(40)

2.1K 130 34
                                    

بقلم نهال عبد الواحد

اتجهت كارما نحو الباب لتفتحه وجذبت قلنسوة سترتها المنزلية وضعتها على رأسها، وما أن فتحت الباب حتى وجمت للحظات، إنها سلوى وكريم ومروان، ابتلعت ريقها واستعادت نفسها وحاولت رسم ابتسامة تطغى على ربكتها من تلك المفاجأة وهي تتحسس على ذلك الغطاء لتتأكد من وجوده على رأسها رغم أنه يظهر غرة شعره مع خصلات جانبية مرتبة تتمرد من حينٍ لآخر.

عانقتها سلوى بحرارة قائلة: حبيبتي ألف سلامة عليكِ!

فأجابت بصوتٍ مرتبك: الله يسلم حضرتك!

ثم رفعت صوتها قليلًا تنادي: يا ماما، ده مروان ومامته.

فخرجت هدى وتبعها مجدي ليرحبا بهما بينما كانت لا تزال كارما مرتبكة حتى إنها لم تتذكر أن تسلم على مروان أو كريم.

كانت واقفة فمر مروان من جانبها بعد أن خلع حذائه ومال قليلًا وهمس: هو إنتِ متعودة تفتحي كده على طول!

فزمت حاجبيها وتابعت: كده اللي هو إزاي؟

- مرة بالفوطة ومرة بالكابتشو.

- إيه بالفوطة دي!

فمسح وجهه ليكتم ضحكته، فتابعت: كنت بحسب أم علي أو أحد من ولادها.

- ولو كان أبو علي؟

- أبو علي مسافر البلد.

- لو كان أي حد يعني!

ثم تنهد قائلًا: آخر مرة لو سمحتِ.

فنظرت إليه بفجأة فظهرت تلك البقعة الزرقاء في عنقها والتي خطفت نظره إليها، فرفع عينيه بسرعة وقال: إنتِ لسه واقفة!

فأسرعت نحو الداخل فابتسم بخفة من تصرفها الطفولي وتابع سيره ودخل لحيث يجلسون وقد وضعت سلوى حقيبة كارما على المنضدة.

أبدلت كارما ملابسها بسرعة، حيث ارتدت أول شيء أمامها دون تفكير أو تكلّف، ثم خرجت إليهم وكأنها لتوها انتبهت لوجود كريم، وكان جالسًا جوار جدته يحرك رأسه يمينًا ويسارًا بلا توقف.

اتجهت كارما نحوه وجثت على ركبتيها أمامه بينما نهضت أمها واتجهت نحو المطبخ.

مدت كارما يدها اليمنى بينما ربتت على خده باليسرى لينظر إليها وهي تهدر بعذوبة: كريم، كريم!

ظلت تربت عليه وتنادي مرارًا حتى نظر إليها فجعلت تنطق وتظهر مخرج كل حرف بنوع من البطء والمبالغة في التقطيع الصوتي للحروف، فسحبت كفه إليها لتضعه في يدها اليمنى وهي تقول: سلّم ...سلـ لم.

أشارت إليه وهي تقول: كريم، كـ ريـ م...

ثم أشارت إلى نفسها وهي تقول: كارما ، كا ر ما.

ظلت تعيد نطق إسميهما مرارًا، ثم أشارت نحو جدته الجالسة جواره وهي تقول: نانا سلوى، نا نا سلـ وى.

(هات و خد)       By : Noonazad Where stories live. Discover now