(42)

1.9K 136 33
                                    

بقلم نهال عبد الواحد

مرت الأيام والأسابيع والأمور تجري في مجراها الطبيعي، الجميع منشغل بتجهيزات العرس وبيت الزوجية وهاهو قد بدأ العد التنازلي.

وذات يوم بينما كانت كارما مع كريم تلعب معه لعبة تعليمية لتعليم أجزاء الجسم وقد بدأت تشعر ببعض الاستجابة من ناحية الانتباه وتنفيذ التعليمات، وإن كان ليس دائمًا لكن هذا يعتبر انجاز ساعده عليه درجة توحديته الغير شديدة.

كانت تقف أمامه تمسك يديه على شكل دائرة وتردد مع الإشارة والحركات وهو يقلدها حركيًا فقط بعد لعبها معه منذ أسابيع لكن دون نطق.

- دخّل راسك جوة، طلّع راسك برة، هزها شوية، نط تلات نطات،
دخّل كتفك جوة، طلّع كتفك برة، هز فيه شوية، نط تلات نطات،
دخّل إيدك جوة، طلّع إيدك برة، هزها شوية، نط تلات نطات،
دخّل رجلك جوة، طلّع رجلك برة، هزها شوية، نط تلات نطات...

وصفقت كارما بسعادة من أداءه فقلدها وصفق هو الآخر، كانت تصفق وتقفز وتصيح  ولازال يقلدها أيضًا، فارتفع صوتهما معًا.

وفجأة!

اقتحم الحجرة من خلفهما صوت مروان يتصنع الغضب: إيه الإزعاج ده!

فالتفتت كارما إليه وتوقفت فجأة، ثم قالت بدهشة: أنا ماعرفش إنك هنا!

فاقترب بضع خطوات نحوها ثم قال: الناس تقول صباح الخير، إزيك! كده يعني!

فنظرت في ساعتها وتابعت بمشاكسة: صباح الخير دلوقتي!

فرفع كتفيه بقلة حيلة قائلًا: راحت عليّ نومة، إمبارح فضلت في الشقة لحد ما خلصت كل حاجة وجه الكهربائي وخلص شغل الكهربا كله وعلّق النجف، واتصل الراجل بتاع المطبخ وركبه، يعني كل حاجة جاهزة تقدروا تروحوا من بكرة تفرشوا الشقة.

فابتسمت كارما وقالت: طب كويس الحمد لله!

- خلصتِ شِرا كل حاجاتك!

- مش عارفة، حاسة إن فيه حاجات ناقصة بس مش عارفة إيه هي!
قالتها ببعض الشرود.

- أول ما تفرشي الشقة وتحطي الحاجة في أماكنها هيبان اللي ناقصك.

فأومأت برأسها ثم قالت بمرح: إده يا بابي! مش تسلّم على كريم وتشوف شطارته!

فاتجه نحو ابنه وحمله يلعب معه ببعض المرح، لكن ظلت ملامح كريم ثابتة على نفس انطباعها!

فأمسكت بيدي كريم مجددًا وقالت: يلا نوري بابي الشطارة...

وأخذت تردد مع الحركات وتقفز وهو يقلدها مجددًا، كانت كارما تتصرف بتلقائية جعلت مروان يشاهدها ويضحك بملء صوته، ولمّا انتهت.

قال بضحك: يا ختي بطة!

فوضعت كارما يديها على خصرها وقالت: مش عاجبك ولّا إيه يا كابتن! طب إيه رأيك هتلعب معانا!

(هات و خد)       By : Noonazad Where stories live. Discover now