أغمضت عينيها.. ترى نفسها بمكتب استقبال شركته.. تلمح تلك الأوراق المُعلقة على دولاب ملابسها.. تسجيلاته المرئية مع النساء.. تورط "ليوناردو بينسوليو" في صفقات سلاح ومخدرات.. غريب هذا الأسم.. أهو ايطالي الأصل؟ 

صوت "هبة".. قريب للغاية، تستمع لها وهي تخبرها بأن تبتعد عن طريقه.. ولكنني سأساعده.. سأستطيع النجاح مع مريض سيكوباتي بدرجة خطرة.. "غادة" .. المرأة التي حطمته واستمر في تدميرها لأعوام بمنتهى الذل والخيانة.. 

أبكي.. أبكي وتتساقط دموعي بصحبة تلك المياة الساخنة.. ولكن ملمس الدموع الجحيمية أقسى.. كلما لمس بشرة وجهي التي نجت من لهيب انتقامه من زوجته الخائنة أشعر بالإحتراق.. الآلم لا يتوقف.. لا يريد أن يبتعد عني! 

أبكي بالمزيد.. اشعر بدفعاته وهو ينتهكني مرة بعد تسعة أيام من زواج كانت كل العلامات تشير إلي فشله.. ومرة بآخر يومٍ قُدر لهذا الزواج أن ينتهي به.. النيران، تلك السكين التي مرت على كامل جسدها من الخلف.. صوته.. لا يزال يتردد في أُذذني.. لست أنتِ من تخون، ولكنك إمرأة خائنة.. 

انتحب بالمزيد لأتذكر الطفل، فاقد أُمه، المُغتَصب الذي نهش المجتمع به، أقع في حُبه وأقسم على مساعدته، أشعر بالشفقة عليه.. وأشعر بالشفقة على حالي.. 

يتعالى نحيبي ويتحول إلي صُراخ آليم، حنجرتي تأذت وتستغيث أن أتوقف عما أفعله، ولكن ما ذنب يداي التي تشعر بتجاعيد تلك الحروق أسفل شعري الأشقر الذي لا أُميزه؟ ما ذنب أنني عشقت.. عشقت فحسب.. أردت أن اغيره بعشقي.. وفعل.. فعل ذلك ولكن بعد أن ذهب بكل ذرة عشق بداخل قلبي لأصبح شبح إنسان.. إنسان خائف.. يرتجف بداخله وهو يعلم الذي بداخلي ولا يعلمه أحد غيري.. 

كلما سمعته يبكي طوال عام كنت أشعر باللذة.. كلما شعرت بقهره كان يسري بعروقي التشفي والشماتة.. أمّا عندما لاحظت قدمه التي فشلت في حمله وكأنما تبدلت حروقي وأوجاعي بجبال من جليد لم يسطع عليها شعاع شمس واحد منذ خلقها.. رؤيته ذليلًا مُنكسرًا لا يعرف كيف يحمل ابنته بين يديه جعلتني أريد الصراخ.. انظروا إلي هذا الطفل الخائب ذو الساق الواحدة، حليق الرأس، الحزين على كل ما ارتكب.. لا يستطيع حمل طفلة! لا يعرف كيف يحيطها بين ذراعيه! أردت أن اجعلك مُزحة أمام الجميع.. 

يزداد صراخي ودموعي الحارقة تنهش بروحي، لست أنا تلك المرأة، لست أنا من أؤذي غيري بداخلي، لقد ضاعفت مرضي أيها اللعين.. أحولتني لأن أُفكر بكل هذا الشر؟ أريد أن انسى وأسامح وأكف عن عذابي لنفسي.. أليس هناك نهاية لكل ذلك الآلم؟ لماذا حولتني لأُفكر بك بهذه الطريقة حتى اصبحت إمرأة يسري شياطين الشر بداخلها ليتعالى صراخهم المفزع بأن أُفكر بك بهذه الدرجة من البشاعة؟

أشعر بتأذي حلقي.. لقد حُرق مثلما حُرقت روحي وأنا احاول الصمود بين أن لهيب إنهاء أمرك.. كان لي أن أتركك للقانون كي يُحاسبك كالذليل.. كنت أمنع نفسي كل يوم وكل لحظة وأنا بجانب تلك الغرفة وأنت حبيس بها أن أذهب واخبر الجميع هذا هو الحقير الذي تبحثوا عنه.. أقسم لك أنني أوشكت على فعلها ملايين المرات بكل ثانية مرت علي وأنت تبكي كالمقهور.. ولكنني تماسكت.. لأجد نفسي بين اختياري اللعين بأنك والد ابنتي..

دجى الليل الجزء الثالث - شهابٌ قاتم كاملةNơi câu chuyện tồn tại. Hãy khám phá bây giờ