(5)

3K 191 17
                                    

بقلم نهال عبد الواحد

قهقت لمياء وتابعت بمكر: كنتِ بتكلمي مين وملغبط كيانك كده؟!

كان التوتر والارتباك ظاهر على كارما بشكل غير مبرر، حتى أنها صبت مزيدًا من الماء؛ لاتدري إن كان حلقها لا زال جافًا أم فقط مجرد هروب من الموقف!

لكن في النهاية فإن لمياء لم ولن تكف عن تكرار التساؤل، فأجابت زافرة: أبدًا... ده الكابتن اللي هيساعدني في العرض.

فتابعت بعدم تصديق وهي تمد الكلام: الكابتن اللي هيساعدك!

- إيه الطريقة دي!
قالتها باستنكار، ثم تابعت: مش تبطلي بواخة بأه!

فتنهدت قائلة: لما تقولي الحقيقة الأول.

- والله! هو الكابتن اللي هيمرني عشان حركات العرض ، بس...  بس...

- أيوة، بس إيه!

- في حاجة غريبة يا لميا! كأني شوفته قبل كده، لا واتقابلنا أنا متأكدة!

فابتسمت ابتسامة عريضة قائلة بهيام: وبعدين!

فأردفت بغضب: تصدقي أنا غلطانة إني بتكلم معاكِ!

- طب إهدي كده وما تطلعيش عفريتك علينا، كملي...

- أكمل إيه! باقولك كأننا اتقابلنا قبل كده، وما كنتش عايزاه يكون هو اللي هيدربني، يقوم يطلع هو، هتعامل معاه إزاي دلوقتي؟!

- هو كده في الأول، بيقولووا كده في الأول!

قالت الأخيرة بغناء، فازدادت كارما غضبًا وتذمرًا، فأجابت لمياء: مالك عاملة زي العيال الصغيرة كده! مش لاعبين! بتكلم معاكِ، في ناس نظام لا محبة إلا بعد عداوة زي سمر وعمرو أخوكِ، وناس من أول نظرة زيي أنا وعماد.

- إنتِ خلاص حكمتِ عليّ! ده أكيد...  أكيد... مجرد...  صدفة... يعني هو بيجي المدرسة وارد أكون لمحته من غير مااعرف هو مين!

فابتسمت لمياء بعدم تصديق: يمكن!

فتابعت كارما تريد تغيير الموضوع: طمنيني عليكِ إنتِ!

فغابت ضحكتها وحل محلها غيامة من الحزن الدفين، وأجابت بنبرة يائسة: لسه مفيش حاجة، هتجنن يا كارما، كل الدكاترة قالوا إن مفيش أي مانع، طب يبقى ليه بأه؟!

- هو إيه اللي ليه؟! ربنا لسه ما أذنش، وبعدين بصراحة إنتِ مزوداها، وبآيتي حابسة نفسك جوة الموضوع ده وبس، حاولي تنسيه وتعيشي حياتك، رخّي أعصابك، أكيد حالة نفسية، وطبعًا كل شهر بتعملي مناحة لو ما طلعتيش حامل!

فنظرت إليها لمياء بتأفف ولم تعقب، فتابعت كارما: ومش بعيد خانقة الراجل بجداول الدكاترة وتعاليماتهم!

فوجمت لمياء قليلًا وأجابت بدهشة: إده! وإنتِ عرفتِ منين؟ ده لسه آخر دكتور كان قايلنا مهم نصحى الصبح بدري، صحيت عماد يوم الجمعة الصبح، قام مسك ف خناقي وحلف عليّ ما هروح عند الدكتور ده تاني.

(هات و خد)       By : Noonazad حيث تعيش القصص. اكتشف الآن