(45)

2K 131 24
                                    

بقلم نهال عبد الواحد

بينما كانت كارما تتنفس بقوة ويرتعد جفنيها بسرعة وكأنها طفلة تخشى من أمامها وتراه مجهولًا.

وإذ فجأة!

صوت رنين جرس الباب فانتفضا الاثنان بفزعة والتقطا أنفاسهما المتلاحقة، مسح مروان على وجهه بتوتر بينما التفتت كارما تخفي توترها وخجلها في تصنع مشاهدة الفيلم.

فرك مروان فروة رأسه وهو ينهض متجهًا نحو الباب، وليس لديه أي فكرة عن هوية الطارق، مسح على شعره بهدوء واستعاد هيئته وفتح الباب!

فوجد أمامه هدى فوجم بصدمة، فرك وجهه وشعره من جديد وهو يتلفت حوله ثم ابتلع ريقه مبتسمًا ببلاهة يهدر: أهلًا أهلًا، إتفضلي، إزي حضرتك؟!

فزمت هدى شفتيها وتنهدت بعدم رضا وهي تضرب كفًا بكف ثم صاحت: ده إيه أصله ده! إزي حضرتي إيه! لما لسة ماشية من عندكم مكملتش حاجة!

وهنا سُمع صوت اصطدام بالداخل فانتفض مروان وتلفت حوله بفجأة، ثم التفت إليها مبتسمًا ببلاهة وقال: تحبي أناديلك كارما! قصدي إتفضلي كارما موجودة!

فزفرت بفرغ صبر ثم قالت بتهكم: ما أنا عارفة إنها موجودة هتكون راحت فين يعني؟! سيبها في حالها خليها زي ما هي، أنا رجعت السكة عشان نسيت الموبايل.

فوجم قليلًا واستدار خلفه وعاد إليها من جديد وقال: أيوة، إتفضلي حضرتك!

فزفرت مجددًا قائلة: يا دي حضرتك يا بني ركز، أنا عايزة الموبايل بتاعي.

- أجيبه منين؟

- خش شوفه نسيته عندكم.

- آه! أدخل أدور عليه يعني.

فابتسمت بغيظ تجز على أسنانها و أومأت برأسها، فتركها وتوغل إلى الداخل يتلفت حوله يبحث عن زوجته بعينه ثم همّ بالخروج إلى هدى حتى اقترب من باب الشقة فضرب جبهته ببطن كفه ثم عاد للداخل من جديد.

فزمت هدى شفتيها بتأفف وتمتمت: يا غلبي! ما جمّع إلا ما وفّق! إتلم تنتن على تنتون! دي خيبة إيه التقيلة دي! فضحت نفسك يا موكوس!

وبعد لحظات جاء مروان ممسكًا بالهاتف ولا زال يبتسم ابتسامته البلهاء، ثم قال: أنا دورت عليها جوة، بس شكلها... مش عارف!

فصاحت فيه: دورت على إيه! ما التليفون في إيدك أهو!

فنظر للهاتف في يده ثم قدمه لها: هه! آه آه آه! إتفضلي.

فتمتمت مجددًا: عوض عليّ يارب عوض الصابرين!

ثم أكملت: خش خش، خلي بالك من بنتي، هه!

قالت الأخيرة بنبرة محذرة ثم سارت بضع خطوات نحو المصعد ثم ضغطت عليه، التفتت للخلف فصاحت: يا بني إدخل واقفل الباب الله يصلح حالك! بلاوي إيه دي!

(هات و خد)       By : Noonazad Où les histoires vivent. Découvrez maintenant