البارت الثانى

2K 68 2
                                    

فى المساء دخل أسر القصر
أسر بصوت عالى : أنا جيت يا جدعان
إسلام وهو يركض على الدرج : أسورة حبيبي
أسر وهو يلكزه فى كتفه : أسوره فى عينك
إسلام وهو يضمه : إيه يا عم بدلعك ماوحشكش  دلعى ولا إيه
أسر : لا يا عم موحشنيش
ثم ضم والده وجدته وجاءت والدته مسرعه
زينب بفرحة: حمدالله على سلامتك يا حبيبي أخيرا جيت واحشنى أوى
أسر : إنتٍ أكتر يا أمى
زينب : مش مصدقه إنٍ شفتك
أسر: خلاص بقي يا أمى أنا قدامك أهو
منال : حمدالله على سلامتك يا حبيبي
أسر : الله يسلمك يا تيتة ثم أخذ يبحث بعينيه عن معشوقته التى عشقها منذ صغره
أسر : آمال رنا فين ؟
منال: نايمة فوق ،دقتين والعشا يكون جهز أكيد جعان
أسر : جعان بس دا أنا ميت من الجوع
منال بصوت عالى: شهد ..شهد
أتت شهد وكان أسر يتحدث مع والده وإسلام
منال : خليهم يحضرو الأكل
شهد: حاضر
لمح أسر طيفها وهيا ترحل وشعر بالإستغراب من ملابسها التى لاتشبه ملابس الخدم أبدا وعزم على أن يستفسر عنها ولكن ليس الأن
بعد دقائق
منال : قومو يالا الأكل جهز

فى الإسكندرية فى غرفة سيلا
كانت تقف فى الشرفة بتوهان ..
سيلا لنفسها: أعمل إيه دلوقتى؟ اروح ولا مروحش ؟ مش دى الفرصة إلى كنت مستنياها ليه خوفت دلوقتي ؟
ظلت هكذا طوال الليل حتى قررت الذهاب فى النهاية

أما فى غرفة مسك فكانت تتحدث مع شخص ما على الهاتف
علا: يعنى ايه اختفى
مسك بحزن : الأكونت إلى كنت بكلمو عليه طلع فيك
علا: وإنتٍ متعرفيش إسمو الحقيقي
مسك : منا قيلالك معرفش أى حاجة عن إسمو أو حتى شكلو حتى هو ميعرفش اسمى الحقيقي
علا: إيه العلاقة الغريبة دى ؟طب هتعملى إيه؟
مسك بحزن : مش عارفه
فى القصر
دخل أسر غرفته وهوا بجسده على الفراش ثم سمع صوت طرقات على الباب
أسر: إدخل
لتدخل زينب
أسر بإستغراب: خير أمى فى حاجة ولا إيه؟
زينب : فى موضوع لازم نتكلم فيه
أسر : موضوع إيه؟
زينب وهيا تلوى فمها: الواد صُهيب هيجى بعد بكرة
أسر بضيق : والمطلوب ؟
زينب : لازم تتصرف جدتك شكلها هتديلو كل حاجة وتطلعوا إنتو فى الأخر من المولد
بلا حمص ..
أسر : شيلي الموضوع ده من دماغك علشان جدتى بتحبنا كلنا زى بعض وعمرها ما هتعمل كده
زينب: يا بنى يا حبيبي اسمع كلامى جدتك طول عمرها بتفضلو عليكو هيا وجدك وأكبر دليل إشمعنا إدولك إنت شغل القاهرة وهو شغل بلاد بره
أسر: أولاً جدتى وجدى طول عمرهم بيعملونا زى بعض وبعدين لو تفتكرى هما عرضوا عليا الأول الشغل بره وأنا إلى رفضت يبقي مفيش حاجه زى دى هتحصل ولو سمحتى ممكن تسبينى انام شوية
زينب بغضب : ماشي يا أسر خليك كده بارد لحد ما ياخد منك كل حاجة زى ما أحدها منك من زمان ولسة لما يجى هياخد  أكتر
قالت جملتها وغادرت مسرعة ولم تكترث لذلك المسكين التى جرحت قلبه بحديثها
ظل أسر ينظر لطيفها بشرود وحزن فهو يعلم أنه أخذ قلبها وجعلها تحبه منذ زمن ولكن لم يتوقع أن يسمع ذلك من والدته
كيف لها ذلك التى يجب أن تشعر به وبوجعه أن تقول هذا الكلام وتلتفت فى طريقها كأن شيئاً لم يكن

أشرقت شمس معلنه بدأ يوم جديد
تجمع الجميع حول مائدة الطعام وبدأوا فى تناول الطعام
ماعدا أسر فكان يبحث عنها بيعينيه فى جميع اتجاهات القصر  فهو يتشوق لرؤيتها كثيراً.
هبطت على الدرج بفستانها الأزرق  وعندما وقعت عينه عليها بدأت دقات قلبه فى الدق بسرعة كبيرة فلم يراها منذ أشهر وها هيا الأن أما عينه
رنا بإبتسامة: صباح الخير
منال (الجدة): صباح النور يا حبيبتي
رنا وهيا تنظر لأسر بإبتسامة: حمدالله على سلامتك يا أسر
أسر بفرحة : الله يسلمك يا رنوش
جلست رنا معهم وبدأ الجميع فى تناول الطعام وكان أسر ينظر إليها من حين إلى أخر.
أسر : أخبار كُليتك إيه؟
رنا : تمام..
أسر: لو حاجة واقفة معاكى قوليلي وأنا أساعدك.
رنا: إنشاء الله.
عصام: أمال إسلام فين؟
زينب : خرج من بدرى يشوف شغلوا
أمأ زوجها فى صمت ولم يجب
منال : ربنا يعينه
زينب: أه والنبي ادعيلو أصل يا حبة عينى شايل شغل البلد كلو لوحدى 
منال : بدعيلهم كلهم والله يا زينب .
أسر : عمتى منه هتيجى أمته؟
منال : إنها ردة بإذن الله
أسر: يوصلوا بالسلامة يارب.
عصام : والولاد هيجو أمته ؟
منال : بكرة ربنا يجبهم بالسلامة
عصام: يارب .
نظر أسر إليها وجد الفرحة فى عينيها شعر بداخله بحزن كبير
أسر : الحمد لله
زينب: رايح فين؟
أسر : هروح لإسلام واهو أتمشي فى البلد شوية.
زينب: تمام يا حبيبي بس متتأخرش.
خرج أسر من القصر وهو يشعر أن بداخله غصه كبيرة ألهذه الدرجة تحبه ؟
هل هذه النهاية لحبه حقا ؟ لقد حاول كثيراً لكى يجعلها تحبه ولكن لا فائدة فهيا تراه كأخيها فقط .
ظل أسر يسير في القرية شارد الذهن حتى لمح شيئا من بعيد .
كان هناك شخص يقف بعيد فى ذلك البيت المهجور البعيد عن القرية ويكاد يكون منعزل عنها ،
إقترب أسر من ذلك البيت بإستغراب ولم يعرف ذلك الشاب ووجد معه فتاة تضع حجاب تخفى بيه وجهها ولكنه عرفها من ملابسها ،نعم فهي تلك الخادمة التى رأها بالأمس .
اختبأ خلف الجدار يحاول سماعهم ولكن لم يستطع ولكن رأس ذلك الشاب يعطيها حقيبة سفر وغادر
خرجت شهد من ذلك البيت وهيا إدارة وجهها بذالك الحجاب وأخذت تنظر يميناً ويساراً وأسرعت فى خطواتها حتى وصلت إلى القصر .
ألقت الحجاب ووضعت تلك الحقيبة على السرير وخرجت كى لا يلاحظ أحد غيابها .
أما أسر فلحقها طوال الطريق وشعر بالاستغراب من تلك الفتاة .
أسر لنفسه : البت دى إيه حكايتها بالضبط ومين إلى كانت بتقابلو ده ؟
قطع تفكيره صوت والدته : أسر ؟
أسر : نعم يا ماما
زينب بإستغراب : مش إنتَ قولت رايح لإسلام مروحتش ليه؟
أسر بكذب : عادى قولت أقعد مع نفسي شوية .. أنا عايز اسألك على حاجة كده
زينب : إسأل يا حبيبي ،حاجة إيه؟
أسر : فى خدامة هنا شكلها غريب كده مش زى الخدم ولا بنات البلد !
زينب بتذكر : شكلها غريب ..أه ميكونش قصدك على مقصوفة الرقبة شهد !
أسر بتركيز : شهد مين ؟
زينب: البت إلى بتلبس بناطيل ومش محجبة .
أسر: أيوه هيا دى ،تبقى مين بقي ؟
زينب وهيا تلوى فمها: الزفتة شهد ..جات من حوالى شهرين تشتغل عندنا ومبترداش تلبس زينا.
أسر : متعرفيش حاجة تانية عنها.
زينب: ولا أى حاجة أنا أصلا مكنتش موافقة تشتغل عندنا بس إنت عارف جدك كان قلبو طيب  هو إلى رضا.
أسر : اهات
زينب : قولى بقي بتسأل عنها ليه ؟
أسر وهو يمثل إنشغاله بهاتفه: كنت استغربت من طريقة لبسها بس .
فى الإسكندرية :
كانت منه تقف أمام السيارة الخاصة بها تنظر لساعتها بغضب .
منه لمسك : شايفه الهانم موقفانا كل ده ازاى ؟
مسك : إهدى يا ماما دلوقتي هتيجى .
كادت أن تكمل حديثها ولكن وجدتها أمامها
مسك بصدمة : أهى إجت أهى .
منه وكادت أن تلتفت ولكن يد مسك منعتها : إستنى مش تبصي .
منه بإستغراب: ليه ..مفاجأة؟
مسك بتوتر وهي تنظر لسيلا وهي تقترب منهم: أه
منه بفرحة : نضفت وبقت بتلبس زى البنأدمين؟
مسك : حاجة زى كده بس بطرقيتها هيا
سيلا : مالك يا ماما واقفة كدا ليه؟
منه وهيا تلتفت لها بفرحة : بنتى حبيبتى أخيرااا....!
قطعت كلامها عندما نظرت إلى ما ترتديه .
ظلت صامته بعض الوقت .
سيلا : ماما ..مالك ؟
مسك : أعتقد إتجلطت لما شافتك .
سيلا وهيا تضع يدها على كتف أمها: ماما
منه بعصبية: ماما إنتٍ خليتي فيها ماما إيه إلى انتٍ لبساه ده ؟ إنتٍ عايزة تجلطيني صح؟
ثم تضع يدها على قلبها : أه لا بجد أنا هموت ،منك لله يا شيخة هتفرحي مرات خالك فيا
سيلا ببرود : ليه يعنى ؟
منه بعصبية : ايه إلى انتٍ لابساه ده إنتٍ بصيتى لنفسك فى المراية؟
فكانت ترتدى بنطال من الجينز وشميز وكاب تدارى به شعرها ومعظم وجهها بالون الكُحلي وحذاء بالون الأبيض ،أما مسك فكانت ترتدى فستان بالون الفيروزى وتربط شعرها كعكة .
سيلا بلا مبالاة: أه بصيت وعجبنى نفسي وأقولك هتقولى إيه تانى علشان متتعبيش نفسك ، هتقوليلي إنتٍ باردة يا بت إنتٍ واعية بتعلمي إيه ؟ إنتٍ مش شايفة أختك ؟ يافرحتك يا زينب فيا ، أنا مش عارفه أنا خايبة فيكو ليه ؟
حافظة أنا صح ؟
مسك بضحك : لاء نسيتى قطيعة خلفت البنات وإلى عايزنها
سيلا : تصدقى فعلا مرة تانية بقي
منه : بغضب : تصدقوا إنتو الإتنين زى بعض ، ثم نظرت لسيلا بغضب يالا غيرى الهدوم دى
سيلا: وهيا تركب السيارة :لا مش مغيرة حاجة ومن الأخر كدا أنا مش عايزة أروح فلو مش عاجبك هدومى يبقي مروحش أحسن .
منه بقلة حيلة : ماشي يا سيلا
تولت سيلا القيادة ومنه بجانبها ومسك بالخلف ،وإنطلقوا حيث وجهتهم.
كانت رنا جالسة تنظر لصورة شخص ما ؟
جلست تنظر لتلك الصورة وهيا تبكى فمن كان يراهم منذ سنوات لا يصدق أنه سيكونون هكذا ،فأصبحوا لا يعلمون أى شئ عن بعضهم حتى هيا  لا تعتقد أنه مازال يتذكرها ؟
نعم كيف يتذكرها وهو حتى لا يحادثهم وعندما يحادث جدته على الهاتف لا يسأل عنها حتى أنها لم تكن تعرف شكله الأن سوى من السوشيال ميديا !
فهي تخاف حقا من أن يكون لا يتذكرها.
كيف ذلك ؟ كيف لحبيب الروح أن يكون بهذا البعد ؟ كيف يرحل ويترك من يعشقه دون أسباب؟ كيف يستطيع أن يعيش  ولا يبالى بالقلب الذى يحترق على فراقه ؟
أخذت تتفحص الصور الخاصة به ثم أغلقت الهاتف وكفكفت دموعها بكفها الصغير ثم توضأت  وأخذت تناجى ربها أن تكون مخاوفها مجرد خيال .
گ/ولاء _محمد _ثابت
#جعل_منى_وحشاً

جعل منى وحشاًDonde viven las historias. Descúbrelo ahora