البارت السادس عشر

898 38 4
                                    


أنهت رنا حديثها مع يحيي وتنهدت بأسى على نفسها وأخذت تمشي بخطوات بطيئة ومن سوء حظها أن صُهيب رأها تقف مع ذلك الشاب ولكن لم يسمع حديثهم فقط رأى ابتسامتهم ..
وهي تسير وجدت سيارة تقف بجانبها نظرت وجدته من بها
صُهيب بحزم : اركبي
ركبت رنا في صمت ولم يتحدث هو بشئ .
وقف صُهيب في مكان خالي تماماً ، شعرت رنا بالإستغراب كثيراً ونظرت لم تجد أي مخلوق في ذلك المكان ونظرت إليه وجدت ملامحه لا تبشر بالخير أبداً
رنا : إنت وقفت ليه ؟
صُهيب : مين دا ؟
رنا : قصدك على مين ؟
صُهيب وهو ينظر لها بعينين حمراوتين كالجمر : بت إنتي هتستعبطي إلي كنتو بتحبو في بعض على البوابة
رنا بإستغراب : على البوابة .. أنا ..اه إنت قصدك على يحيي؟
ما إن سمع صُهيب الإسم حتى غرز أظافره في معصمها
رنا بتأوه : آه ايدي
صُهيب : ومين يحيي دا بقا ؟؟؟
ظلت رنا تبكي بدون صوت ولم تجب
صُهيب بعصبية : ها جوبيني يبقا مين البيه ؟ حبيب القلب صح؟
لم تستطع رنا أن تجب بسبب الألم الذي يسبب بأظافره فلقد ملأ معصمها دماء ومازال ممسك بها
صُهيب : ما تردي ساكته ليه ؟
لم يجد رد أيضاً فقال بحزم : إلي فات دا كلو كوم والجاي كوم تاني وإلي حصل دا صدقيني لو اتكرر بس وشوفتك واقفة معاه أو مع غيرو هيبقى فيها موتك وموتو..
ثم قال بغضب : فاهمة
أمأت رنا برأسها بدموع
صُهيب بعصبية : مسمعتش
رنا بدموع : ح..حاضر
ألقى صُهيب بيدها بقوة مما أدى إلى اصدتمها بمقود السيارة
نظرت رنا إلي زراعها وجدته ملئ بدماء تلك الجروح التي تسبب فيها أظافره ..
صُهيب وهو يقود السيارة : إلي في دراعك دا ميجيش حاجة جمب إلي أقدر اعملوا فيكي ،فخدي بالك واهي علامة علشان كل ما تشوفيها تفتكريني
كانت رنا تسمع حديثة بتعجب منه لا تصدق من الذي يتحدث فهو على الأكيد ليس إنسان بل وحش .
وصلت السيارة إلي القصر ففتحت رنا الباب وركضت إلي غرفتها دون أن تحدث أحد .
كان أسر يبحث عن عُدي فإصتدم بشخص ما
شهد بتأوه : آه ثم نظرت وجدته هو
أسر : آسف مأخدش بالي 
شهد : هو إنت مبتخبطش في حد غيري يا أخي دراعي باظ أقسم بالله
لم يتمالك أسر نفسه وأخذ يضحك
أسر: يسلام ودا إلي هو ازاي
شهد : معرفش والله هو علشان يعني مشاء الله عليك قد الحيطة ومفيش حد قدم تمشي تخبط في خلق الله راعي الناس شوية
أسر : قد الحيطة .. أنا
شهد : لا مشاء الله عليك اقوى منه دا أنا حسية دراعي اتخلع
أسر لإعادتها: وأنا ايه ذنبي إنك أوزعة ومتشافيش
شهد بعصبية : مين دي إلي أوزعة يا حيطة إنت؟
أسر : أوزعة وشبه الصورصور
شهد : نععععه‍ععععم هي مين دي يا بابا سمعني كدا ؟؟
أسر : تصدقي أنا غلطان الي عبرتك ووقفت اعتذرك
شهد : ما انت..
قطع كلامها صوت زينب الغاضب
زينب بغضب : إنتي بتعملي إيه هنا يا شهد
شهد بثقة : كنت راحة اجيب إلي قولتيلي عليه بس الأستاذ خبطني
زينب : طب روحي يلا
رحلت شهد ونظرت زينب لإبنها بغضب : إنت ايه حكايتك مع البت دي ؟
أسر : حكاية ايه ؟
زينب : معرفش والله أسأل نفسك
أسر: خبط في البنت بالغلط بس دا إلي حصل لا حكاية ولا رواية ثم تركها وأكمل طريقه
في غرفة سيلا كانت نائمة على الفراش بتوهان لا تصدق ما حدث ..
سيلا لنفسها : معقولة طلب أيدي بجد ولا دا حلم ؟ لالا حقيقة كلهم كانوا واقفين ، طب ليه عمل كدا ؟
يارا بيحبني ،لالالا اي دا أنا هضعف ولا إيه استحالة اسامحو لازم أدمرو زي ما دمرني
ثم دخلت عليها والدتها
منه بفرح : سيلا حبيبتي إنتي نائمة ليه قومي يلا علشان نجهز الخطوبة
سيلا بإستغراب وهي تنهض : خطوبة إيه؟
منه : خطوبتك إنتي وعُدي
سيلا : هو أنا وافقت !
منه : دا على أساس إنك هترفضي ؟
سيلا : وليه لا ؟
منه بغضب : لا في عينك دا إحنا مصدقنا
سيلا : ونا مش عوزاه
منه : هتخديه غصب عنك
سيلا : هتغصبيني؟
منه : لو فضلتي كدا ايوه هغصبك وبعدين أنا قولت لعُدي وجدتك إنك موافقة ومعنديش استعداد ارجع في كلمتي إنتي فاهمة ثم غادرت
كانت سيلا واقفة تشعر بالصدمة هل وافقت أمها حقا دون أن تأخذ رأيها ؟
هل لم يكتفي ذلك العُدي بتدمير حياته السابقة لكي يعود ويدمر الباقي منها !
كانت مسك واقفة بالسرقة تختلس النظر لأني الجالس في الحديقة ،فلقد تخيلته كثيراً ولكن في الحقيقة هو احلى بكثير مما كان يوصفه لها
فمنذ سنة تقريباً كانت تحادث شاب على صفحات التواصل الاجتماعي يدعى "الجوكر ",ولم يخبرها بإسمه الحقيقي ولم يريها شكله وهي أيضاً كانت تدعى"نيمو "ولم تريه صورها أيضاً وكان الاثنين في علاقة حب ومنذ ثلاثة شهور أخبرها ذلك الشاب أنه لا يحبها واختفى ، والآن اكتشفت أنه هو "أنس "
نعم إنه هو التي تحبه !

دخلت مسك وأغلقت الشرفة وبدأت الحديث معه من على الحاسوب ولكن ك"نيمو" وليست "مسك " فلقد قررت ألا تخبره بتلك الحقيقة وترى ماذا ستفعل بها أمواج الحياة .

كان أنس على الأرجوحة في الحديقة يحدث تلك الفتاة بسعادة ،
في البداية كانت تلك الفتاة بالنسبة إليه مثلها مثل غيرها تقضية وقت وليس إلا ،ولكن عندما تركها منذ ثلاثة شهور شعر بالإشتياق إليها وإلى حديثها على الرغم من أنه لم يراها أبدا ولكن يشعر أن لها مكانة مميزة في قلبه

في اليوم التالي ذهب إسلام إلي الحديقة بلهفة وبعد دقائق سمع صوت من خلفه
رغدة بإبتسامة : هاي
إسلام بنفاذ صبر: هو إنتي ؟امال رغدة فين يا آخر صبري
رغدة : مش أنا لسة معرفتكش بنفسي
إسلام: مش عايز اعرف أنا عايزها هي
رغدة بإبتسامة وهي تمد يدها لمصافحته : أنا رغدة شريف المنشاوي
وقف إسلام كالذي صعق بالكهرباء
إسلام وهو ينظر لها برجاء  : إنتي بتهزي صح ؟
رغدة : ها لا بكلم جد أنا رغدة
أخذ إسلام ينظر لها من رأسها لأسفل قدمها ولهيئتها الغير لابقة بالمرة وثيابها الضيقة والمجسمة وتلك المساحيق التي على وجهها، هل هذه حقاً التي ظل ينتظر كل هذه السنوات ؟
هل هذه التي كان يتمنى رأيتها؟
رغدة بإستغراب: إسلام ..مالك انت مش مصدق ولا إيه ؟
لم يستطع إسلام النطق بأي حرف فقط نظر لها بخيبة أمل ورحل
ركب سيارته وذهب من القصر بأكمله .
أما هي فظلت مكانها مصدومة من ردة فعله
رغدة : هو في إيه بالظبط ؟
منال : رغدة
رغدة وهي تلتفت إليها : نعم
منال : هو إسلام خرج زعلان كدا لي ؟
رغدة : مش عارفه بس الي حصل إنو...
وقضت عليها رغدة ما حدث
منال بعد أن أدركت سبب رد فعل اسلام الغريب : تلاقيه كان مستعجل أو حاجة
رغدة بعدم إقناع : يمكن
منال : أنا كنت عايزة أكلم معاكي بخصوص لبسك
رغدة : مالو
منال : بصراحة إحنا هنا في أرياف ولبسك يعني مش مناسب المكان وكدا أظن فهمتيني
رغدة : آه تمام
في غرفة عُدي كان جالس مع أسر
عُدي بفرحة : مش مصدق انها وافقت يا أسر
أسر : دي معجرة يا بني والله ليك حق تفرح 
عُدي :بس أنا خايف افرح
أسر بإسنغراب : لي كدا ؟
عُدي : كل ما يحصل حاجة و أفرح فيها متكملش ..بالذات سيلا مش مقتنع أنها قبلت بالسهولة دي ..
أسر وهو يطمئنه : اتفائلو بالخير تجدوه ،اتفائل بس وربنا هيسرك الأمور .
عُدي بتمني  : يارب
جاء صوت طرقات الباب .
قام أسر ليفتح وجدها امامو ..
أسر : سيلا!
سيلا: عُدي فين ؟
ما إن سمع عُدي اسمها حتي لبس قناع البرود لكي يخفي خوفه .
عُدي : نعم ؟
سيلا لأسر : سيبنا لوحدنا يا أسر
أسر : طب أنا في أوضتي يا عُدي علشان لو عوزتني
ثم خرج من الغرفه أما هي فدخلت وأغلقت الباب خلفها .
#يتبع
#گ: ولاء محمد ثابت"لولي"

جعل منى وحشاًWhere stories live. Discover now