الحلقه الثانيه والعشرون

Start from the beginning
                                    

مريم حست براحه نفسيه وكأن جبل وانزاح من علي قلبها لما خلصت من سمير وعماد مره واحده واهم من ده كله اتطمنت علي يوسف ، لكن لسه في خوف جواها خوف مش قادر يبعد عنها..
لقت ايد بتمسك ايديها، غمضت عينيها ومسكت في الايد دي وتبتت بخوف وبصتله..
يوسف بصلها بحنان: مالك؟ انتي مش مبسوطه من اللي حصل.. ؟
مريم هزت راسها بتوهان وسابته وراحت البلكونه اللي في الأوضه يوسف سابها تاخد نفسها وترتب أفكارها وبعد كده يتكلموا..
يوسف حس أنه تعب ورجع تاني علي السرير..
محمود راح جنبه وبصله من تحت لتحت وهو بيكتم ضحكته..
يوسف: مالك في ايه؟
محمود: مش متخيل اللي حصل ده.. أتأخر أوي بس اخيرا حصل
يوسف اتنهد: لسه يا محمود، لسه شويه كمان
محمود: لسه ايه تاني؟ مستني ايه يا يوسف؟ لما تضيع من ايديك؟
يوسف: لأ مش هتضيع.. مش هسمحلها تضيع يا محمود

سمعوا صوت حد بيعيط وبيشهق بالراحه ودي كانت رقيه اللي متابعه اللي حصل من أول ما عماد دخل لحد الكلام اللي بيقوله يوسف دلوقت..
واقفه قدامهم وبتبص ليوسف بوجع..
مش عارف يعملها ايه؟ هو مفهمها من الاول، مش قادر يستوعب هو مطلوب منه ايه دلوقت؟ مش بيحبها ولا عمره حبها ولا قرب منها ليه الحقيقه دي صعبه عليها للدرجه دي انها تفهمها..؟
يوسف: رقيه..
رقيه سابته وخرجت وهي بتمسح دموعها وبتفكر في حاجه لازم تعملها..
الدكتور دخل عشان يفحص يوسف ويغير علي مكان العمليه ومحمود خرج وسابه..
الدكتور: انت بقيت كويس وبكره اكتب لك علي خروج
يوسف: طالما بقيت كويس ما تخليها النهارده
الدكتور: مينفعش لازم نطمن اكتر عشان لو حصل مضاعفات
الدكتور اصر علي رأيه وخرج ويوسف مقاوحش كتير لأنه لسه برضه حاسس بوجع، وجع مش ظاهر اوي او يمكن الفرحه اللي في قلب يوسف مغطيه علي الوجع ده
كل ما يفتكر أنه فتح عينيه علي كلام مريم وهي بتقوله لعماد، كل ما يفتكر كل كلمه وكل حرف طلع منها ليه بيحس انه ملك الدنيا كلها، وهي الدنيا ايه بالنسبه له غير مريم
ولتاني مره بيسأل نفسه يا تري فعلا السبب اللي خلاه يبعد عن مريم كان قوي للدرجه دي؟
قام من علي السرير وخرج البلكونه لقاها واقفه وسرحانه والهوا بيطير شعرها
فضل يتأملها بحب وهيام، طفلته اللي اسرت قلبه وهي في عمر ال ١٧
اول برائه تدخل حياته، اول كلمه بحبك كانت من نصيبه، اول حضن، اول لمسه أمان، اول فرحه
الوحيده اللي عمرها ما تعبته، الوحيده اللي قلبها ريحه، اكتر حد في الدنيا بيفرح قلبه، واكتر حد بيخاف عليه
مريم دنيته كلها، دنيته اللي اتمني يعيشها في حضنها البرئ وجنب ضحكتها المليانه حب ليه هو بس..
فضل واقف يبص لها وهو بيسأل نفسه هي بجد قدامه وقلبها لسه بينبض بحبه؟ هي كانت في حضنه من شويه؟ ولا ده حلم من أحلامه اللي كان عايش فيها طول الخمس سنين؟
هيحصل ايه لو قرب تاني وأتأكد بنفسه؟
مريم كانت حست بيه وفاقت من شرودها ولفت وراها لقيته واقف وبيبص لها
عينيهم اتقابلت بحب وشوق وأهم من كل ده بأحتياج شديد
مريم قربت ووقفت قدامه وعينيهم متعلقه ببعض، يوسف حط ايده علي خدها وشدها ليه
مريم غمضت عينيها وقلبها مش راحمها وقربت منه، قلبها مشتاقله من سنين وعقلها ملغي تماما ومش عايز يفكر في اي حاجه غير حب يوسف..
يوسف قربها ليه اكتر وحط راسها علي صدره وحاوطها بدراعه السليم باسها من راسها بحب وخد نفس كبير، بيطمن قلبه بيه وبيقوله ارتاح
مريم استسلمت لصوت قلبها المشتاق ليوسف، لأول مره بعد عذاب تحس بالراحه دي، لأول مره دوامه تفكيرها تهدي وتلاقي شط لمحيط أفكارها، في قوتها وفي ضعفها بتلاقي عند يوسف المرسي والجواب
فضلوا في حضن بعض مش محتاجين غير انهم يهدوا قلوبهم ويطمنوهم بأنهم مع بعض وكل شئ بعد كده ليه حل..
محسبوهاش ولا عايزين يحسبوها، عايزين بس يعيشوا اللحظه دي اللي زي ما تكون بيسرقوها من الزمن وكأنها مش من حقهم
لحظه معملوش حساب اللي ممكن يحصل بعدها..
لحظه مفيهاش غير يوسف ومريم وصوت الحب وبس..
وبعد اكتر من ربع ساعه مريم فاقت وبصت ليوسف اللي فضل باصصلها وبيضحك وفجأه افتكر كلامها لعماد وضحك: لكن ايه الجبروت اللي كنتي فيه ده؟ في واحده تعمل كده وتقول لخطيبها الكلام ده كله عن واحد تاني؟
مريم غصب عنها ضحكت: مش اول مره اعملها! عملتها مره من بدايه حبنا، لو تفتكر حسين انا برضه قولتله قد ايه انا بحبك وان هو ولا حاجه، واي حد بالنسبه لي غير يوسف ولا حاجه..
يوسف ابتسم: بحبك يا مريم
مريم بصت للأرض وأتنهدت: ايه اللي هيحصل دلوقت يا يوسف؟
يوسف: انتي عاوزه ايه اللي يحصل؟
مريم بعدت بعينيها عنه ويوسف مسكها من دقنها بحنان ورجعها تاني ليه: بتهربي ليه؟
مريم: عشان خايفه!
يوسف: من ايه؟
مريم: من الحقيقه.. الحقيقه اللي خلتك تبعد عني واللي متأكده انها هتكون حاجه كبيره يمكن مقدرش اتحملها..
يوسف اتنهد بحزن: هحكيلك بس مش دلوقت.. بس اللي عايزك تتأكدي منه اني لا عمري حبيت غيرك ولا قلبي دق لغيرك ولا كنت بتمني حاجه في الدنيا غيرك؟
مريم بأصرار وحزن: لييييه يا يوسف؟ وايه اللي خلاك تبعدني؟
قلتلي مش هيفرقنا غير الموت، بس انت فارق وسبتني انا اموت..
يوسف: لو كنت بتموتي مره انا كنت بموت ألف وانا بعيد عنك..
مريم: انا عايزه اعرف حصل ايه يا يوسف؟ لأني خايفه من اللي هسمعه.. خايفه متكونش حاجه مقنعه كفايه بالنسبه لي اللي تخليني اغفرلك وأسامحك حتي لو قلبي مسامحك ومحبش غيرك
يوسف: ويهون عليكي قلبي تعيشيه سنين في عذاب تاني؟
مريم: ما قلبي هان عليك.. انت عارف انا عشت ازاي وانت بعيد عني؟ احسن لك متعرفش يا يوسف
يوسف ضمها لقلبه تاني، قلبه اللي خاف لتبعد عنه مره تانيه: هحكيلك وتحكيلي بس في حاجه لازم احلها الأول ومحتاجك جنبي يا مريم
مريم فضلت ساكته في حضنه
يوسف رفع وشها ليه وبص لعنيها: هتفضلي جنبي؟
مريم هزت راسها بأه ولفت ايديها حوليه وحضنته جامد وهي فعلا عايزه تنسي اي حاجه وتستمتع بس بأنها في حضن يوسف اللي اتحرمت منه سنين واخيرا بقت معاه زي الغريب اللي رجع في حضن وطنه..

أخر أيام الحب Where stories live. Discover now