(10)

2.4K 154 54
                                    

بقلم نهال عبد الواحد

كانت عيناهما معلّقتَين ببعض في نظرة طويلة لم يقطعها سوى أن كارما رأت أمها قادمة تحمل في يدها أكياس من أثر تسوقها.

فاحتبست أنفاسها خوفًا من ردة فعل أمها، فنهضت مسرعة لتخرج من السيارة، لكن الحركة قد بدت متسرعة وغير محسوبة العواقب، فاصطدمت جبهتها بمدخل السيارة بشدة آلمتها فصرخت مجددًا.

كان بين حركة نهوضها الحمقاء واصطدام جبهتها أقل من دقيقة، فتفاجأ مروان بما فعلت حقًا ولم يفهم سر ذلك التسرع لكنه قام بدوره بتدليك جبهتها وهمّ ليسألها لكن سبقهم صوت أمها المهاجم: هو في إيه بالظبط؟ ومين ده؟ وإيه اللي جرالك؟

ثم وجهّت هجومها نحو مروان: إنت مين وعملت إيه ف بنتي؟!

وضعت كارما يدها على فمها وأغمضت عينها ربما يظهر للرائي أنه بفعل ألمها، لكن ليس هذا فحسب هو السبب؛ إنما أيضًا لكونها لا تعلم مدى مبالغة أمها في ردة فعلها هذه المرة.

والتي التفتت مسرعة لابنتها قبل أن تسمع من مروان بنت كلمة وصاحت: مالك يا حبيبتي فيكِ إيه!

فأجابها مروان بهدوء: يا فندم إهدي، كل الحكاية إنها وقعت على رجلها ف المدرسة، بس اطمني حضرتك الدكتور طمنا وقال إنه مجرد تمزق ف الأربطة، يعني محتاجة للراحة بس.

فنظرت إليه هدى بتمعّن ثم تساءلت: وإنت مين؟ معاها في المدرسة!

فاعتدل مروان واقفًا فازدادت هيئته الوسيمة وضوحًا قائلًا بلطف: أنا كابتن مروان حسني مدرب كرة القدم في فريق الناشئين وبدرب الولاد في مدرسة الكورة اللي عملاها المدرسة.

كان مروان يتحدث بينما تقوم هدى بدراسة ملامحه وكل تقاسيمه من طول قامة وجسد رياضي وطلّة تشبه النجوم وأسلوب كلام منمق، فتهللت أساريرها في لحظة قائلة: يا أهلًا يا أهلًا!

كانت كارما لا تزال مغمضة عينيها؛ فهي تدرك جيدًا ردة أفعال أمها دائمة المبالغة، لكنها تفاجئت بصوت ضحك أمها ونبرة صوتها المتهللة بسعادة تعجبت منها ولا تعرف سرها!

ظلت كارما واجمة تنظر لحال أمها الذي انقلب تمامًا من كونها كانت متحفّزة للمشاجرة إلى حالة متناهية اللطف والذوق، وظلت متابعة للموقف بتعجب واندهاش!

فأردف مروان وهو يمد يده ناحية كارما ليساعدها على الهبوط من السيارة: اتفضلي يلا، بس خلي بالك تتخبطي تاني.

قال الأخيرة ووضع يده على باب السيارة من أعلى حتى لا تصطدم رأسها فيه مجددًا.

فأكملت كارما زحزحتها حتى أخرجت ساقيها من السيارة، ونهضت بالوقوف ممسكة بساعدي مروان الممسك أيضًا بساعديها، وكان مفعول المسكن قد عمل فسكن الألم لحدٍ كبير.

(هات و خد)       By : Noonazad حيث تعيش القصص. اكتشف الآن