنها هو ووالده ليلا ونهارا عسى أن يجدها ولكن لا فائدة ..
صابر لصورة بإشتياق : وحشتيني ..ياريتك ترجعي وكل حاجة هتبقى زي ماانتي عايزة بس أنتي ارجعي ..
وضع الصورة مكانها ومسح بيده تلك الدمعة التي سقطت على خده لاعنة الخلافات والظروف التي أوصلته هو وأخته الوحيدة إلي تلك الحالة.
في ذلك الوقت سمع صوت شجار يأتي من خارج مكتبه ولم تمر ثواني حتى وجد أسر وعُدي في مكتبه
صابر بفرحة لقا صديق عمره : أسر.. حمدالله على السلامه ياصحبي
أسر وهو يحتضنه : الله يسلمك يحبيبي .
صابر : إيه الدوشة إلي كانت بره دي كنتو بتزعقوا لي كدا ؟
عُدي : صحبك يااخوياا وأنت عارفو لو مقرفناش ميبقاش هو
صابر : إيه إلي حصل ؟
أسر: سيبك إنت منو وقولي أخبار الشغل ايه؟
صابر : والله ما اعرف ابدأ منين ؟ صُهيب أجا كهرب الجو من الصبح وعمل للموظفين رعب .
أسر لعُدي : شوفت علشان لما أقولك إن في حاجة تصدقني أكيد عملها حاجة ..
عُدي : إطمن أنا عارف صُهيب عمرو ماهيعملها حاجة .
صابر : تعال اقعد كدا وفهمني في إيه
اتجه أسر إلي الأريكة لكي يجلس عليها ولكنه اصتطدم في البرواز الذي به صورة شهد رغما عنه مما أدى إلى وقوعه
جلس عُدي وصابر أما أسر فأمسك البرواز بيده وأخذ ينظر له بغضب حتى احمرت عينيه
صابر : إيه يابني لسة واقف ليه تعالى أقعد
#يتبع
#گ:ولاء محمد ثابت"لولي"

جعل منى وحشاًWhere stories live. Discover now