البارت الرابع والعشرون

775 32 3
                                    

أنهى أمجد حديثه مع والدتها في حديقة القصر وعندما أدار وجهه لمح طيفها من بعيد فبدأ يقترب وهو لا يشعر بقدمه حتى وقف أمامها مباشرة وتأكد من ملامحها ..نعم إنها هي من سحرته من المرة الأولى .
كان يقف من بعيد يتأمل ملامحها بفرحة وإشتياق وكاد أن يقترب عندما سمع صوت أحد الخدم
عبده : حضرتك عاوز حاجة يابيه
أمجد بفرحة : هي إلي هنا دي مين ؟
عبده : إلي قاعدة جمب الورد
أمجد في باله : وردة جمب ورد هيييححح
تمالك أمجد نفسه : أيوه هي
عبده : الست تالا خطيبة صُهيب بيه
أمجد: ننننننننننعممممممم
نزلت الجملة على مسامع أمجد كالصاعقة : خطيبتو ..
عبده : ايوه يا بيه
لم يجيب عليه أمجد بل غادر بسرعة كبيرة إلي تلك الغرفة التي يقيم بها
أما عبده فطرق على يده : هو فيه ثم غادر
فأدارت تالا وجهها فلقد حست بأن حبيبها المجهول هنا ولكن للأسف لم تجد سوى عبده وهو يرحل
تالا بشرود : وبعدين بقى ايه لي كل شوية عمالة أحس إنو هناا ..حتى لو هنا مينفعش ..بس ياريتو هنا .
هوى أمجد بجسده على أرضية تلك الغرفة بصدمة كبيرة
أمجد بحسرة : خطيبتو ..يعنى بعد دا كلو تبقى لغيري ..لي بس يارب .. أنا محدش يستحقها غيري ..بعد الحب دا كلو تبقى مش ليا ..طب لي ..لي من الأول شفتها لي بدل مش ليا ...
صُهيب ..يعني فرحها الأسبوع الجاي كمان ..يعني يوم ما اشوفها.. اشوفها مع غيري ..
ثم أخذ يبكي كالطفل الصغير الذي تركته أمه..
كانت شهد أمام باب القصر ويبدو عليها الخوف الشديد
شهد بخوف : ما ترد بقااا
أسر بغضب يخفيه بداخله : هو مين دا ؟
شهد بفزع : عاا..حسرتني .
أسر : قولت بتكلمي مين ؟
شهد: أمجد من الصبح مبيردش على موبايله
أسر بغضب فشل في اخفاءه : ما عنه ما رد إنتي مالك إنتي بيه ؟؟
شهد : عنو مارد ازاي يعني ؟ وهو إيه إلي ما لي بيه دا ؟ أمجد دا أغلى حد عندي في حياتي فاهم يعني إيه ؟ ودي آخر مرة أسمح ليك أو لأى مخلوق على وجه الارض إنو يكلم عليه نص كلمة
قالت كلماتها في وجهه وتركته ورحلت
أما أسر فكان يفكر في كلامها هل ما قالته تصريح بحبها لذلك الأمجد
صعدت شهد إلى غرفة أمجد وطرقت الباب ولكن لم يجب
ففتحت الباب وجدته يبكي على الأرض في حالة يرثا لها
شهد بفزع : أمجد ..أمجد ..مالك ؟
شهد وهي تحركه : أمجد ، ولكن لم يستجيب
فأخرجت هاتفها واتصلت على أسر
كان أسر مازال واقفاً يفكر في حديثها واستغرب كثيراً اتصالها به ..
أسر : الوو
شهد بفزع : الحفني يا أسر
أسر بخوف : في إيه؟
شهد بدموع : تعالالي بسرعة أوضة أمجد
أسر بغضب : وإنتي بتعملي إيه في اوضتو ؟
شهد ببكاء:  مش وقتو الكلام ده يا أسر
أسر بغضب : ماشي
ذهب أسر بغضب إلي غرفة أمجد وجده جالس على الأرض بلا حركة وهي تحتضنه بيدها ..
أسر: مالو دا ؟
شهد ببكاء وهي تزيد من احتضانه : مش عارفه جيت لقيتو كدا ؟
أسر وهو يبعدها عنو : طب ابعدي عنو كدا مش وقت محبة دلوقتي
حمله أسر ووضعه على السرير وأحضرت شهد كوب ماء
بعد دقائق افتح أمجد عينه التي احمرت من كثرة البكاء بصعوبة ..
شهد بدموع : أمجد إنت كويس ؟
أمجد : ايوه
شهد: جرالك إيه إيه إلي حصل؟؟؟
أمجد : مفيش حاجه تعبت بس شوية
شهد : طب نروح لدكتور
أمجد: لاء ملوش لازمه روحي نامي انتي الوقت اتأخر
أسر وقد جاب آخره من رؤيته لخوفها عليه : سيبيه يرتاح شوية وتعالي نخرج إحنا
خرجت شهد مع أسر في صمت وهي تمسح دموعها ..
وهي تسير وجدته يسحب يدها بقوة
شهد بغضب : سيب أيدي يا بني آدم
أسر بغضب اكبر : هو إنتي لسة شوفتي حاجة ، إيه إلي جابك اوضتو يا آنسة يا محترمة ؟
شهد : كنت جاية اطمن عليه ، وبعدين إنت مالك إنت بتسأل بصفتك إيه ؟
أسر : بصفتي خطيبك وقريب أوي جوزك
شهد بسخرية : هههه إنت بتكدب الكدبة وتصدقها .
أسر : ومصدقهاش ليه ؟  مرتبطة ولا إيه؟
شهد لإستفزازه : طب متبقاش تسرح بخيالك لبعيد ثم تركته ورحلت
أسر لنفسه : بس مقالتش إنها مش مرتبطة معناها إن عندي حق ..
دخلت رغدة إلي غرفتها وهي تشعر بالفرحة بداخلها ولكن لم تطول هذه الفرحة طويلا ،فما تخفيه عنه كفيل أن يجعله يكرهها لمدى الحياة ..
في اليوم التالي استيقظت مسك وإرتدت قميص بالون الأبيض بحمالات وبنطال باللون الأحمر ومشطت شعرها ضفيرة ووضعت بعض مساحيق التجميل وخرجت من غرفتها وجدت أنس في انتظارها
مسك : إنت صحيت أمته؟
أنس: إيه لازم أخد إذنك ؟
مسك بحرج : لا استغربت بس ..
أنس: يالا علشان منتأخرش
مسك وهي تسير خلفه : ماشي
إنطلاق أنس إلي جامعتها وذهبت لكي تحضر تلك الأوراق التي اتو من أجلها ..
كان أنس يقف بجانب سيارته بإنتظارها تحت أنظار الجميع وهمس الفتيات عن جماله ووسامته ولكن لم بغيرهم إهتمام
أحضرت مسك الاوراق وكانت في طريقها إلي أنس ولكن أوقفها صوت تبغضه كثيراً
مسك :نعم
حازم : اذيك يا مسك
مسك: الحمد لله خير في حاجة
حازم : مفيش أنا بس يطمن عليكي
مسك : أها واطمنت باي بقا واتجهت لكي ترحل ولكن وجدت يده ممسكه بمعصمها
مسك : إنت اتجننت ..سيب أيدي
حازم : لا .. أنا عايز اعرف نتي مبتحبنيش ليه ؟
مسك وهي تحاول أن تحرر يدها من قبضته : كدا وبكرهك كمان سيبني بقا
ظل حازم ممسك بيدها حتى وجد قبضة أحدهم في وجهه
أنس: هيا مش قالتلك سيبني ولا البعيد أطرش
حازم بغضب : إنت مين ؟وبتدخل ليه أصلا؟
أنس: ميخصكش أنا مين ، ولو مستغني عن روحك ابقى فكر بس مجرد تفكير فيها وأنا وقتها هعرفك أنا مين ..
ثم سحب مسك من يدها خارج الجامعة تحت همس الجميع وحديثهم عليهم. .
مسك : اه سيب أيدي .. إنت بتشدني زي الحيوانات كدا لي ؟
أنس: الحيوانات عندهم عقل عنك
مسك : نعم!!
أنس: ما حضرتك مصاحبة أشكال زي دي هتتوقعي منها إيه غير كدا ؟
مسك بتبرير: إنت مش فاهم حاجه..
أنس: ومش عايز أفهم اركبي يالا علشان نروح في الأول والآخر دي حياتك إنتي ومتخصنيش في حاجة
ثم ركب سيارته دون أن يسمح لها بالرد
مسك لنفسها وهي تحاول منع دموعها من الهطول : عندو حق دا شيء ميخصهوش فعلاً
ثم ركبت بجانبه في صمت ..
استيقظت رنا وجدت نفسها نائمة على الأرض لتنكمش حول نفسها وتنظر للمرآه تجد عينيها حمراوتين من كثرة البكاء وبعد دقائق سمعت طرقات على الباب
#يتبع
#ولاء محمد ثابت"لولي"

جعل منى وحشاًحيث تعيش القصص. اكتشف الآن