الأخير

3.3K 220 139
                                    

بقلم نهال عبد الواحد

صاح مجدي: كفاية يا هدى!

ثم التفت نحو مروان وقال: إسمع يابني...

فقاطعه مروان: إسمعني حضرتك، الموضوع مش زي ماانتو فاهمين، أنا طبعًا أتمنى إن كارما تكون أم أولادي، لكن...

فصاحت كارما بقهر: لكن إيه؟!

فاقترب منها حتى وقف مقابلًا لها ونظر داخل عينيها وتنهد بعشق ثم قال: خايف عليكِ، مرعوب يا كارما!

قال الأخيرة بصوتٍ متحشرج ثم ابتلع ريقه بمرارة وتابع: كارما، إنتِ أغلى حاجة عندي وأحلى حاجة حصلت لي في عمري كله، مش مجرد واحد حب بنت حلوة ولا متجوز واحدة بتحبه وتريحه، لا! إنتِ كل حياتي، حاجة كده ما لهاش وصف، أقرب لي من نفسي، بحبك واشتاق لك في نفس اللحظة حتى من قبل ما تغيبي عني، حتى وأنا بعيد بحسك حواليّ بس برضو بشتاق لك، خايف أخسرك زي ما خسرتها وده فوق طاقتي، مش هقدر؛ أنا روحي فيكِ...

فصاحت هدى: وكمان بتفوّل على بنتي! ده بدل ما تدعي إن ربنا يقومها بالسلامة!

فصاح بقهر: أرجوكم افهموني!

فتدخل مجدي بهدوء: طب تعالى يا بني واستهدى بالله!

فتابعت هدى بعدم رضا: إنت لسه هتحكي معاه!

فصاح فيها مجدي: يا تقعدي ساكتة يا تتفضلي من هنا.

ثم أشار لابنته قائلًا: تعالي حبيبتي اقعدي هنا جنبي، تعالى يا مروان يا ابني.

فجلس الاثنان ثم جلست هدى وسلوى، فنظر مجدي إليهما ثم قال: يعني الحكاية كلها إنك خايف تخسرها، تموت يعني وهي بتولد!

فتدخلت هدى مسرعة بغضب: ألف بعد الشر عليها!

فنظر إليها زوجها بفرغ صبر ثم تابع: طب ما كلنا هنموت ولا في حد قاعد مخلّد! الموت مالوش سبب ولا سن يا بني، وبعدين لو كل الستات بتموت وهي بتولد كانت الناس خلصت من زمان، المرحومة زوجتك توفاها الله لأن عمرها انتهى يعني كانت هتموت سواء كانت بتولد أو لأ.

وبعدين أحبب حبيبك هونًا؛ التعلق الزائد بأي حد أو أي شيء آخره فقد ويكون الحب ده سبب لعذابه وهلاكه؛ لأن كل المقادير بيد الله وتسير حسب إرادة الله، ما ينفعش تختبر ربك أبدًا، ما ينفعش تقول لو حصل كذا أموت، لأن ببساطة إنت إنسان يعني أضعف ما يكون، ودائمًا التعلق الزائد بيصحبه تصرفات لا تليق إنما التعلق الزائد لازم يكون بالله الواحد الباقي وحده وليس للمخلوق الفاني، فاتعود على الترك لينضبط تعلقك بالشيء أو الشخص؛ فكل شيء فاني وليس غير الله يبقى.

وبعدين فين حسن ظنك بربك؛ الله عند ظن عبده إن خيرًا فخير، فاستبشر خير وادعي لها ربنا يقومها بالسلامة وتفرح بخلفك الصالح، إستبشر ولا تنفر، إدعي لأن الدعاء يرفع البلاء، ويغير القدر، إدعي لنفسك بالثبات والهداية، وحّد الله يا ابني!

(هات و خد)       By : Noonazad حيث تعيش القصص. اكتشف الآن