عقربٌ وأفعى وآيتون

Start from the beginning
                                    

وهذا هو السبب الأساسي في كوني لا أستطيع الضغط على الزناد حتى الآن.

أحد الأشخاص الذين أطلقت عليهم هي والدتك رين. كانت حاملاً بشهرها السابع حينها وقد قمت بضغطٍ منهم بإطلاق النار على بطنها لأتسبب بمقتل شقيقتك التي لم ترَ نور الشمس بعد.

ولكنّ والدك لم يرضخ لتهديدهم. وبقي متمسكاً بموقفه ضدهم وبقيت حربه معهم مستمرة.

لذا طلبوا مني استدراجك أنتَ ورايان في تلك الغابة ومساعدتهم في القبض عليكما.

وبالفعل هذا ما كنتُ على وشكِ فعله ولكن لم أستطع. وجدتُ نفسي أساعدك بدلاً عن ذلك.

غضبت العصابة مني بشدة بسبب ذلك وقاموا باختطاف آرثر وآلويس وأرغموني على اختيار أحدهما ليموت عقاباً لي.

اخترت آرثر بعد بكاءٍ مرير. لأنني كنت طفلة ولأنني كنت أحبُّ آلويس أكثر.

ولكن ولأنهم حثالة أرغموني على قتل آلويس بإطلاق النار عليه. كان هذا أقسى ما حدث معي في حياتي كلها. شعرت بدمارٍ تام فقد فقدت أغلى ما أملك.

أولاً والدتي والآن آلويس. كلاهما ماتا بسببي ولأجلي.

آرثر يكرهني ويحقد عليّ بشدة منذ ذلك الوقت. ربما لأنني اخترته ليموت وربما لأنني قتلت آلويس وربما لأنني دمرت حياتهم منذ لحظة دخولي إليها ولكنه محقٌّ في كرهي في جميع الحالات.

لو أنني لم أنقذك في تلك الغابة ما كان آلويس ليموت وربما لكنت نجوتَ أنتَ أيضاً. إنّه خطئي في النهاية.

أطلقت العصابة سراحي بعد أن نجحت بزرع حقدٍ خالصٍ تجاه العالم بأكمله في أعماق قلبي.

هذا هو ملخص طفولتي أو بالأحرى ملخص جرائمي. أردت إخبارك بكلّ شيءٍ بنفسي لأنني لا أعلم ما الذي أخبرك به لويس ولا أريدك أن تسمع الحقيقة من مصدرٍ آخر.

لم يعد لديّ أي أوراقٍ مخفية وسأتقبل قرارك أيّاً كان. سواء أردت أن نستمر رغم كلّ شيء أو أن ننفصل في هذه اللحظة.

تحولت نظرات رين الهادئة إلى حادة في اللحظة التي أنهيت فيها كلامي. نطق بحدةٍ شديدة:
-أعيدي آخر جملةٍ قلتها سيلين.

رمقته باستغرابٍ وأنا أفكر فيما يقصده ونطقت:
-سأتقبل قرارك سواء أردت أن نستمر أو ننف....

تجمد لساني وتبعثرت حروف كلماته حينما أدركت ما يقصده.

لقد حذرني مرتين سابقاً وهذه هي مرتي الثالثة. لا أظن أنه سيمررها أيضاً.

لم يضف أيّ كلمةٍ إضافية بل اكتفى برمقي بنظرةٍ مفادها لا تتحدثي معي أبداً وغادر المنزل غاضباً.

حسناً بربكم أليس الأمر يدعو للجنون؟؟ من بين جميع الآثام التي اقترفتها في حياتي هو فقط غضب عندما نطقت بكلمة ننفصل. أنا حقاً لم أقصد. أردت منحه حرية الاختيار فحسب.

لحن الكاميليا || Camellia MelodyWhere stories live. Discover now