(17)

1.9K 147 10
                                    

بقلم نهال عبد الواحد

أطال عمرو النظر نحو أخته كأنما يستشف أمرًا ما ثم ابتسم وقصّ لها ما يعرفه عن مروان حسني، وجمت لفترة تحاول إخفاء صدمتها لكنها ظهرت في اضطراب أنفاسها وارتعاشة شفتها السفلية محاولة تمالك نفسها مع التماعة عينيها.

أطال عمرو النظر إليها وربّت على كتفيها بحنان ثم تساءل: إنتِ كويسة!

فأومأت برأسها مع محاولة لرسم ابتسامة مفتعلة، لكنه تابع: طمنيني يا كارما، مالك! أنا ماقُلتش حاجة بشعة للدرجة دي! إيه اللي يخليكِ تتصدمي بالشكل ده؟!

فأجابت بصوتٍ مرتعش: إدخل ياعمرو كمّل ليلتك.

فناداها: يا كارما...

فقاطعته: إدخل كمّل ليلتك، أنا تمام.

ثم انسحبت من أمامه ودلفت إلى داخل القاعة، فتنهد بوجع ثم تبعها.

جلست كارما بعيدًا عن الصخب، خاصةً وأن هناك من المدعويين قد انصرف؛ فصار هناك أماكن فارغة، لمحتها لمياء فاستأذنت من زوجها الجالس جوارها ثم اقتربت وجلست جوار كارما.

فتساءلت بقلق: مالك! إيه اللي حصل؟!

فابتلعت ريقها وشهقت نفسًا عميقًا؛ تشعر أن رئتيها بحاجة ماسة للهواء، ثم أجابت دون أن تنظر إليها: مفيش.

- تصدقي باين إنه مفيش! شوفت كابتن مروان لما جه واتصور معاكم.

فأغمضت عينيها وأومأت برأسها ثم تابعت بخفوت: من فضلك يا لميا، مش عايزة أتكلم في حاجة، أرجوكِ سيبيني.

قالت الأخيرة بصوتٍ متحشرج، فألحت لمياء: لكن يا كارما...

- من فضلك قومي وسيبيني.

فربتت على كتفيها وقبلت رأسها وانصرفت تعاود جلوسها جوار زوجها، فقد حكم عليها ألا تفارق مقعدها إلا من أجل الذهاب إلى الحمام.

فتساءل عماد: مالها؟!

فأجابت لمياء بتنهيدة حزينة: صعبانة عليّ ومش عارفة أعملها حاجة، كنت فاهمة إن خلاص هنفرح بيها قريب، لكن باين إن حكايتها معقدة!

- حصل حاجة يعني؟!

فأومأت برأسها أن لا تدري، ثم أغمضت عينيها تومئ بألم، فتابع عماد: مالك! لسه مقريفة!

- مش عارفة مالي، مش متظبطة كده ودوخت تاني.

- طب يلا بينا ولا إيه!

- عايزة حاجة حادقة.

- حاجة إيه يا عينييّ!

- إيه يا عماد شوفلي حاجة حادقة، حتة بيتزا ولا سليزون حادق، إن شا الله حتى زيتونة.

فرفع إحدى حاجبيه بعدم رضا ثم نهض واقفًا وهو يزفر بضيق ويتمتم: حسبي الله ونعم الوكيل!

(هات و خد)       By : Noonazad Where stories live. Discover now