32 : ألم مسبق

3.3K 280 426
                                    

رح اكتب شوي من ذكرى وفاة تاتا و ألم تأثير الموت
يارب دموعي ما يوصلو الارض

~~~~

ابعدت نور الهاتف عن أذنها و نظرت إلى الهاتف مرة اخرى ، و قالت :

- صوتك مشوش يا خالتي !

ثم عدلت جلستها على الفراش ، بينما والدها في الشرفة يستمع إلى المكالمة و يمسح دمعاته ، ارسل رأفت رسالة إلى ريم :

" طالبيهم بتأجيل موعد الدفن ساعتين على الأقل لقد حجزت التذاكر و سنكون عندكم خلال ساعات "

ثم نهض والدها و نظر نحو نور التي كانت تغلق الهاتف و تعاود الإتصال على خالتها قائلة :

- خالتي تتصل بي منذ صباح و تبكي ! هل حدث شيء ما ؟ هل زوج خالتي في المستشفى ؟

بلل رأفت شفتيه و قال :

- نور ابنتي ، اغسلي وجهك و تعالي سأتكلم معك بشيء ما .

تجاهلته قائلة :

- لحظة ، إنها تتصل .

أجابت بسرعة و قالت :

- خالتي إن لم يكن الصوت واضح سأتصل على حلا ، لحظة سأتصل على حلا ...

- توقفي يا ابنتي ... لا تستطيعين ..

- ماذا هناك ؟

- حلا فارقت الحياة يا نور .

انتفضت نور عن سرير بسرعة ثم نظرت نحو والدها ، حاولت التكلم و لكن شعرت و كأن هناك عقدة حول عنقها تمنعها عن التحدث ، بدأت خالتها بالبكاء و تطلب منها الحديث ، أجابت نور بصوت مبحوح :

- حسناً .

ثم أغلقت الهاتف و نظرت نحو والدها و قالت و هي تهز رأسها نافية ثم قالت بصوت شبه معدوم :

- ماتت ؟

حاول والدها تمالك نفسه و قال :

- هيا سنذهب إلى هناك ، يجب اللحاق لكي نودعها .

نهضت ترتدي ملابسها بغضب و هي تضرب كل شيء تراه أمامها و تصرخ بحزن :

- كيف ماتت ؟ إنها أكبر مني بعام فقط ! إنها صغيرة ! البارحة اتصلت بي ... البارحة كانت هنا !

تقدم والدها منها يحاول تهدأتها قائلاً :

- ابنتي تمالكي نفسك أرجوكِ .

هدأ جسدها ثم فتحت خزانة الملابس قالت بصوت شبه باكي :

- هل سأبحث عن ملابس سوداء الآن ؟

تنهدت نور و ارتدت تلك الثياب بروح ميتة ، ثم نظرت إلى والدها و قالت :

- أريد رؤيتها ...

- هيا يا ابنتي ...

طوال الطريق كان بجانبها علبة المناديل تبكي و تستخدم منديل تلو الآخر ، كان والدها رأسه يؤلمه ، إنه يكتم حزنه ، نظر والدها نحوها و قال :

المتملك و القوية ( جزء خاص )Where stories live. Discover now