(هات و خد) By : Noonaza...

By NehalAbdElWahed

125K 7.8K 1K

عبر المصادفة تعرفت عليه وطلبت منه المساعدة، فتفاجأت أن للمساعدة مقابل بل مزيد من العطاء... 👈الفائزة بأسوة 20... More

مقدمة ⚽
(2)
(3)
(4)
(5)
(6)
(7)
(8)
(9)
(10)
(11)
(12)
(13)
(14)
(15)
(16)
(17)
(18)
(19)
(20)
(21)
(22)
(23)
(24)
(25)
(26)
(27)
(28)
(29)
(30)
(31)
(32)
(33)
(34)
(35)
(36)
(37)
(38)
(39)
(40)
(41)
(42)
(43)
(44)
(45)
(46)
(47)
(48)
(49)
الأخير
أسوة💃

(1)

7.6K 255 38
By NehalAbdElWahed

بقلم نهال عبد الواحد

هات وخذ مصطلح كروي بحت، لكنه ليس فقط طبيعة لاعبي لعبة الجماعية، إنما يجب أن تكون طبيعة حياة...

- الأجواء حماسية لا نهاية لها، والترقب والهدوء يسودان الموقف، لكن الأجواء بدأت بالاشتعال... وها هو يدحرج الكرة ويركلها لأقصى اليمين! ثم يركلها له مجددًا؛ تبدو اللعبة هات وخذ، هات وخذ.

هكذا يصدع صوت المعلّق الرياضي لإحدى مبارايات كرة القدم، يصيح جواره شاب ثلاثيني قمحي البشرة يجلس القرفصاء فوق الأريكة، لا بل هو غير ثابت ويبدو عليه التوتر والانفعال بأجواء المبارة؛ فتارة يقف وتارة يجلس أرضًا، حينًا يصعد فوق يد الأريكة، وهاهو الآن بدأ يقضم أظافره من التوتر!

صاح بقوة: ما تشوط بأه!

فتمر من أمامه امرأة خمسينية ترتدي جلبابًا منزليًا زيتوني اللون معتدلة القوام تعقص شعرها الأسود للخلف، تطل الطيبة من ملامحها، لكنها تضرب كفًا بكف قائلة: يا بني بالراحة بهدلت الأنتريه، ما كانش ماتش ده!

- مش حكّمتي رأيك ما انزلش أشوف الماتش مع أصحابي عشان حتة دور برد! إستحمليني بأه!

- لا يا عمرو ما كانش دور برد، دي سخونية وبطنطيطك ده السخونية هتردلك تاني!

- طيب طيب، الماتش يخلص بس وأشوف موضوع السخونية ده بعدين! خشي إقعدي مع بنتك جوة...

ثم صاح فجأة: يا أخي ما تشوط بأه زهقتونا! الملعب فاضي أدامك ياخربيت كده!

- وركلة طويلة أمام المرمى، واصطدمت الكرة بشباكه، ووووووووووووو وهدف عالمي! جول! وتحقق هدف الفوز، وها هو يطلق الحكم صافرته يعلن إنهاء المبارة...

هكذا صدع صوت المعلّق بينما وقف عمرو مصفقًا، متمايلًا على ملامحه سعادة الفوز وهاهو بدأ هاتفه الجوال بالرنين...

أما الأم فقد دخلت إلى حجرة أخرى بعد أن طرقت الباب وجاء صوت أنثوي رقيق من الداخل سامحًا بالدخول: إدخل.

كانت الحجرة صغيرة نوعًا ما، تختٌ صغير لفرد واحد جواره مكتب تجلس عليه فتاة عشرينية جامعةً شعرها البني على هيئة ذيل حصان، مرتدية منامة منزلية نصف كم من اللون الوردي، هذا اللون الواضح ميلها إليه في تفاصيل حجرتها بدايةً من غطاء فراشها، بعض الأدوات المكتبية التي تستخدمها بالإضافة لملصقات على الحائط تحمل صورة للشخصية الكرتونية (هالوكيتي) ثم خزانة ملابس على الجدار المقابل لها يفصلها ممر صغير، حيث كانت الفتاة جالسة على حافة الفراش وتكتب.

- بتذاكري ولا إيه!
تساءلت الأم وهي تأخذ كوب فارغ من أمامها، لتجيب عليها وهي تعبث بطرف القلم في خصلات شعرها المتمردة على جبهتها: لا يا ماما، ده أنا بعمل برنامج العام الدراسي، حاجة للشغل.

فتنهدت الأم ثم قالت: نفسي أحس إني مخلفة بنت!

- يا حبيبتي ما أنا بغسل المواعيين كل يوم، وبروق أوضتي كمان!

- لا كتر خيرك، تعالي شوفي أخوكِ عامل الأنتريه زريبة برة عشان الماتش بتاعه، بيعاقبني عشان خايفة عليه وما خلتهوش ينزل يشوف الماتش مع صحابه!

فضحكت الفتاة فأشرق وجهها وهي ترفع عينيها العسليتين حولهما أهدابها الطويلة من جمال عينيها ثم قالت: يا هدهود كنتِ سبيبه ينزل ولما يتعب هيجي من نفسه.

فوضعت الكوب مرة أخرى على سطح المكتب وجلست جوارها قائلة: أنا مش عارفة جيل اليومين دول اللي مفيش إحساس ولا تقدير! مش عارفة ده إزاي هيفتح بيت بعد كام شهر! اللي يشوفه يحسبه راجل عاقل ما يعرفش الخيبة التقيلة وعقله الفسفس.

- ليه بس يا ماما؟ بصراحة عمرو راجل ومجتهد ومش مستهتر وحضرتك عارفة ده كويس، هو بس أدام ماتشات  الكورة بيتحول...
ثم ضحكت...

- وسيادتك إيه يا ست كارما!

- أنا مالي أنا كمان! أنا قاعدة ف حالي وبشتغل ف أوضتي.

- نفسي ف يوم ألاقيكِ شايلة شغل البيت كله من غسيل لطبيخ لتنضيف لكله، أحس إني خلفت بنت بجد، هتفتحي بيت إزاي بس؟!

فضحكت كارما مجددًا قائلة: ليكِ عليّ يا هدهود أول ما اتخطب هدخل المطبخ وأعمل كل اللي نفسك فيه.

فتهللت أسارير الأم هدى وأردفت: يبقى وافقتِ عل عريس اللي أبوكِ جايبه.

فأومأت برأسها باستنكار: لا لا، ما وافقتش ولا حاجة، ده باعتبار ما سيكون يعني.

- ليه بس يا بنتي؟! ده شاب محترم وابن حلال وأخلاق.

- بس ما حصلش قبول أعمل إيه أغصب على نفسي!

- جربي واقعدي معاه مرة واتنين وتلاتة...

فقاطعتها قائلة : لا لا لا، الكلام ده لو في قدر من القبول، لكن إيه اللي يخليني أضيع وقت ف موضوع مش نافع!

فتنهدت هدى ثم قالت: يعني أبوكِ هيجيبلك حد أي كلام!

فابتسمت كارما قائلة: لا يا حبيبتي، عارفة إن بابا ما بيجيبش حد أي كلام، بس هو ده دوركم، تشوفوا الحد المناسب وتجيبوه وأنا أقبل أو أرفض.

ثم تابعت: يا ماما أنا ليّ مواصفات معينة ف شريك حياتي لا يمكن هستغنى عن شرط منها لأي سبب.

- أيوة إتأمري إتأمري، وتطلع إيه الشروط دي!

- يا ماما هي لستة طلبات! أهمها لازم يخطفني، لازم أحس من أول وهلة بشيء مختلف، يعني ما يكونش زيه زي أي حد بيعدي ف حياتي مالوش تأثير.

- موت يا حمار!
يا بنتي إنتِ تميتي الخمسة وعشرين، هتتجوزي إمتى و تخلفي إمتى؟!

- إيه المشكلة ف الخمسة و عشرين! تاريخ صلاحيتي قرب ينتهي يعني! حاليًا أنا مركزة بين شغلي والماجستير ومش مستعدة لأي ارتباط إلا لو جه الشخص اللي هيخطفني ده، ساعتها هيكون حشر نفسه ف حياتي واقتحم كل الحصون.

ثم قالت: ياماما ده أنا لما بجيب طرحة بلف أد إيه لحد ما أختار واحدة، وإسمها هتتلبس فترة وتتركن، لكن ده هلبس فيه العمر كله مش من حقي أتريث وأتمهل كده! ولا هو أي حاجة وخلاص!

لازم أحقق كياني، لازم اللي يجي يبقى عارف إني مش واحدة فاضية وكنت قاعدة مستنياه، لأ، ده أنا حياتي مليانة ومليانة أوي كمان.

- طب ما صحباتك اللي من سنك ودفعتك إتجوزوا من كام سنة واللي معاها عيل واللي معاها اتنين.

- عارفة يا ماما، كنت لما بشوفهم أيام الجامعة وكل واحدة تيجي وتحكي إنها اتخطبت وأشوف صورهم وأسمع حكاياتهم، كنت بتمنى أكون زيهم في فترة من الفترات، لكن الحمد لله لسه بكامل حريتي، يا ماما أنا عايزة أختار حياة مش مجرد فستان نفسي ألبسه، وبعدين عقلي ونضجي دلوقتي أحسن من كام سنة، وبعد كده هيبقى أحسن من دلوقتي، يبقى أستعجل ليه؟!

فتنهدت الأم قائلة: عارفة إني مش هاخد معاكِ حق ولا باطل، ربنا يهديكِ!

فضحكت وعاودت النظر لتلك الورقة البيضاء التي أمامها، فتعجبت هدى وتساءلت: إنتِ قاعدة من بدري أدام الصفحة البيضا دي!

فتأففت كارما قائلة: بفكر يا ماما في فكرة لبرنامج السنة دي، ميس نعمات بعد شغلي بتاع السنة اللي فاتت مع الولاد حبت تعمم الفكرة على كل (الكي جي) و طلبت مني أجهز خطة سنوية ليهم كلهم، وأنا نفسي ف حاجة جديدة، مختلفة، مااتعملتش قبل كده، واصيغها بطريقة جديدة.

- مش فاهمة حاجة يا بنتي!

- حاجة يكون مدخلها معروف ومنتشر لكن مضمونها مختلف وبقدمه بأشكال تانية.

- حاجة معروفة إيه! هو في حاجة الناس بتفكر فيها دلوقتي غير الكورة وكاس العالم وروسيا من ساعة الجون بتاع محمد صلاح!

فوجمت كارما فجأة والتمعت عيناها وتهللت أساريرها فجأة وقالت: هو ده! تسلم دماغك يا هدهود...

...............................

Noonazad    💕❤💕

Continue Reading

You'll Also Like

928K 90.1K 31
في وسط دهليز معتم يولد شخصًا قاتم قوي جبارً بارد يوجد بداخل قلبهُ شرارةًُ مُنيرة هل ستصبح الشرارة نارًا تحرق الجميع أم ستبرد وتنطفئ ماذا لو تلون الأ...
2.6K 940 15
اهداء إلى محبي الخيال نوڤيلا كاملة باللغة العربية الفصحى دعونا نغوص معا في عالم من الخيال البحت بعيد كل البعد عن الواقع والمنطق _________ فور أن قرأ...
15.8M 341K 55
باردة حياتها معه ....لا تعلم سبباً واحداً يبرر بروده معها أو عدم اهتمامه بها...فقد تزوجها و لا تدرى لما اختارها هى تحديداً..؟! سارت كالعمياء فى طريقه...