26 : بداية إنهيار نور

3K 346 486
                                    

أغلقت باب الغرفة بعد خروج والدها ، اتصلت على حلا بسرعة و يديها ترتجفان ، اجابت حلا بسرعة :

- نور اعتذر لم أجب سابقاُ ماذا حصل ؟

حاولت نور التحدث و لكن لم تستطع و كأن هناك يد تخنقها ، كانت ترتجف و الرؤية مشوشة لأنها لا تستطيع الرؤية من دموعها المتجمعة في عينيها ، قالت و هناك خنقة في حلقها :

- مات .

اغمضت حلا عيونها تمنع الدموع و وضعت يدها على قلبها ، كان إرتجاف نور واضح في صوتها ثم لم تستطع إكمال الكلام و علت شهقاتها على الهاتف .. توقفت حلا عن العمل و قالت بحنية :

- إهدأي يا نور و قولي لي من ؟ لا اريد أن ألفت نظر أمي فتخاف .. من الذي ؟

كانت حلا تستمع إلى شهقات نور التي تحاول كتمها ، قالت حلا بحزن :

- أمير ؟

عند اشتداد صوت بكائها قالت :

- ثواني و سأكون في المنزل .. ها أنا قادمة .

مسحت حلا دموعها التي إنهمرت من تلك الذكرى ، حين إتصلوا عليها و قالوا " عمار مات "

~~~

تقدمت حلا و انتظرت خروج رأفت من المنزل ثم دخلت بسرعة و نظرت نحو جميلة قائلة :

- خالتي ، من أخبركم عن أمير ؟ كيف تخبرون نور هكذا ! المرء يمهد قليلاً !

- لا أعرف ، أنا لا أقول كلاماً فوق كلام رأفت .

قالت حلا بغضب :

- سأشتم الذكورية التي لديكم ! ماذا يعني هل لأن زوجك ذكر يصبح لديه الحق في معرفة الصحيح و الخاطئ ! مع احترامي لكِ و لكن هناك ناس تموت من الصدمة ، كيف يدخل و يقول لها مات بكل بساطة و يعود إلى عمله و أنتِ هنا تعدين الطعام و كأنه إنسان عادي !

- حلا لا تتكلمي عبثاً .

- لا تقلقي لم نأكل رأفت خاصتك ، أنا أعرف بمرض أمير و لكنني لا زلت أمهد لها الموضوع و نور ليست جاهزة بعد لسماع خبر مرضه فما بالك بموته ! لا تنسي عندما مات عمار ماذا حصل لي و لها .

ثم توجهت حلا متجاهلة الحديث مع خالتها إلى غرفة نور ، تقدمت تعانقها مطولاً قائلة :

- إهدأي يا حلوتي .

عانقتها نور تبكي بصمت ، مضى ذلك اليوم الحزين ، بقيت حلا داخل غرفة نور تنظر نحو السقف بينما هي مستلقية على فراشها المفروش على الأرض ، نهضت بقلق تنظر و تتفقد نور التي كانت نائمة بحزن و هناك دمعة عالقة في عيونها .

تنهدت حلا بحزن ثم عادت إلى النوم ، استيقظت نور عند الساعة الخامسة صباحاً اخذت هاتفها و خرجت تركض نحو الساحل ، تحاول التخلص من حزنها ، الجلوس لوحدها ترتاح ، و تتطلق العنان إلى طاقتها المكبوتة ، وجدت نور سيارة تلحق بها ، توقفت نور أمام أحد المتاجر التي واجهتها زجاجية و التقطت صورة سريعة ، ثم أكملت ركضها و بدأت تقرأ رقم السيارة من خلال الصورة التي قامت بإلتقاطها و قالت :

المتملك و القوية ( جزء خاص )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن